أعلان الهيدر

الرئيسية الخمرة المغشوشة

الخمرة المغشوشة


 

 صورة حزينه ، صورة رجل حزينه



جلس أمام النادل الذي وضع

القنينة أمامه دون أن يسأله طلبه وما جدوى السؤال وهو يعرف طلب من يجلس أمامه
  
خمرا طبعا ولن يكون "سحلب"تسارع الى ضمها بين يديه ورشف رشفة سريعة فأحس بمرارتها في صدره لكن لم تنهيه عن تجرعها انهى الاولى وطلب المزيد صف أمامه عشرة قنينات وكلما أراد النادل ازاحتها يرفض بشدة ويطلب المزيد
القنينة العشرون ومازال على حاله أمسك رأسه بين يديه وهو يهمهم بكلام غير مفهوم اقترب النادل منه ينصحه بالتوقف 
لكنه أصر على شرب المزيد
كيف عجزت هذه الخمرة اللعينة عن تذهيب عقله وايقافه عن التفكير
كيف لم تستطع ان تقلع اشتياقه اليها من جذوره
أتراها مغشوشة أم أن الكمية غير كافيه
تطلع الى وجه النادل الذي كان يرمقه بنظرة شفقة فدار بينهما حوار صامت 
أخرج من جيب سترته ورقة وصورة نظر اليهما بدأت دموعه تنساب انسياب الخمرة الى جوفه أعطاه النادل محرمة لم يكترث بها لأنه كان مستمتعا بدموعه التي تتحدث عنه وعن اشتياقه لها 
كيف تجرأت على الوداع كيف احتضنت رجلا اخر غيره كيف نست سنين الحب والعشق والولع
قرأ سطورها الاخيرة فصرخ في خرس كاذبة كاذبة كاذبة
كيف سيعيش يومه من غير امل اللقاء
كيف يعود الى البيت ولا يجد طيفها يتنقل في أرجائه كالفراشة في فصل الربيع
كيف سينام على السرير وهي غائبة عنه 
تتسلل البرودة الى أطرافه وهو يتمثل حاله ، يتقلب على جنبيه  في سريره الأجرد
ضرب بيديه قنيناته المتراصة أمامه فسقطت الواحدة تلو الاخرى
سارع النادل اليه ليلئم جرحه لكنه أشار اليه وحط يده على صدره وهو يتمتم بمرارة"الجرح هنا"
غادر وهو يترنح ليس من شدة الثمالة بل من شدة الشوق والحنين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.