أعلان الهيدر

الرئيسية فالصورة ترفع كتتويج للرباعي ولكنها تضمر أكثر مما تعلن، مقال في تحليل صورة الطفل الصغير معصوب العينين الموجود في شهادة جائزة نوبل للسلام لسنة 2015

فالصورة ترفع كتتويج للرباعي ولكنها تضمر أكثر مما تعلن، مقال في تحليل صورة الطفل الصغير معصوب العينين الموجود في شهادة جائزة نوبل للسلام لسنة 2015

فالصورة ترفع كتتويج للرباعي ولكنها تضمر أكثر مما تعلن، مقال في تحليل  صورة الطفل الصغير معصوب العينين الموجود في شهادة جائزة نوبل للسلام لسنة 2015
صورة الطفل الصغير معصوب العينين الموجود في شهادة جائزة نوبل للسلام

وأد الكلمة أم سيادة الصورة ؟
هل استطاعت الصورة إن تقتل الكلمة ؟ وهل عجزت الثقافة عن مقاومة الوعي وتركت للصورة جل الكلام ؟ وهل تبدلت أدوات صنع الوعي الإنساني وتغيرت الأدوار ؟
أسئلة تطرحها نشوة التتويج ورفع صورة طفل معصب العينين إلى الأعلى من قبل الرباعي الراعي للآلام في زهو من يرفع التتويج بلقب قاري جاء بعد تعادل و أشواط إضافية وركلات جزاء لم تسجل منها غير واحدة في قلوب مكلومة بجراح غائرة عملت فيها مشارط الحكام وأطباء السياسة .
تقول رئيسة لجنة جائزة نوبل للسلام كاسي كولمان "إن الصورة رمزية و تعبر عن المستقبل الغامض الذي يواجهه العالم اليوم، خاصة أولئك الضعفاء مثل الأطفال". وأضافت :” هذه الصورة القوية والبليغة تظهر تعبيرا على وجه الصغير، يعكس صرخة من أجل الأمل في المستقبل، لإتاحة الفرصة لأن ينظر ويسمع، ويشارك في المجتمع” و تابعت ” ربما تذكرنا الشهادة بواجباتنا تجاه الملايين من الأطفال والشباب الذين يتحسسون طريقهم وسط الظلام، بلا أمل في المستقبل، ويجوز لهم إزالة العصابة عن أعينهم ليروا مستقبلا أكثر إشراقا، مستقبلا ملؤه السلام والحرية.”
جائزة نوبل للسلام لسنة 2015
يقول أرسطو: «أن التفكير مستحيل من دون صور»، فلقد حققت الصورة بصفة عامة انتشارا زمكانياً، بحيث تصبح الصورة إنبلاجاً كونياً، بمعنى أنها جعلت المجال الثقافي الإنساني خاضعاً تحت تأثير سلطتها المطلقة العابرة لحدود المنطق والعقل و الإرادة ، فلا استقلالية خارج مجالها المغناطيسي ، فالصورة تخترق كل أجزاء الكون الافتراضي .. هذه الصورة التي باتت محتكرة بدرجة كبيرة من قبل مؤسسات ذات أحجام إتصالية كونية وتهيمن على الثقافة الإنسانية تستعمل في الوقت نفسه لتبرير الحروب، وتصدير القيم الغربية، وإخضاع العالم إلى نمطية ثقافية كونية و موحّدة، تنسجم مع النزعة البراغماتية و الاستهلاكية والارتهان الحضاري فأسوأ ما اقترفته الصورة جنوحها المتعمّد إلى تسليع وتزوير هوية الثقافة في عملية تحوير لدورها التوعوي، ما جعلها قاصرة عن ممارسة دور التغيير والإصلاح.
فالصور القادمة لنا من غزة والضفة الغربية ومن بورما وسوريا واليمن وليبيا ومصر والعراق , لا تجسدها أو تحتويها أو تختزلها مجرد صورة طفل كاسي كولمان , ومعاناة أطفالنا هنا وهناك وهنالك وعلى حدود أوروبا أعمق بكثير من مجرد "مصاصات " يعلقها طفل شهادة جائزة نوبل .
فالصورة ترفع كتتويج للرباعي ولكنها تضمر أكثر مما تعلن بان العالم أغمض عينيه عن جحافل الموت وسياسة القوة وحق القوة ,خاصة حين نضع بجانبها صورة طفل غزة المحروق ,فهل تساءلت يوما إن كان حرق وفي فمه رغيف أم مصاصة , حينها فقط اجزم إن طفلك يا سيدة نوبل الذي تتساءلين عن مصيره ويضع قلادة اللعب ومصاصات الحياة بأنه يعيش في رغد البؤس وليس كأصحاب الأخدود من رياحين غزة الذين صاروا رمادا سينبعث من تحته يوما لهيبا يحرق كل من تآمر يوما عن أرضه ورغيفه .



مقال بقلم الاستاذ ناجي يعقوبي


جائزة نوبل للسلام لسنة 2015

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.