أعلان الهيدر

الرئيسية في ذكرى اغتياله: كم من دغباجي طواه النسيان؟؟؟

في ذكرى اغتياله: كم من دغباجي طواه النسيان؟؟؟


والناس يذكرون مناقبك ويتنازعون ميراثك المشاع أصلا حتى يتطفل بعض أحفاد عائلات مخزنية وبعض من جرم أجدادهم مقاومتك للمحتل وسموك ب"الفلاق"تنتابني الحيرة حول مصيربعض رفاقك ممن لم يسعفهم المؤرخون بالذكر وممن لم تنصفهم الذاكرة الشعبية فطواهم النسيان.
كانت سياسة حكومات الاستقلال ممنهجة لتغييب صفحات من تاريخ من اهتدوا بهديك واختاروا أن يدفعوا أنفسهم ثمنا لحياة غيرهم وكأنها تخشى أن يرث عنهم أبناءهم قيم البطولة والفروسية ورفع الضيم ونجدة المستغيث.
اني لا أستكثرعليك مانلت من شرف وشهرة فأنت جديربماحبيت به من مكانةرفيعة وصدق مما علمنا عنكم في قلوب أجيال تورطت في نبلك وشهامتك وتربت على مجدك ...لكنني أرنوالى أن ينفض الغبارعن مقاومين غيبهم صيتك الواسع وأسقطتهم الذاكرة الشعبية المثقوبة بسياسة موجهة وباهمال متعمد.
اليوم ونحن نستحضرأطواراعدامك في سوق البلدة نستذكر قصص أبطال آخرين نالهم العذاب والمطاردة والتشريد والنفي دون أن  تدون محاكماتهم الذاكرة الشعبية ودون أن تفرج السلطات الفرنسية عن أرشيف تلك المرحلة فقد يكون جلادكم يملك أصدق مما روي عنكم من قادة الاستقلال .
الى اليوم وبعد أكثرمن نصف قرن من بناءالدولة الوطنية مازال بعض من كنت رمزالهم يعانون الفقروالخصاصة ومرتب شهري لايسمن ولا يغني من جوع .فبعضهم شغلوافي الحضائرواستنزفوا جهدهم في مصارعة الرمال بعد أن ظنوا أنهم صرعوا المحتل وكأنهم كتب عليهم أن يسيروا من معركة الى أخرى حتى مصرعهم.
هؤلاء لم ينعموا بالهناشر وبرخص سيارات الأجرة وبالعمارات في المدن الكبرى فعانوا الخصاصة والاحتياج...بعضهم سكنهم الوعي القومي وعدالة مظلمة فلسطين فالتحقوا بأحفاد القسام وفي أواخر عهد المفاوضة أعادوا بعضهم في توابيت ورفعت نعوشهم فوق الأكتاف وسط الهتاف...
سأذكرأن بين من طواهم النسيان ممن اقتدوا ينضالك ومقاومتك من مازال على قيد الحياة ورأيناهم يمضون العرائض ويرفعونها الى السلط المسؤولة أواخرالعهد البائد...انهم شيوخ بدت عليهم علامات الهرم ضاعت حقوقهم وسط الزحام على غنيمة الاستقلال تحدثت اليهم في آخرعهد المخلوع فأبلغوني أنهم "الشبيبة الدستورية"التي دفع بها "الزعيم"في معركة غيرمتكافئة فكانوا عزلا الا من ايمان بالله وبعض فتوة وشجاعة ورغبة في خط سطورفي ملحمة الاستقلال.
اندفعوا أفواجانحو بنزرت ليشاركوا في ما سماه الساسة"معركة الجلاء"فلاقوا الاهمال والطرد وسموا ب"النهوشة"والنزوح"...وشهدواغدرالعدو والصديق فقط ليسجل "الحبيب بورقيبة"نقاطا ضد فرنسا في الأمم المتحدة.
اليوم أشهد بقاء بعضهم تحت خط الفقر وأخجل من ملاقاتهم أواستحضارتلك المرحلة المؤلمة معهم.
أيها الزعيم المكافح...
ان أحفادك صدقوا ما عاهدوك عليه
في كل الفترات ولكن سياسة التجويع وتجفيف المنابع والحرمان الممنهج نالت من العزائم ...فمن رأى ليس كمن سمع ...ولكنهم مع ذك لم يرضوا الذلة و لم يروموا الانصياع لعصا السلطان فنالهم ما نالهم وما بدلوا تبديلا..


                                                                                
                                                                        بقلم الأستاذ : بلقاسم بوعمران

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.