أعلان الهيدر

الرئيسية دراسة حول : اثر الحروب في حياة الأطفال، أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب

دراسة حول : اثر الحروب في حياة الأطفال، أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب

بحث شامل حول 
اثر الحروب في حياة الأطفال
أهم  الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب
اثر الحروب في حياة الأطفال
المقدمة:
تعريف الطفل حسب الجمعية العامة للأمم المتحدة:
 عرف الطفل حسب اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة (بموجب قرارها المرقم 44/25 المؤرخ في 20 تشرين الثاني /1989 ) في مادتها الأولى، بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ونص المبدأ الثاني أنه يجب أن يتمتع الطفل بحماية خاصة، وأن يمنح بالتشريع وغيره من الوسائل، الفرص والتسهيلات اللازمة لإتاحة نموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي و الاجتماعي، نموا طبيعيا سليما في جو من الحرية والكرامة، وتكون مصلحته العليا محل الاعتبار الأول في سن القوانين لهذه الغاية.
 وقد نص كل من المبدأ السابع والثامن والتاسع على أن للطفل حق في تلقي التعليم، وتمكينه على أساس تكافؤ الفرص، من تنمية ملكاته وشعوره بالمسؤولية الأدبية و الاجتماعية، ومن أن يصبح عضوا مفيدا في المجتمع، ويجب أن تكون مصلحة الطفل العليا هي المبدأ الذي يسترشد به المسؤولين عن تعليمه وتوجيهه.
وتقع هذه المسؤولية بالدرجة الأولى على أبويه، وأن يكون في جميع الظروف بين أوائل المتمتعين بالحماية و الإغاثة، كذلك نص المبدأ العاشر بأنه يجب أن يحاط الطفل بالحماية من الممارسات الوحشية والحروب التي لا تحمل في أحشائها سوى الألم والموت والمعاناة للأنفس البريئة.... حيث تتعلق هذه الأيام أعين الجميع بشاشات الفضائيات لمتابعة أخبار الحرب التي تدور رحاها في عدد من الدول العربية....
اثر الحروب في حياة الأطفال 
إذ تترك الكوارث وبخاصة الحروب آثارها السيئة على نفوس الأطفال، وهي جرائم في حق الإنسانية جمعاء، وتزداد بشاعتها عندما يتأذى منها الأطفال الأبرياء. وآثار الحروب كثيرة فهي تلحق بالبيئة والعمران وتهد الاقتصاد القومي وتدمر البنية التحتية للدولة، أما أكثر نتائجها مأسوية تلك التي تلحق بنفوس الصغار وترافقهم طيلة سني حياتهم.
ولكن هناك ما نشاهده ومالا نشاهده... فما نشاهده هي  تلك الصور المؤلمة للمصابين والقتلى والدمار، وقد يكون الزمان كفيل بتجاوزها ونسيانها، ومالا نشاهده ولا يمحوه الزمن هو الأثر النفسي الذي ستتركه هذه الحروب بداخل كل من عاصرها وعايش الرعب والقلق وفقد عزيز أو قريب أو منزل يستظل بظله ليجد نفسه في العراء فالسلاح الأشد فتكاً في هذه الحروب هو التدمير النفسي الذي يدمر التوازن النفسي للمدنيين وعلى وجه الخصوص الأطفال.
اثر الحروب في حياة الأطفال

ولعلنا في العالم العربي لا نعطي اهتماماً كبيراً بالرعاية النفسية والوسائل المطلوبة لاحتواء ردة فعل الصدمات على الأطفال أثناء الحرب  في حين أن غالبية المختصين يؤكدون أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر بشكل ملموس لاحقاً في جيل كامل من الأطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعاني من مشاكل نفسية قد تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعي الأهل لكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به...
 ومن الممكن تفادي هذه الحالات فقط إذا تذكر أحدهم الجانب النفسي للطفل في هذه الأوقات العصيبة فمثلا في العراق وحسب ما ورد على لسان أحد ممثلي الأمم المتحدة، أكثر من نصف مليون طفل عراقي من الأرجح أنهم سيكونون بحاجة إلى علاج نفسي من جراء الصدمة النفسية التي تعرضوا لها خلال الحرب حيث يقول ( كاريل دي روي ) :" هناك 5.7 مليون طفل عراقي في المدارس الابتدائية ونتوقع أن يحتاج 10% على الأقل من هؤلاء الأطفال إلى علاج نفسي من صدمات تعرضوا  لها خلال الحرب ".
كذلك تؤكد الدكتورة " نعمة البدراوي " أخصائية الطب النفسي:  ( تعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جراء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة... وتعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل وتؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها.
 ومن أهم  الحالات التي يتعرض لها الأطفال خلال الحروب:
            ـ سوء التغذية في المناطق الفقيرة
            ـ المرض
            ـ التشرد
            ـ اليتم والفواجع
            ـ المشاهد العنيفة
            ـ الإرغام على ارتكاب أعمال عنف
            ـ الاضطراب في التربية والتعليم
وقد تصاحب هذه الحالات نوع من الفوبيا المزمنة من الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء التي ترافق وجودها مع وقوع الحدث مثل الجنود، صفارات الإنذار، الأصوات المرتفعة، الطائرات.... وفي بعض الأحيان  يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد....
 إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس، التقيؤ، التبول اللاإرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس، آلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب،وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة له مثل الأب و الأم يصاب عندها بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية.
وغالباً ما تظهر هذه المشاعر التي يختزنها الطفل أثناء اللعب أو الرسم فنلاحظ أنه يرسم مشاهد من الحرب كأشخاص يتقاتلون أو يتعرضون للموت والإصابات وأدوات عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات  ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية....
 حيث يجدون في ألعاب العنف هذه  خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاسات تلك المظاهر،وقد وجدت الدراسات الاجتماعية تبريرات لإقبال الأطفال على اقتناء لعب العنف حيث ترى الأستاذة د. ناهد عبد الكريم رئيس قسم الاجتماع في كلية الآداب/ جامعة بغداد أن ظاهرة إقبال الأطفال على اقتناء اللعب النارية ظاهرة خطيرة يمارسها الأطفال وان لها نتائج سلبية كثيرة على حياتهم وحياة الآخرين ومن ثم خلق نوع من الاضطراب لديهم فالطفل لا يستطيع أن يعي ما تؤدي إليه هذه اللعبة فهو قد يتصورها لعبة يتسلى بها ولكن نتائجها وخيمة.
وتحصر الدكتورة أسبابا عديدة لهذه الظاهرة منها تأثره بما يشاهده سواء في الوسط الذي يعيشه أو عن طريق وسائل الإعلام كالفضائيات أو ما يشاهده في الشارع من خلال مرور الارتال العسكرية سواء كانت أميركية ام عراقية والطفل بطبيعته يحب التقليد وعن طريق الإيحاء والعدوى الاجتماعية يمكن انتشار استعمال هذه اللعب والتي تحول الطفل من الجانب التربوي إلى واحدة من حالتين الأولى (تخيفه وترهبه والثانية تشجعه على التخويف والإرهاب وفي كلا الحالتين تؤدي بالطفل إلى مرض نفسي خطير فإذا لم تمرضه نفسيا فأنها تجعله متقلب المزاج وعندما يكبر سيتساءل أيهما أهم السلاح أم الحاجات الأخرى التي يحتاجها المجتمع.. فإذا تبين له إن السلاح أهم تشجع على خوض الحروب أو يشجع عليها أما إذا أحس أن العكس هو المطلوب لتوفير الحاجات الأساسية للناس وهذا ما يؤدي به إلى كره أهله على الخطأ الذي ارتكبوه وهو تشجيعهم له في الطفولة على اقتناء الأسلحة على شكل ألعاب.
دور الأهل
تخلص توجيهات المختصين في هذا المجال أنه على  الأهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة أن يبدءوا مباشرة بإحاطتهم بالاطمئنان ولا يتركوهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي وذلك عن طريق  الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على مايرام وأنهم لن يصيبهم شي مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في أوقات الغارات المخيفة في حال وقوعها على مقربة منهم، فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد.
وبالنسبة للأطفال الأكبر سناً يمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنهم في مكان آمن أو أن القصف لن يطالهم وأن الأهل متخذين كافة الاحتياطات لحمايتهم، مع ضرورة عدم منعهم من البكاء أو السؤال عن ما يجري والحديث عنه فمن الضروري معرفة ما يدور في تفكير الطفل و أن نترك لمشاعره العنان في هذه الأوقات  حتى لا تتراكم الصدمة....

 ويمكن تشجيعهم على الحديث بمبادرة من الأب أو الأم للتعبير عن مشاعرهم مع اختيار الأسلوب والألفاظ التي يمكن للطفل استيعابها والتجاوب معها،ومن المهم أيضاً أن يراقب الآباء تصرفاتهم ويحاولوا المحافظة على الحالة الطبيعية لهم وقوة التحمل وتلطيف الأجواء ليبثوا الثقة في نفوسهم، وأن لا يتغير أسلوب الحياة بشكل كبير وبقدر المستطاع.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.