أعلان الهيدر

الرئيسية تلخيص رحلة إلى الغد.. لتوفيق الحكيم

تلخيص رحلة إلى الغد.. لتوفيق الحكيم

تلخيص رحلة إلى الغد.. لتوفيق الحكيم
اسم الكتاب: رحلة إلى الغد
الكاتب: توفيق الحكيم
دار النشر: مكتبة مصر
تلخيص رحلة إلى الغد

رحلة إلى الغد تلك المسرحية التنبؤية التى تعطى ملامح و تنبؤات بالغد الذي ربما يكون مشرقاً أو ربما يكون شيئاً آخر لا نتمنى أن يأتى أبداً. تناولها توفيق الحكيم بأسلوب سهل جميل و عبارات عميقة المعنى يجذبك لعمق تفكيره فى الحياة و خروجه بحكم و تأملات لا عجب أن تخرج من حكيم،تدور أحداثها في أربعه فصول فتبدأ الرحلة من مكان صغير كئيب يسمى السجن الانفرادي إلى الكوكب المجهول في الصاروخ لتعود إلى الأرض مجدداً بعد زمن طويل و فى زمن غريب.
السجن الانفرادى:
هناك فى غرفة مظلمة نرى المسجون في زيه الأحمر يصدر ضجيجاً و يقطع الغرفة ذهاباً وإياباً: نعم أكلم نفسي، لم يبق لي غير أيام قليلة في الحياة، ربما ساعات بعدها سأشبع صمتا لكني لم أشبع كلاماً!. ذلك الطبيب المسكين الذي كان دائماً يد رحمة تمسح الألم امتدت لتمسح ألم زوجة المريض التي أحكمت غزل الخيوط حوله ليصدق أنها ضحية مع هذا الوحش المريض المسمى زوجاً الذي دمر كل حياتها  فقتل الزوج المريض ليحل محله ويكون هو الزوج الذي قالت له: حياتي أنا لك إلى الأبد! هاهو يدرك أن هذا الأبد ما هو إلا شهرين لتصل شكوى من مجهول إلى النائب العام تشكك في موت الزوج السابق و تنتهي بالحكم عليه بالإعدام بعد اعترافه المباشر لظنه أنه أنقذها من يد الوحش الذي لا يرحم و الديون الذي أرغم البرئية على علاقات مشبوهة لصالح أعماله ليدرك أن حتى هذا الدافع الإنساني النبيل كان وهماً! فالزوج المقتول ما كان إلا رجلا طيباً و شهماً بشهادة الشهود ليرى في اللحظات الأخيرة من حياته كم هي بارعةٌ تلك المرأة خططت لتتخلص من الزوج المريض بطبيب غبي لتصل إلى المحامي الشاب الذي تحبه. هذا كان كلامه مع طبيب السجن الذي رق قلبه ليسمع زميل مهنه سابق و طبيب مشهود له و يقسم أنه لو سنحت له الفرصة ليراها لقتلها بيده حتى يشعر أنه يستحق الإعدام الذي سيزف إليه على أية جو تأتيه الفرصة فهاهو مدير السجن يخبر عن مجيئها لزيارته ويستعد ويقنعهم أن يلقاها على انفراد و بين اقتناع المدير و تردد طبيب السجن يذهبون ليدعوها للمجئ فيعودون و معهم شخص غريب يطرح فكرة أن يكون غده على ظهر سفينة فضاء لا إلى حبل المشنقة، فإن نجح و عاد إلى الأرض فقد عُوفي عنه و كتبت له حياة جديدة و إن لم يعد فعلى أية حال هو كان سيموت غداً.
في الصاروخ:
داخل تلك الغرفة الصغيرة المليئة بالأجهزة و نافذة بلورية صغيرة كنافذة السجن أفاق شخصين مختلفين و متشابهان في آن واحد فالأول الطبيب القاتل و الثاني مهندس قاتل، الأول قتل من أجل امرأة و الثاني قتل أربع نساء، و لكل منهما دافع نبيل
على حد تعبير المهندس: إننا دائمانجد التبرير الجميل المعقول لجرائمنا. اختلفا فى الشعور فالطبيب يعرض كل الأمور على شعوره يحب، يكره، يحترم، يحتقر، لكن المهندس يرى أنهم فقدوا جنسيتهم الأرضية منذ انفصلوا عنها و بالتالي لا أرض فلا مشاعر و لا
قانون و لا جوع و لا حتى صفته البشرية ربما يكون حقا آلة تأكل أقراص لا لجوع و لا لفراغ و لكن ليصنع شيئاً. ينظران من
النافذة ليريا الموت يحيط بهما من كل جانب يتعجبان من نفسيهما: ما الذى أغرانا بهذه الرحلة المروعه! كنا سنلقى الموت مرة واحده أمام المشنقة فلم نفعل، و قبلنا ظان ناتي هنا لنلقى الموت كل دقيقة بصورة مختلفة، ماالذى أغرانا؟! إنها الواحد في المائة.
الكوكب المجهول:
سقط الصاروخ و تحطم على كوكب أملس سمائه صافية إلا أن لونها بلون الزرقة البنفسجية التي نراها حين نشعل الغاز, أصيبا الراكبان بإصابات قايلة مميتة بحسب الطب البشري في كوكب الأرض و تحول لونهما إلى لون الشمع، إلا أنهما يشعان بالطاقة، فهنا لا نبض و لا تنفس و لا دم في الشرايين لأنهما يشحنان بالكهرباء التي تعم الكوكب فقد تحولا إلى بطاريتين حيث لا موت و لا حياة و لا حاضر و لا مستقبل وهنا يصيح الطبيب: عجباً عندما كنا على الأرض كنا نحلم بإلغاء الجوع والتعب و المرض، كان هذا هو الكمال
الإنساني الذي كنا نحلم به، وها نحن هنا في الشبع و الراحة و الصحة الأبدية و نشعر بعجز من نوع جديد، عجز عن عمل شيئ يشعرنا بالحياة. يكتشفا أنهما كجهاز الراديوا يمكن لكل منهما استقبال كلام الاخر و لو لم ينطق به لسانه ثم يكتشفا أنهما بتذكر أحداث الماضى بدقة ستظهر فى شاشة كبيرة كأنهم يشاهدون فيلماً سنيمائياً عن حياتهم الماضية. وهنا يثور المهندس: إنه لشئ فظيع أن أعيش مع الماضي الحقير الذي أردت دائما الفرار من وجهه، مستحيل أن نعيش لنجتر صور الماضي كما تجتر البهائم العشب اليابس. يفكران بالموت الذي أيقنا أنه مستحيل هنا ثم يهتديان إلى العمل على إصلاح الصاروخ، يتعانقان قائلين هلم إلى العمل، هلم إلى الأمل، مرحى بعودة بشريتنا.
العودة إلى الأرض:
عاد الصاروخ إلى الأرض أما كيف؟ فهذا ما سيكتبه المهندس فى تقاريره كيف أصلحه وكيف أفلت من جاذبية الكوكب وكيف وصل إلى الأرض؟، أما الطبيب فسيكتب كيف عاشا هناك بلا دماء وكيف أعادا حقن نفسيهما بالدماء المحفوظة في الصاروخ فور تحررهما من

الكوكب، عادا بعد ثلاثمائة و تسع سنوات مرت عليهم كأنها يوم أو بضعة أيام ليجدا كل شيئ تغير أعمار الناس تصل إلى الثلاثمائة عام و تزيد و بصحة جيدة و القهوة و الشاي و الحساء و كل العصائر و السوائل تصل إلى البيت في أنابيب كالمياه،حتى الكتب و الصحف بكبسة زر، المواصلات في الجو و لا حاجه للنقود و لا حاجه للزواج فالعالم لا يريد نسلاً جديداً فلا أمراض و لا حروب، أشياء قليلة لم تتغير حاجة الناس إلى العمل و الشعور بقيمة الحياة والخوف من الكلمة و الانزعاج من التعبير عن الراى و صاحبنا الطبيب الذي سيق إلى سجن السكون من أجل امرأة فالعواطف تعني له الكثير، " الحب يستطيع أن يضيعني ويستطيع أنيجيني ومن أجله أفعل كل شئ حتى الجريمة و السجن" هكذا ختم طبيبنا قصته إلى السجن مرة أخرى و بعد ثلاثمائة عام و لكن هذه المرة فدائي ضحى بحياته من أجل إلا نكون آلات تعيش على الأرض .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.