أعلان الهيدر

الفرد والمجتمع

الفرد والمجتمع
الفرد والمجتمع

الفرد هو نواة المجتمع وأساسه والذي يكون مع بعض الأفراد وحدة حياتيه أصغر ألا وهي الأسرة وهي ركيزة المجتمع وحلقة الوصل بين الفرد ومجتمعه بل هي المدرسة الأولى التي يتعلم الإنسان خلالها مباديء الحياة والتعايش، وربما كان المجتمع بِأَسرِهِ على اختلاف أُسَرِهِ وطباعه مؤثراً على الفرد بمجرد انخراطه فيه فلا يصبح التأثير مقصورا على أفراد الأسرة ولكنه يتعداه إلى كل من يحيط بالفرد ومن يتعامل معه، وينقسم الناس بين "منعدم فعل" و"فاعل" فمنعدموا الفعل يتلقون الأفعال والعادات كما هي ولا يكونون آراءً شخصيه أو يحاولون التغيير سواءً للأسوأ أو للأفضل بل هم مقتنعون تماماً بما توارثوه فيأخذونه على علاته وحسناته، أما الفاعلون فينقسمون إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول: هم الإيجابيون الذين يتمتعون بعقلية سوية تمكنهم من التوصل إلى جوهر المواقف والربط بين العلاقات المختلفة والمواقف المتعددة بحيث لا يتعدى على حقوق الآخرين ولا يخل بواجباته حتى في أحلك المواقف، وأفراد هذا القسم يتسمون بنظرة متفائلة وكيان باحث عن الأفضل لمجتمعه ولنفسه، فيتجهون إلى معالجة الذات أولا ثم معالجة الأفراد في النطاق الأصغر وهو نطاق الاسره ثم يوجهون دعوات عامة للإصلاح وبناء مجتمع أفضل بعيدا عن السلبيات.
القسم الثاني: هم السلبيون وهم الأشخاص الذين تتسم عقليتهم بالإحباط والتشاؤم والتي تجعلهم يسخطون على مجتمعهم معتقدين أنه السبب الأوحد فيما هم فيه، ورغم أنهم على صواب بعض الشيء إلا أنهم يَغفَلونَ عن مصدر تفاعل وتفاؤل القسم الأول ألا وهو الثقة في النفس والنظرة المتعقلة التي تؤمن بأن الإنسان يتأثر ببيئته ومجتمعه ولكنه في ذات الوقت يمتلك عقل منفرد ومبتكر يمكنه من التحليل السليم وتوزيع الواجبات والحقوق بشكل سليم ويقوده للبحث عن الأصلح أيا كان من حوله، فكما أن المجتمع يؤثر على الشخص فينتج الصالح والفاسد، فإن صلاح المجتمع وفساده يرجع في أساسه إلى الفرد الذي يؤثر في من حوله سواء بالخير أو الشر وبهذا يتضح أن الفرد أقوى من المجتمع، أو بصورة أكثر دقة، شخص عاقل واحد أقوى من مجتمع يفتقد الهوية والفعل والنظام.
 
القسم الثالث: هم التبعيون وهم الأشخاص ذوي الشخصيات الضعيفة الذين لا يستطيعون إتخاذ قرار مهم في مجتمعاتهم وربما حياتهم الخاصة، ولكنهم يتبعون من يسيطر عليهم فكريا ونفسيا، والشخص المنتمي لهذه الفئة هو من نطلق عليه لفظة "إمعة" فإن أحسن الناس أحسن وإن أساؤوا أساء، ونظرا لأن حكمة الخالق اقتضت أن يكون الشر أكثر من الخير فإن هذه الشخصيات غالبا ما تتبع القسم الثاني.

وينبغي أن نشير هنا إلى أنه في كثير من الأحيان تكون حالة إنعدام الفعل أفضل بكثير من الفعل السلبي، لهذا فإننا نجد في الفاعل –أحيانا- انعِداماً للفعل أو نجده يدعو إلى انعدام الفعل إذا لم يتحق هدفه من الدعوة إلى الفعل الإيجابي، كما أن الشخص غير الإيجابي يصبح في عداد السلبيين سواء كان سلبيا أو تابعا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.