أعلان الهيدر

الرئيسية تاريخ صناعة الزربية القيروانية أو الزربية التونسية

تاريخ صناعة الزربية القيروانية أو الزربية التونسية

تاريخ صناعة الزربية القيروانية أو الزربية التونسية
تاريخ صناعة الزربية القيروانية أو الزربية التونسية
تروي الأسطورة أن فتاة تدعى "كاملة" ابنة محمد الشاوش أحد ولاة مدينة القيروان في القرن التاسع عشر وهو من أصل تركي هي أولى من أدخلت للقيروان سنة 1830 صناعة الزربية على الطريقة التركية ذات العقد المستوحاة من النمط الأناضولي.
لكن الوقائع التاريخية تؤكد أن فن حياكة الزربية التونسية يعود إلى ما قبل هذا التاريخ حيث تروي الكتب أن خلفاء الدولة العباسية كانوا يفرضون الخراج على صناعة الزربية في ولاية القيروان من خلال ما يجمعه ولاتهم من أموال لفائدة الدولة.
الزربية القيروانية الاصيلة هي نسيج من الصوف الطبيعي أو الحرير الخالص المتميز بحاشية تتكون من أشرطة متوازية تتوزع على مساحة الزربية وتوشحها زخارف زهرية أو هندسية تتوسطها مساحة مستطيلة عادة ما تكون في شكل محراب تأثرا بالفنون الإسلامية.
وتحظى زربية القيروان المنسوجة من الصوف الخالص بسمعة تجاوزت حدود تونس، وتقول الذاكرة الشعبية إنها مستلهمة من زرابي بلاد الأناضول في تركيا، حيث أن زخرفها منظم داخل شكل يتكون من ستة أضلاع تحيط به أطر من الشرائط، ولعل هذا التوزيع هو الذي يوحي بانتماء سجاد القيروان إلى أسلوب الزرابي الشرقية، ويحمل هذا الشكل الهندسي السداسي الأضلاع زخرفا نباتيا محورا، وتذكّر زاويتاه الحادتان بشكل محاريب المساجد وتكشف عن علاقة وطيدة بين فنون العمارة الإسلامية وفن النسيج التقليدي.
وليس من الغريب أن يقترن السجاد بالسجود لدى التونسيين ذلك أنه لا يخلو بيت من سجاد صغير الحجم للصلاة. ويطغى على زرابي القيروان المتعددة الألوان، اللون الأحمر كما أنها تحاك أيضا بأصواف غير مصبوغة في ألوان طبيعية تتدرج من الأبيض إلى البنّي، ويسمى هذا النوع من الزربية في اللهجة التونسية بـ"العلوشة" نسبة إلى "العلوش" وهو ما يعني الخروف.
وبفضل العناية التي توليها تونس بالصناعات التقليدية أصبح صنع زرابي القيروان غير مقتصر على هذه المدينة، بل تعممت حياكتها في عدد من مدن البلاد وقراها.

وبعد أن كانت الزربية التونسية لا تصنع إلا داخل بيوت اختصت في نسجها بطرق تقليدية توارثتها الأجيال فإنها أصبحت تخضع اليوم إلى مواصفات مضبوطة منها معالجة الأصواف ضد آفات التآكل ودقة الحياكة المرتبطة بحد أدنى من عدد العقد وكذلك أحكام زرع الأشكال الزخرفية وتلوينها

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.