أعلان الهيدر

الرئيسية الخصائص الفنية للاقصوصة

الخصائص الفنية للاقصوصة

الخصائص الفنية للأقصوصة
. ماهي أوجه تميز الخصائص الفنية لدى كتاب الاقصوصة الواقعية؟
الخصائص الفنية للأقصوصة

إن الأقصوصة بما هي نص سردي بامتياز تقوم على بنية حدثية  تتشكل على أنحاء مختلفة فمنها ما استقام على النهاية المفتوحة شأن "نبوت  الخفير" ومنها ماانبنى بنية دائرية شأن اقصوصة "صادق" و"في شاطئ حمام  الأنف" حيث تنغلق بما انفتحت به عودا على بدء من جهة التأزم في الاولى  والمكان وهو القطار في هذه الاخيرة إضافة الى بنية التداول وبنية التدرج من العام إلى الخاص.
كما أن الاقصوصة الواقعية ذات أسلوب لا يخلو من التشويق  الذي ينهض بوظيفة الامتاع ، وهو تشويق يتجلى في عنصر المفاجأة كما هو حال  الغلام مع رجل الشرطة الذي يباغته خلال استغراقه في النوم، أو حال المجرم  الذي يكتشف في نهاية قضائه للحكم أن باب الزنزانة كان مفتوحا وهو يحاول  طيلة عشرين سنة فتحه دون أن يوفق في ذلك.
إننا إزاء كتابة متنوعة الأساليب ، فالسرد في المقام الأول  خطيّ بامتياز نظرا لتشكل التجربة القصصية في مرحلة البدايات واقتفائها  النسق التقليدي، فنادرا ما نجد لحظات من الاسترجاع أو الاستباق ، ففي شاطئ  حمام الأنف تصوير لرحلة السارد من نقطة الانطلاق من القطار إلى لحظة  الوصول فالعودة دون استرجاع أو استباق.
والحوار في المقام الثاني ثنائي أو جماعي ثم يتشكل باطنيا  كما هو الأمر في أقصوصة "صادق" حين فكر في الانتحار أو "في شاطئ حمام  الأنف" إذ يكشف السارد ما يدور في ذهنه من هواجس وتعليقات على ما يصادفه من مشاهد.
وفي المقام الاخير نجد الوصف بمختلف أنواعه ومكوناته فهو  وصف خارجي يرصد التحول في المكان والزمان والشخصيات بمختلف فئاتها أو وصف  داخلي يستبطن مشاعر البطل القصصي في تحول مشاعره وانفعالاته كما هو الحال  مع شخصية الغلام الأحدب إذ يتذوق من الحلوى أو صادق الذي يحدّث نفسه  بالانتحار. كما يتراوح الوصف بين الجد والهزل والرمزية والواقعية ، ففي  أقصوصة "نبوت الخفير" تبدو صورة الغلام والمعلم صورة جادة ولكنها لا تخلو  من السخرية عند تصوير السباق بين الدودة والحذاء وفي أقصوصة علي الدوعاجي  يتجلى الوصف الساخر من خلال مشهد المرأة البدينة وابنها ومشهد العاشق  والمعشوق ومشهد المصطافين والقذيفة التي ألقاها العصفور على شاشية السارد،
فكان الإضحاك بالكلمة والمشهد والمفارقة في الأقوال والأفعال.
إن أساليب القص هذه قد أخرجها كتاب الاقصوصة في سياق أمكنة واقعية ذات وجود تاريخي مثل شارع السلسبيل بمصر او شاطئ حمام الانف بتونس ، والازمنة منها ماهو واقعي أو رمزي كما في "حكاية الباب" أو زمن نفسي باطني كما في  اقصوصة "صادق"، أما الأحداث فلا تخلو من المراوحة بين الواقعية والتخييل  فمرجعها الواقع لكن الخيال سبيلها .

ان هذه الخصائص الفنية من شأنها أن تطلعنا على مقومات الأقصوصة إذ تقوم  على وحدة الانطباع والأثر واتساق التصميم والحبكة ، وهو ما يتجلى من خلال  التكثيف والتركيز في مستوى الأحداث والحديث والشخصيات والزمان والمكان.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.