أعلان الهيدر

الرئيسية الأقصوصة، تعريف الأقصوصة، أهم القضايا المطروحة في الاقصوصة

الأقصوصة، تعريف الأقصوصة، أهم القضايا المطروحة في الاقصوصة

الأقصوصة
 أهم القضايا المطروحة في الاقصوصة

إن الأقصوصة في الأدب العربي المعاصر فن محدث يقوم على مقومات تفنن الأدباء في استخدامها استخداما يترجم وعيا حادا بخصوصية هذا الشكل الأدبي, ولم يكن الهدف من ذلك غير تصوير الواقع الاجتماعي رصدا لتناقضاته وانحرافاته.
 وقد تفنن كتاب الأقصوصة في تشكيلها على أنحاء مختلفة من الإبداع, ولعل أبرز هذه الأساليب التي تشكل الاختيار الفني المتنوع ذلك التوجه الكلاسيكي فتسترسل الأحداث من بداية معلومة إلى نهاية مرسومة دون ارتداد إلى الماضي أو قفز إلى المستقبل, والمثل في ذلك ما ورد في أقصوصة "نبوت الخفير" لمحمود تيمور فقد سرد لنا الراوي حياة الغلام الأحدب من لحظة ارتباطه بالمعلم بداية إلى لحظة التهامه للحلوى وتعوده على العقوبة في سبيل ذلك نهاية دون رجوع الى حياة الطفل قبل ذلك التاريخ وتلك الحوادث.
وفي مقابل ذلك قد يعمد بعض كتاب الأقصوصة إلى السرد الاستشرافي ".
كما تنوعت أساليب القص بين التصوير الاجتماعي الجاد الذي يرصد تفاصيل,
وتنوعت إلى ذلك أنماط الحوار بين الثنائي أو الجماعي في أكثر من أقصوصة
فلهذا التنوع ما يحقق الثراء والتناسب بين نسق الأحداث وسياق الحديث دون نمطية في القص وتكرار في أشكاله, فكل كتابة هي تجربة مستقلة بأدواتها ومسالكها لكنها لا تخلو في المقابل من رصيد مشترك في موضوع الحكاية ومصادرها الواقعية.
  فما هي القضايا المشتركة بين رواد الأقصوصة؟
فلقد مثل موضوع الفقر والمعاناة وتوتر العلاقات مشغلا أساسيا في "نبوت".
كما مثل الانحراف القيمي موضوعا مشتركا بين الأدباء في" نبوت الخفير" انحراف عن الرحمة والعفو والعطف.
إننا إزاء بطل إشكالي في مختلف الأقاصيص, يبحث عن قيم أصيلة في مجتمع متدهور ,و هو المجتمع العربي الذي يصدر عنه مختلف الرواد.
قضايا اجتماعية مثل معانات الباعة المتجولين و ما يتعرضون له من مطاردة من قبل رجال الشرطة
_ معانات الاطفال من خلال الحرمان المعنوي (افتقارهم للعطف و الحنان الابوى)و حرمان مادي( التعليم و الرعاية الصحية)اضافة الى تعرضهم الى العنف و عملية استغلالهم لقضاء مصالح شخصية
تبدو لنا الكتابة القصصية عند رواد الأقصوصة إذن عملا منتجا لوحدة الهاجس النقدي الاجتماعي, وما ذاك إلا لبكارة التجربة عند العرب واشتغالها بتعديل خطواتها الأولى على ضوء النموذج الغربي المنشود, فلم يكن الاختلاف في مستوى الشكل سوى تنويع لألحان أغنية واحدة, وما كان التوافق غير اشتراك في أرضية مجتمعية مأزومة أنتجت تلك القضايا المتماثلة.
إن الأقصوصة الواقعية في نهاية الأمر أقاصيص تتنوع شكلا فنيا وتتوحد مضمونا اجتماعيا لتعبُر بالقارئ من متعة الفن والإبداع إلى الوقوف عند مناطق التوتر والتأزم في الواقع العربي دون خطابة سياسية أو إصلاح مباشر, فتظل العملية الإبداعية حينئذ موصولة بمقصد التسلية و الإفادة في الوقت نفسه.
إن قيام الأقصوصة على الإيجاز و سرعة المعالجة جعل الوصف موجها و هادفا فاختيار صفات المعلم أو أفعاله مثلا و قيامه على الشدة و القسوة لا تخلو من موقف رافض لسلوكه فهو نموذج للولي القاسي فهو يستمد هيبته من القسوة لا من حسن التربية أما الطريقة التي رسمت بها شخصية الصبي في نفس الأقصوصة فهي لا تخلو من انحياز واضح من طرف الراوي لفئة الباعة الجوالين فهم ناتج للفقر و ضحية له في آن معا
أما الطريقة التي عولجت بها شخصية رجل الشرطة فقد أفقدته الكثير من هيبته و جعلته فاشلا بإستمرار و تلك رسالة الراوي الرافضة لاستخدام القوة لمعالجة الفقر و صد الفئات الهامشية
لقد حاول كُتّاب الأقصوصة الواقعية تصوير المجتمع والتركيز على أوضاع متردية فيه و إن إتفقوا على الفكرة فقد إختلفوا من حيث التعبير عنها فإستعملوا أساليب متنوعة
التركيز على الإطار المكاني في الأقصوصة الواقعية هام و الإهتمام بالركن المظلم فيها :المقهى مكان شعبي، شارع السلسبيل.

إهتم هؤلاء الكُتّاب بهذا النوع من الإطار المكاني لأنه يضم الفقر، الجوع ، الخصاصة و الطبقة المهمشة في المجتمع: الباعة المتجولون، إستغلال الأطفال للعمل في سن مبكرة . و في مقابل النقد لهذه الأوضاع المتردية رسخ الرسم الكاريكاتوري نبوت الخفير و لا ننسى عنصر التشويق و هو عنصر أساسي من عناصر الأقصوصة  القارئ متشوق لمعرفة نهاية الغلام.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.