أعلان الهيدر

الرئيسية بحث حول الثقافة والترفيه

بحث حول الثقافة والترفيه

بحث حول الثقافة والترفيه
الثقافة والترفيه
الثقافة:
رغم ما يوجد من اختلاف في تحديد مفهوم الثقافة عائد إلى تعدّد الخلفيّات الفكريّة والتّخصصات المعرفيّة فإنّنا نفضّل الاقتصار على تعريف قدّمه المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية المنعقد في مكسيكو سنة 1982 يرى في الثقافة »مجموعة السمات الرّوحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميّز مجتمعا بعينه أو فئة اجتماعية بعينها، وهي تشمل الفنون و الآداب وطرائق الحياة، كما تشمل الحقوق الإنسانيّة وتنظّم القيم والتّقاليد والمعتقدات ويعود تفضيلنا هذا التّعريف إلى السّببين الآتيين:
- إنّه يتضمّن القاسم المشترك بين مختلف التعريفات.
- هو تعريف يؤشر على انعطاف في مفهوم الثقافة يتمثّل في الانتقال من حصرها في البعد الأنتروبولوجي والإنساني إلى تضمين المفهوم بعدا حقوقيا صارت معه الممارسة الثقافيّة أحد مقوّمات حقوق الإنسان، ولعلّ المفهوم يتناغم مع ما أكّد عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ سنة 1948 من حقّ كلّ مواطن في ولوج مجال ثقافي.
2 – الترفيه :
يمكن القول إنّ مختلف المحاولات التي حاولت تعريف الترفيه قد ركّزت على تأثير الترفيه وليس على مضمونه ويمكن إدراج ثلاثة نماذج منها :
- الترفيه كما جاء في "قاموس ويستر" هو الفعل الذي يسلّي أو يرفّه أو يجعل الوقت يمرّ بطريقة مبهجة.
- أمّا الباحث الأمريكي "فلابر" فهو يعرّف الترفيه بأنّه »كلّ ما يمنح أو يريد أن يمنح نوعا من الارتياح من حقائق الحياة المكدّرة والرّتيبة.
- ويرى البعض الترفيه بأنّه مجرّد »انقطاع في نشاط متواصل (1) ويمكن إرجاع هذا القصور إلى الاقتصار على تعريفات علم النفس من جهة ونظريّات التواصل مثلما قدّمها "شانون" "SCHANON" من جهة أخرى. ومهما يكن من أمر الترفيه فإنّ ما يسمه هو عسر صياغة مفهوم سوسيولوجي يعرّفه ولعلّ في ذلك دلالة على أنّ في لا تَحدّده المعرفيّ تعريفًا سوسيولوجيّا له، على معنى أنّ الترفيه رهان اجتماعي يستثمر في المجتمع انطلاقا من مواقع اجتماعيّة وتمثّلات مختلفة، ولعلّ هذا ما تؤكّده التّحوّلات التي عرفها مسار التّرفيه تاريخيّا وهي كالآتي :
- الفترة الأولى ما قبل الثورة الصّناعيّة عندما كان الترفيه في المجتمعات القديمة مندرجا ضمن الحياة الاجتماعية وكانت غايته تعزيز الرّوابط بين الأفراد والجماعات، وكانت الاحتفالات الموسميّة أحد تمظهراته، هذه الاحتفالات التي تمثّل قطيعة مع الزّمن المنمّط الذي يوقّعه العمل اليومي.
- 3 - الوقت الحرّ:
يعرّف الوقت الحرّ بنقيضه أي بالوقت الإجباري المخصّص للقيام بالواجبات المهنيّة أو الدّراسية أو غيرها وقد وضع "ستانلي باركر" في قاموس علم الاجتماع تعريفا للوقت الحرّ بما أنّه "الوقت الفائض بعد خصم الوقت المخصّص للعمل والنوم والضرورات الأخرى من الأربع والعشرين ساعة وإنّ تعذّر تدقيقا تحديد محتوى الوقت الحرّ لاستحالة جرد الأنشطة غير الواجبة وتمييزها عن تلك الواجبة، فإنّ ما يمكن ذكره هنا أنّ المفهوم شحن بدلالة سلبيّة باعتباره نقيضا لقيمة اجتماعية هي العمل، فتستحضر في استعمالاته في الحسّ المشترك عبارات من قبيل »وقت الفراغ، تضييع الوقت، تقصير الوقت، وقتل الوقت.

وليس استهجان الوقت الحرّ  كما توحي به هذه العبارات من قبيل التعبير عن "طبيعته" الاجتماعية بقدر ما يكشف عن توتّر بين الفضاء الخاصّ  والوقتُ الحرّ أحد مقوّماته.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.