أعلان الهيدر

الرئيسية أسباب تدهور التنوع البيولوجي

أسباب تدهور التنوع البيولوجي


أسباب تدهور التنوع البيولوجي

أسباب تدهور التنوع البيولوجي
‌أ. عامل الجفاف
منذ عقد السبعينات من القرن الماضي، بدأت الواحة تتأثر بعامل الجفاف، وكان من أهم أسبابه ضعف التساقطات التي لا تتجاوز 100 ملم سنويا، مما أثر سلبا على منسوب المياه الجارية، خصوصا في نهر تودغى الذي لم يعد يؤمن سقي كل أراضي الواحة، ليصيب التصحر والقحولة جنوبها، فتضررت المنظومات البيئية.
‌ب. الاستغلال المفرط للمياه الجوفية
في الواحة ومنذ القدم تستغل المياه الجوفية باستعمال أدوات تقليدية (الدلو، أغرور...)، ولكن ذلك لم يعد مجديا مع ازدياد أعداد السكان وارتفاع حاجياتهم الغذائية وتفاقم أزمة الجفاف... فتم الشروع في بداية السبعينات في استغلال تلك المياه بواسطة الضخ الآلي. فارتفع بشكل مهول عدد المحطات، بعضها يستغل بشكل جماعي، وأخرى بشكل فردي. والأخطر من ذلك أن غور تلك المياه خلق أزمة خانقة بشأن مياه الشرب بلغت حدتها في صيف 2004. كما أنه خلف أزمة إيكولوجية تمثلت في تجفيف التربة مما قضى على محاصيل زراعية كثيرة ذات الجذور العميقة كالنخل واللوز...
‌ج. التصحر
ينتج أساساً عن الجفاف بحيث نجد أن أطراف الواحة خصوصا في النصف الجنوبي أصابتها القحولة وأصبحت جرداء وفقدت فيها التربة خصائص خصوبتها (منطقة أيت امحمد، أيت بويحيا، أيت إيعلا، أمزاورو..) واندثرت فيها عدة منظومات بيئية. كما أن الترمل أيضا يساهم في التصحر خصوصا في منطقة العطف بأيت امحمد.
‌د. هشاشة البنية الخاصة باستغلال الموارد المائية
حينما ندرك جيدا أن الماء هو العامل الأساسي والمحدد في الأزمة التي تعرفها الواحة، نعلم قدر الأهمية التي تكتسيها العناية بالبنيات الخاصة باستغلاله، هذه البنيات توجد في حالة جد سيئة ومن ذلك:
أ- السواقي:
لا تزال تقليدية في أغلب الأحيان وهي عبارة عن ممرات تعبر بين الحقول يَسهُلُ فيها ضياع الماء بالتسرب والترشح والتبخر، ويقدر ذلك الضياع في معظم الأحيان بنسبة %40. أما استخدامها فيجعل عملية السقي جد صعبة تكلف كثيرا من الجهد والوقت.
ب- السدود الصغيرة:
نجدها على طول الواحة مستعرضة على النهر تمكن من تحويل مياهه إلى الحقول ويبلغ عددها 7، أغلبها تملؤه الأوحال إلى درجة تمنع تحويل المياه والبعض الآخر أصيب بالانهيار (سد أيت إيحي نعدوان مثلا) والبعض الآخر لم يعد ارتفاعه يكفي لتحويل المياه نتيجة ارتفاع مستوى الحقول بسبب الترسبات الوحلية (سد أيت إيعلا مثلا) والبعض الآخر في وضعية صعبة ومهدد بالسقوط (سد إعدوان مثلا) ثم إن سواقي التحويل المتصلة بتلك السدود لا تزال في كثير من الأحيان تقليدية تملؤها الرواسب بسهولة مما يحول دون تحويلها للمياه.
‌ه. هدر الماء
إن كثيرا من طرق استغلال الموارد المائية وكثيرا من التقنيات الزراعية تجعل الماء عرضة للهدر في الواحة ونذكر من ذلك:
* الطبيعة التقليدية لقنوات الري. ;  الاستغلال التبذيري للماء في بعض المناطق من الواحة. ; استعمال بعض المزروعات المبددة للماء بفعل عملية النتح (التبخر) ومن ذلك الذرة. ;  الجهل بالتقنيات الفلاحية التي تمكن من المحافظة على الماء من التبذير (أوقات السقي، كميات الماء المطلوبة، طريقة الحرث...) ; عدم تنظيم إجراءات عملية السقي: فسقي الحقول المتناثرة في الواحة يساهم في هدر الماء عكس ما يحدث إذا ما تم تنظيم السقي بانتقال الماء من حقل إلى الذي يليه.
‌و. التعرية والانجراف
تعرف الواحة طوبوغرافية تتميز بالانحدار من الشمال إلى الجنوب مما يرفع من سرعة جريان الماء خصوصا أثناء الفيضانات ويعرض الحقول للانجراف، كما أن عدم وجود شبكات ري منظمة يجعل الماء يتنقل عشوائيا في الحقول ويتجه بشكل انحداري نحو النهر، فتتعرى بذلك التربة وتزول طبقتها العليا الخصبة. كما أدى انهيار بعض السدود (سد بأيت إيحيى نعدوان مثلا) إلى انجراف شديد على مساحة كبيرة من عاليته. كما أن الاستغلال العشوائي لمقالع الرمال في بعض المناطق (منطقة تاغيا مثلا) يعتبر من أهم أسباب انجراف الأراض المتاخمة للوادي.
‌ز. التوحل

إن موقع واحة تودغى في السفح الجنوبي للأطلس الكبير يجعلها تتلقى مجموعة من الروافد النهرية، عددها ستة والتي تجمع مياه السفوح المحاذية محدثة فيضانات تأتي إلى الواحة بترسبات وحلية سميكة تقضي على كثير من المزروعات وتؤثر على خصوبة التربة وبنيتها وتحكم على الفلاح ببذل مجهود كبير لإزالتها وإعادة تهيئة الحقول.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.