أعلان الهيدر

فرحات حشاد قي تطاوين

فرحات حشاد قي تطاوين
لم يكن حشاد - رحمه الله - يقيم جدارا بين نضاله النقابي وكفاحه الوطني. رغم وعيه الحاد بأهمية العمل النقابي وبكل أبعاده الاجتماعية. غير أنه لم يغب عن باله لحظة واحدة ما كانت تكابده تونس من مظالم المستعمر الغاشم كما أنه لم يتردد في لحظة وطنية فارقة عندما زج بالسياسيين في السجون والمنافي واشتدت قبضة المستعمر الحديدية بالنهوض بأعباء الواجب الوطني وذلك ما كلفه حياته وجعله يفوز على الصعيد الرمزي وباستحقاق - لا يرقى اليه الشك - بصفة شهيد االكفاحين الاجتماعي والوطني.
حشاد جاء الى تطاوين سنة 1947 وأسس بها ثالث اتحاد محلي لنقابات الجنوب. ومستقبلوه من سكان الجهة لم تكن لهم دراية عميقة بالعمل النقابي لكنهم كانوا يثقون بحشاد وكانوا يحبون وطنهم وكانوا مدركين بأن العمل النقابي هو مدخل أساسي لتحرير تونس من براثن المستعمر.
فرحات حشاد شخصية فذة في تاريخنا الوطني أحبه من عرفه ومن لم يعرفه . فرحات حشاد عندما اغتالته يد الغدر رثاه الشعراء في الأرياف البعيدة وتغنى بماثره المغنون في الأعراس.
ولست أحسب أن الشعب التونسي تعلق برمز وطني وأخلص له الحب والتقدير أكثر من فرحات حشاد.
حشاد أنقى ما أنجب الضمير الوطني.
النقابيون الى اليوم ينفقون من رأسماله الرمزي الذي لا ينضب.
العمل النقابي استفاد من حشاد ثنائية الاجتماعي / الوطني فاكتسب النضال النقابي التونسي أبعادا لا نجدها في العمل النقابي العالمي.
رحم الله حشادا وأكرم مثواه.

بقلم : مصباح شنيب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.