أعلان الهيدر

الرئيسية معركة كومندوس حشّاد في ذكراها الخامسة و السّتين

معركة كومندوس حشّاد في ذكراها الخامسة و السّتين

معركة كومندوس حشّاد في ذكراها الخامسة و السّتين 
تمر اليوم 65 سنة (و يومان) على معركة كومندوس حشّاد التي دارت رحاها يوم 13 ديسمبر 1952 على أرض تطاوين بمنطقة الصّمار في شعبة المخانب من جبل الرّهاش و لا أثر لذكر هذه المعركة التي جاءت ردّا على مقتل الزّعيم النّقابي فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر 1952 أي بعد حوالي أسبوع من وقوع الإغتيال.
معركة كومندوس حشّاد في ذكراها الخامسة و السّتين

و أعتقد أنّه من حقّ الجهة على اتّحاد الشّغل إقامة احتفال على المستوى الوطني بتطاوين يليق بشهداء هذه المعركة و الوقوف على موقعها و إحدات روضة للشهداء تخلّد فيها أسماؤهم
مثّلت عمليّة اغتيال فرحات حشّاد من قبل "اليد الحمراء" يوم 5 ديسمبر 1952 بضاحية رادس بتونس دافعا جديدا لمقاومة المستعمر الفرنسيّ الغاشم و رجّة كبيرة في ضمير الشّعب التونسيّ من أقصاه إلى أدناه فتأسّست مجموعات من التّونسيّين داخل البلاد و خارجها للأخذ بالثّأر و الإنتقام لمقتل الزعيم النّقابي الكبير فرحات حشّاد رمز الوطنيّة و النّضال، و كانت طرابلس في الخمسينات قاعدة أساسيّة إلى جانب القاهرة للمعارضة الوطنيّة التّونسيّة، و منها اتّخذ قرار بعث مجموعة من طرابلس تحمل إسم الشّهيد فرحات حشّاد في 12 ديسمبر 1952 و قد أشرف على تكوينها أبرز رجال المقاومة بطرابلس الذين اتخذوا من منطقة قرقارش بضاحية طرابلس مركزا لهم لإيواء التّونسيّين الفارّين من الملاحقة الإستعماريّة أو غيرهم من المعارضين الذين التحقوا بصفوف المقاومة المسلّحة و من أبرز منظّمي صفوف المعارضة بطرابلس المناضلان محمذ مراد بوخريص و علي الزّليطني.
وقع تكوين مجموعة للثّأر من اغتيال حشاد و أطلق عليها اسم " كومندوس حشّاد" و وقع اختيار 16 مقاوما تطوّعوا للقيام بالمهمّة وقع تقسيم إلى فرقتين تضمّ الأولى سبعة مقاومين يقودهم علي بن بن سعد بن مسعود وهو أصيل مدنين كان في الأصل "فطايري" التحق بالمقاومة و شارك في حرب فلسطين ضمن الجيش السّوري و كان عبد الله الجليدي يساعده في قيادة الفرقة بينما تكونت الفرقة الثانية من تسعة أفراد بقيادة علي القلعي ( وهو أصيل القلعة الكبرى بسوسة لم يشارك في المعركة و عاد إلى التّراب الليبي لمرض ألمّ به أو لخوف أصابه)و قد نابه مساعده المنجي الشايب في قيادة الفريق أما عمليّة إرشاد الكومندوس و القيام بالرّبط بين الفرقتين فقد أوكلت لشخصين من بنقردان و هما المنتصر زغدود و هو مخازني سابق و على نحاسة.
اجتمع القائد علي الزّليطني بفرفتي الكومندوس و حدّد لكل فريق مهامّه.
الفريق الأوّل بقيادة علي بن سعد بن مسعود كلّف باقتحام و احتلال مكتب القيادة الفرنسيّة ببني خداش أما الفريق الأول الذي قاده المنجي الشايب بعد تخلي علي القلعي فقد أوكلت له مهمّة التحوّل إلى مطماطه للإلتحاق بالثّائر مصباح الجربوع.
تسلّل الكومندوس من الحدود بداية من يوم 9 ديسمبر 1952 و وقع أوّل اشتباك له مع الجيش الفرنسي يوم 12 ديسمبر قرب سيدي التّوي على الحدود و لكنّ الجيش الفرنسي انسحب من المعركة و وقعت ملاحقة الكومندوس من قبل عيون المخزن إلى يوم 13 ديسمبر و استعدّ الجيش الفرنسيّ للمعركة الحاسمة تحت قيادة القائد
العام للعساكر الفرنسيّة (TST) العقيد قيبون (Guillebon) و وقع تطويق جبل الرّهاش حيث دلرت المعركة بشعبة المخانب و بالمكان المعروف تحديد بكاف التّوارق. و أسفرت المعركة عن استشهاد 11 مقاوما و أسر ثلاثة منهم و جاء في التّقارير الفرنسيّة تفصيل لأسماء المقاومين و بيان حالتهم.
و هم :
1- المنسحبون : عبد الله الجليدي (أصيل بني خداش . فرّ قبل المعركة) علي القلعي (أصيل القلعة الكبرى. عاد إلى طرابلس قبل اجتياز الحدود).
2- الأسرى: حسن بن عتيق الجبو (جرجيس) حميدة الجواني (تونس ) علي بن سعد بن مسعود المسعودي (مدنين)
3- الشّهداء: عبد الله التونكتي (تطاوين) علي التونكتي (تطاوين) البشير بن عبد الله الملكات الصلموك (أم التمر مدنين) ابراهيم التمزرطي (تمزرط) ضو بن عبد المومن العبدلي (مدنين) حمادي بن الصادق اللومي (تونس) النّاصر الغربي (قصر هلال) منصور بن فرج الملكات (مدنين) المنجي الشايب (قصر هلال) صالح بن ابراهيم (سوسه) الأزهر بن لخضر الفولي (قفصة).
ملاحظة: أحد شهود المعركة مازال على قيد الحياة و هو الشيخ محمّد التونكتي المقيم بالصّمار .
المرجع عميرة عليه الصغير." المقاومة الشّعبية فقي تونس في الخمسينات " مطبعة التّسفير الفنتي . صفاقس 2004.


تدوينة للاستاذ: الضاوي موسى
 الضاوي موسى

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.