أعلان الهيدر

الرئيسية نص رائع في وصف الطبيعة

نص رائع في وصف الطبيعة


نص رائع في وصف الطبيعة

نص رائع في وصف الطبيعة  
من خلف النافذة الكبيرة سرحت بناظري عبر السهول الممتدة حتى الأفق نسيت ضجيج الحافلة الصاخب .... كان المشهد أمامي سحرياً أرض وسماء وريشة عبثية تضرب بحمرتها هنا وهناك يالها من لحظات مع أنني رأيت الغروب مئات المرات لكنني لم اتحسس طقوسه كما اتحسسها الآن.
فالشمس بدت لي و كأنها حسناء فاتنة تدثرت بغلالة شفافة حمراء ترمق بغنج المروج الممتدة أمامها لتفتنها بلونها الوردي الساحر,
ورويداً رويداً أخذت تغطس خلف الأفق تاركةً عاشقيها المتيمين في حالة صدمة ونشوى, حتى أنا كنت مشدوهة من تلك اللوحة الساحرة و اللحظة النادرة التي تجمع الموت والولادة بآن ...
ففي نفس اللحظة التي يموت فيها النهار حسرةً وكمداً على محبوبته الشمس يولد الليل الذي يسرع لفرض قانونه وشكله على الأرض ,فنجومه المبعثرة هنا وهناك أخذت تزداد لمعاناً كلما اشتدت حلكته , وليثبت للمروج والسهول أنه يستحق الحب كصديقته اللدودة الشمس أتى بقمر بدر كامل التكوين ليضعه في كبد السماء ليشد انتباه الجميع ونجح الليل فيما أراد فالقمر رغم أنه شاب صغير لا يملك قدرات الشمس في الفتنة والإغراء لكنه بلطفه البالغ ولونه الفضي الساحر و هندامه الأنيق استحوذ على القلوب وبشعاعه السحري جعل من يتأمله مسلوب اللب والتفكير ... ولم يوقظني من شعوري إلا صوت أخي وهو يقول: اسمعوا إنه البحر .. أصخت السمع فسمعت ذاك الهدير الجميل المخيف.. ارتعدت أوصالي وبدأ قلبي يخفق ويخفق آه يالشوقي إليك أيها البحر ويا للحنين .. إنه أمامنا نسير بمحاذاته يا لروعته وهيبته سطوع القمر على سطحه جعله أكثر سحراً وشاعرية ....


توقفت الحافلة ونزلنا جميعاً لنلقي عليهِ تحية المساء اعتليتُ صخرةً وجلستُ عليها
وتركتُ العنان لناظري ومخيلتي : بحر لجين أمامي تداعب أمواجه المتكسرة قدمي, لا أدري ما جرى توقف الزمان وتغير المكان نحن ثلاثة فقط كنا معاً هنا قمر وبحر وأنا... مدّ لي القمر ذراعاً من ضياء ودعاني لرقصة بين البحر والسماء وكما في حكايا الجدات تحولتُ لبجعة بيضاء بسطتُ جناحيَ الكبيرين في السماء وأخذت أطير وأطير, يدغدغني القمر بشعاعاته الفضية, والبحر يرشقني برذاذ موجاته السحرية , كان كبيراً لا حدود له جميلاً يصعب وصفه قوياً يخشى بأسه .. اقتربت منه لامست سطحه فضمني ودعاني لعمقهِ وتحولت من جديد لأصير حورية كانت الأسماك حولي تلاعبني تسابقني كم هو جميل شعور الانعتاق في عالم ليس للمكان فيه مكان وفي غمرة ذلك الإحساس ترامى لسمعي صوتٌ عميق بعيد ينادي ملاذ ملاذ .... من تراه يكون ؟ !
من تجرأ ودخل عالمي المسحور ؟!
لكنني أدركت أن وقت العودة حان ... ودعت بحري وقمري وعدت إلى صخرتي دافنةً سري معي ... وبتثاقل رددت انتظروني إني هنا...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.