اهمية الزكاة للفرد والمجتمع

أهمية الزكاة للفرد والمجتمع

الزكاة وسيلة لتحقيق التكامل الاجتماعي، فقد أوجب الله سبحانه أن يعطي الغني الفقير حقاً واجباً مفروضاً، لا تطوعاً ولا منة: قال تعالى “ وفي أموالهم حقٌ معلوم للسائل والمحروم“ والمسلم يؤديها طوعا، طاعة لله والتزاماً بعبودته، لكن هذا لايمنع من أن يجد أثرها ومنفعتها في دنياه وآخرته، لنفسه وفي مجتمعه، كما بشرت بذلك الآثار الصحيحة. فالزكاة  تطهر النفس من داء البخل والشح وتزكيها وصدقة التطوع تعود المؤمن البذل والسخاء والكرم والجود .. قال تعالى: ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها.

والإنفاق من صفة الأبرار الذين عناهم الله سبحانه وتعالى بقوله : “ الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار،الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار” آل عمران 16-17

والزكاة تحصن المال وتصونه من تطلع الأعين وامتداد أيدي المجرمين عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدّو للبلاء الدعاء ”.  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عز وجل”. رواه مسل م. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ” خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السِّر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا ” رواه ابن ماجة .

يقول مصطفى عمارة: يبين لنا عليه الصلاة والسلام أن الإنفاق لله يجلب سعة الرزق ويقضي الحاجات ويكون سبب الفوز والنجاح والشفاء ونيل المأمول ومعنى تجبروا: تُجب دعواتكم وتغنوا. فالصدقة سبب لزيادة الرزق وعناية الله بالمتصدق وهي تصون المال الباقي وتحفظه وتبعد عنه الكوارث وتزيده نماءً .

والصدقة تحفظ صاحبها من أهوال يوم القيامة فهي ظله حتى يتم حسابه ، كما أنها وقاية له من نار جهنم إن اداها محتسباً بها وجه الله دون منة ولا مراء. عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس ” وعن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من استطاع أن يستتر منكم من النار ولو بشق تمرة فليفعل."