أعلان الهيدر

الرئيسية تلخيص مشموم الفل للكاتب البشير خريف

تلخيص مشموم الفل للكاتب البشير خريف


تلخيص مشموم الفل للكاتب البشير خريف

تلخيص مشموم الفل للكاتب البشير خريف
«مشموم الفلّ» هـــو عنـــوان مجموعة قصصيّة فريدة من نوعها تتضمّن خمس أقاصيص منها أقصوصتان عظيمتان هما «خليفة الأقــرع» التّي حــــوّلها المخــرج حمّودة بـــن حليمة إلى شـــريط سينمائيّ و«محفظة السّمّار» التّي تستحقّ بدورها أن تكون عملا دراميّا مبهرا في السّينما أو على الشّاشة الصّغيرة. أمّا «خليفة الأقرع» فقد صــــوّرت بأسلـــوب ساحــر خلّاب أوجــها مــن حيــاة «الحومة العــربي» في المدينـــة العتيقـــة وقدّمت بطريقة فاتنة نمــــاذج مـــن شخصيّاتها المميّزة فعبقت بشـــــذى تلـــك الأرباض وأنفاسها العطرة. ولعلّ طـــرافة الأقصوصة وقوّتها تكمنان في قيامها على ثنائيّتين تلخّصان إشكاليّة الشّخصيّة وظُرفها في الآن نفسه وهما ارتباط الشّقاء بالشّفاء وارتباط الهناء بالدّاء، فهناء خليفة الأقرع وسعادته وحريّتــــه في دائه وهــــو القرع، وشقاؤه وتعاسته في شفائه، لذلك يـــــراه القارئ في نهــاية الأقصوصة يستعـــطف «الدّقاز» المغربيّ عم بوبكر حتّى يصطنع له «دمّالتين وإلّا ثلاثة» في رأسه المتماثل للشّفاء.
وأمّا «محفظة السّمّــــار» فيحتفي فيها البشير خريّف بواقعة خالدة من وقائع الحركة الوطنيّة وهـي حــوادث 9 أفريل 1938، ولكنّه ينحو في ذلك منحى فنيّا يُلامس فيه سِماك الإبداع، فقد بـــثّ في غضـون الفكرة الوطنيّة قــصّة عـــاطفيّة نادرة ليسـت ككلّ القصص جمعـــت بين البطل «الصّادق» الذّي سينتهي شهيدا برصاص المستعمر يوم 9 أفريل 1938 وبين «نفيسة» الفتاة التّي تكبره بعدّة سنوات، والتّي ستحتفظ منه لسنين طويلة بذكرى غالية وهي محفظة من السّمّار. ولمّا بلغها أنّ نُصبا لشهداء التّاسع من أفريل يُقام وأحسّت بقرب المنيّة وعزّ عليها أن تترك المحفظة بين أيد غبيّة اتّجهت حيث يُشاد النّصب وأحرقت المحفظة فحملت الرّيح بعض رمادها إلى ليقة النّصب فالتصق هناك، يقول المؤلّف: «فالمتأمّل في النّصب يرى في الإسمنت بقعة أغمق من البقيّة، ذلك أثر محفظة السّمّار».
تلك نبذة من أدب البشير خريّف ومن عوالمه الرّوائيّة والقصصيّة الزّاخرة: شخصيّات فريدة يبنيها ببراعة وإحكام، يدقّق العوامل الفاعلة في إنشاء سماتها ويسبر مرجعيّاتها الاجتماعيّة والنّفسيّة والفكريّة فتستوي شخصيّات كثيفة وعميقة، مركّبة وغنيّة، جذّابة ومُرغّبة. ولغة تختلط فيها الفصحى بالعاميّة فيمنحهـــا ذلك المــــزج جماليّة مخصوصة ورونقا منقطع النّظير ويُقْدرُها على تصوير الشّخصيّة التّونسيّة في فرادتها وطرافتها. وحبكة تعكس تنظيما للأحداث يخضع إلى حسن تقدير وتدبير. وقد أجاد المرحوم الصّادق مازيغ إجمال أدب البشير خريّف في مقال له نشر بمجلّة الفكر (ماي 1962) فقال: «وأدبك من ذاك الصّنف الخالد الذّي من شــأنه أن يُقرأ مرارا وتكرارا لأنّه ثريّ بالتّجربة، مُزَوّد بالشّعر والعاطفة الإنسانيّة، منسجم طليّ في أسلوبه وتعبيره، مقتصد بليغ في وسائله وأدواته، مبتكر في صوّره وأخيلته... بحيث نلمـــس شخصيّة فنّانة مبدعة لها مقوّماتها الواضحة المعالم البيّنة الآثار».

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.