أعلان الهيدر

الرئيسية تلخيص حبك درباني للكاتب البشير خريف

تلخيص حبك درباني للكاتب البشير خريف


تلخيص حبك درباني للكاتب البشير خريف

تلخيص حبك درباني للكاتب البشير خريف
يُنزّل البشير خريّف أحداث هذه القصّة في عشــرينات القــرن المــاضي، ويجعلها Ùصورة عمّا لحق المجتمع مـــن تدهور في تلك الحقبة، فقد خلّفت الحـــرب الكونيّة الأولى في جلّ أصقاع العالم شعورا بالعبث وانعدام المعنى وأشاعت حالا من القلق والحيرة والضّياع. فبطل القصّة «سليم البرجي» شابّ فرّ من جامع الزّيتونة وجدّياته الكالحة واختلف إلى مجتمعات الشّباب اللّاهية الرّيّانة، وأحسّ بالحاجة إلى المال فطرق أبوابا كثيرة واستقرّ كاتبا لأحد المحامين بالعاصمة، ثمّ اقتحم الوسط الفنّي بأنّ نقد بعض المسرحيّات على الجرائد وانتهى ممثّلا يقنع ببعض الأدوار البسيطة. وأمّا البطلة فشابّة مطلّقة جاءت إلى التّمثيل من حياة الفجور والدّعارة بعد أن تزوّجت شيخا هو مدير فرقة «النّهوض التّمثيلي» فأخرجها إلى التّمثيل وأطلق عليها اسم «فوزيّة نعيم» بعدما كانت تدعى منّوبيّة واعتلت خشبة المسرح في أدوار صغيرة دون أن يكون لها استعداد فنّي أو موهبة، فإشاراتها غير طبيعيّة وهي عسيرة الحفظ عصيّة، وأعضاء الفرقة يتندّرون بعجزها عن إتقان أدوارها إلّا أنّها كانت تستخفّ بملاحظاتهم لأنّ لها من الرّشاقة الطّبيعيّة ما يُزري بقواعد فنّهم.
ومدار الأحداث على تعلّق سليم البرجي رمز الحيرة والتّيه بفوزيّة نعيم رمز التّهتّك والسّقوط رغم علمه بسيرتها وماضيها، وانجرافه في تيّار الخلاعة والنّزوات رغم ما يساوره أحيانا من تردّد وإعراض. وعلى هذا النّحو تلتقي عناصر البنية القصصيّة في الكشف عن مظاهر التّدهور والانهيار التّي نخرت كلّ أوجه النّشاط في المجتمع: فالفنّ فقد بريقه وتألّقه، والذّوق العامّ تدهور وانحطّ، والمسرح الجادّ انفضّ من حوله النّاس فانسحب تاركا المجال فسيحا للتّهريج والفكاهة الرّخيصة، والتّجارة التّي يمثّلها «رابح» أحد أخلّاء فوزيّة نعيم استحالت غشّا وتحايلا من أجل الكسب السّهل، والعلم نفر طلّابه من حلقاته وتباعدوا، والمشاعر أسلمـــت قيــادها إلى الطّمع والابتزاز، والأخلاق العامّة تهاوت إلى أسفــل حضيض. وفي الجملة حاكت القصّة إفلاس مجتمع مريض وإفلاس نماذج بشريّة حائرة تائهة، كلّ ذلك قدّمه البشير خريّف بلغة عاميّة تونسيّة رائقة عبّرت عن تناقضات تلك المرحلة في أدقّ تفاصيلها وأخصّ تجليّاتها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.