أعلان الهيدر

مفهوم النشاط المدرسي


مفهوم النشاط المدرسي
مفهوم النشاط المدرسي
 
يقصد بالنشاط المدرسي تلك البرامج التي تخطط لها الأجهزة التربوية وتوفر لها الإمكانيات المادية والبشرية ، بحيث تكون متكاملة مع البرنامج التعليمي ومتممة له وذلك مع مراعاة إتاحة الفرص لجماعات النشاط المدرسي لممارسة أنواع النشاط التي تتناسب مع ميول أعضائها واهتماماتهم وهواياتهم والمناسبات المختلفة من خلال المشاركة في جمعيات النشاط المتنوعة داخل المدرسة أو خارجها بما يساعد على إثراء خبرات الطالب وتنمية شخصيته من جميع نواحيها الجسمية والعقلية والوجدانية .
ويعتبر النشاط المدرسي عنصرا من عناصر خطة الدراسة عندما توضع له ساعات محددة في الخطة الدراسية . ويتم تنفيذ برامج النشاط بمختلف أنواعه في ضوء فلسفة التربية الحديثة وبما يحقق الأهداف التي يرمي إليها من هذه الفلسفة.
فلسفة النشاط المدرسي
ترتبط فلسفة النشاط المدرسي بالفلسفة التقدمية الحديثة في التربية ، التي تؤمن بأن الإنسان يعيش في مجتمع دائم التغيير ، وبأن نمو الفرد يتم نتيجة التفاعل بينه وبين البيئة التي يعيش فيها وبأن خبراته التي يكتسبها في مراحل نموه المختلفة تتكون بطريقة متكاملة في النواحي الجسمية والعقلية والروحية عن طريق مايقوم به من نشاط جسمي وعقلي ، ويمكن تلخيص الأسس التي تتركز عليها فلسفة النشاط بدولة الكويت فيما يلي:
أولا: ظاهرة التغيير المستمر في المجتمع الكويتي:-
عن التغيرات السريعة المتلاحقة في جميع نواحي الحياة تعتبر أمرا حتميا سواء في النواحي المادية أو الاجتماعية ، ولهذا يجب على القادة والمفكرين أن يعملوا على مواجهة هذا التغيير والعمل على توجيهه وضبط عوامله بما يؤدي إلى الرقي والتقدم وذلك على النحو التالي:
1-   التوعية بما يجري حولنا من تغيرات سريعة، والتهيؤ للقيام بدور إيجابي لمواجهة هذه التغيرات بالعمل على انطلاق الطاقات البشرية لتوجيه التغيير نحو حياة أفضل.
2-   مواجهة التغييرات الاقتصادية والتغير في المواد الطبيعية بالعمل على ترشيد الاستهلاك وزيادة الإنتاج واكتشاف البدائل من أنواع الطاقة بما يؤدي إلى توفير الرخاء لبني الإنسان.
3-   الإفادة من الجهود الإبتكارية ونتائج البحث العلمي في مختلف النواحي بما يساعد على الإفادة من التقنيات الحديثة وتطويرها بما يساعد على مواجهة تحديات العصر وما يستجد من تغييرات سريعة.
4-   العمل على تحقيق التوازن بين القيم المستمدة من التراث ، وبين ما يطرأ على المجتمع من قيم جديدة ، بما يساعد على الاحتفاء بروح الأصالة في المجتمع والأخذ بما يستحدث لمجارات العصر.
5-   تدريب الأجيال الصاعدة على المشاركة الإيجابية في علاج مشكلات التغيير والعمل على استيعابها بحيث تؤدي تربية أبناء الجيل الصاعد إلى قيادة التغيير وتوجيهه وضبط عوامله.
ثانيا: طبيعة المجتمع الكويتي:
يتصف المجتمع الكويتي بصفات مستمدة من طبيعته الجغرافية والسكانية وما يتأثر به من متغيرات ترجع إلى عوامل ذاتية وعوامل خارجية متفاعلة مع بعضها بحيث جعلت من الكويت مجتمعا متميزا بالسمات الآتية:
1-   انه مجتمع يؤمن بالقيم الدينية ، ويتمسك بالدين الإسلامي ومبادئه وقيمه كأسلوب حياة ، ومنه كالأخذ بمبدأ الشورى ، وتحقيق مبدأ تكافئ الفرص بين المواطنين في الحقوق والواجبات .
2-   إنه مجتمع عربي يعتز بعروبته ويقوم على وحدة اللغة والدين والتراث والتاريخ ، وفي نفس الوقت يؤمن بالتفاهم الدولي ، والتعاون مع الدول الأخرى لما فيه صالح البشرية كلها مع التأكيد كيانه الذاتي لمجتمع يعتبر الأسرة هي نواته الأولى ويؤمن بالوحدة الوطنية.
3-   إنه مجتمع يتطلع نحو التطوير والتحديث والأخذ بالمستحدثات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية ويبني فلسفته التربوية على الأخذ بنتائج المنجزات العلمية وخلاصة ما توصل إليه رجال التربية الحديثة بما يتناسب مع ظروف البيئة.

 ثالثا:طبيعة المتعلم ومطالب نموها:
لاشك أن طبيعة المتعلم ومطالب نمو الفرد في مراحل الحياة المختلفة هو محور العملية التربوية والركيزة الأساسية التي تدور حولها جهود قادة التربية والتعليم.ولهذا كان من الضروري في جميع المجالات وبرامج العملية التربوية أن تراعي خصائص نمو الفرد بما يساعد على تخطيط مايوضع له من برامج تربوية بما يؤدي إلى تحقيق النمو المتكامل لشخصية المتعلم، ويبدو ذلك في مراعاة مايأتي:-
1-   الاقتناع بأن النمو هو نتيجة التفاعل المستمر بين الفرد والبيئة الاجتماعية والثقافية التي ينشأ فيها ، ولهذا يختلف الأفراد فيما بينهم من حيث القدرة على الإفادة من فرص المتعلم بحسب استعداداتهم الذاتية الأمر الذي يستلزم مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
2-   الإيمان بضرورة التوازن بين التربية الروحية والجمالية وبين التربية المعرفية ، فليست المعلومات وحدها هي السبيل إلى تنمية الفرد بل من المهم أيضا تنشأت الفرد على تذوق الفن وتنمية الإحساس بالجمال عن طريق ممارسة العملية لهذه الأنواع من النشاط .
3-   الإيمان ان التربية تهدف إلى النمو المتكامل لشخصية المتعلم من جميع نواحيها الجسمية والعقلية والخلقية والروحية –الأمر الذي يستلزم تنوع برامج تعليم وشمولها بمختلف أنواع النشاط الجسمي والعقلي .
4-   العمل على تربية احتياجات للفن لما يؤدي إلى شعوره بقيمته ودوره في المجتمع وبما يغرس في نفسه روح الانتماء والولاء للجماعة والتدريب على التعاون وأسلوب العمل الجماعي الأمر الذي يتطلب الاهتمام بالتربية الاجتماعية وممارسة النشاط الاجتماعي .

رابعا:تكامل الخبرة:-  
تقوم فلسفة النشاط المدرسي على أساس كون الفرد يكتسب خبراته عن طريق الممارسة العملية والتفكير في المشكلات الحية المرتبطة بواقع الحياة ، كما أن الخبرة هي مصدر المعرفة سواء كانت هذه الخبرة مباشرة أو غير مباشرة ، كما إن خبرة الفرد مستمرة في النمو في اتساع وعمق ، والنقاط التالية توضح حقيقة تكامل الخبرة :
1-   إن نمو الفرد يتم عن طريق الخبرة الحسية والعقلية والروحية في نفس الوقت فليس هناك انفصال بين هذه النواحي لأنها مكونات مترابطة في شخصية الفرد.
2-   إن ذكاء الفرد وقدراته الخاصة وميوله واتجاهاته العقلية تنتج عن تفاعل بين مكوناته البيولوجية والطبيعية وبين مايكتسبه من خبرات وتجارب نتيجة احتكاكه بالمواقف العملية في الحياة .
3-   إن اكتساب المعرفة يأتي نتيجة التفكير في المشكلات الواقية وليس نتيجة التأمل العقلي وحده، ونشاط الفرد هو الاختيار العملي لقدراته الفكرية أو نتيجة بين الممارسة والفكر معا.
4-   لاتقتصر خبرات الفرد على مايكتسبه من معارف أو مهارات وإنما الخبرة المتكاملة تتضمن أيضا مايغرس في نفسه من القيم والاتجاهات الخلقية والاجتماعية التي تحمل معاني الفضائل التي تقاس بمدى ماتقدمه من فوائد لصالح الفرد وصالح المجتمع.

خامسا: الاتجاهات التربوية المعاصرة:
تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على عدد من المبادئ ، مثل التعلم الذاتي والتعلم بالعمل والتعلم بالحياة... والتعلم عن طريق النشاط . ولهذا يمكن أن تبني فلسفة النشاط المدرسي على الاتجاهات التربوية التالية:-
1-   ضرورة الاهتمام بالنشاط الذاتي للفرد والتأكد على اعتماده على نفسه في التعليم بحيث ينشأ وقد تأصلت في نفسه القدرة على التعلم الذاتي .
2-   الإيمان بأن التعليم عملية مستمرة على مدى الحياة، ولذلك ينبغي تدريب المتعلم على متابعة الاستزادة العملية في مراحل حياته المهنية والاجتماعية وبحيث لا ينتهي التعليم بانتهاء الحياة المدرسية.
3-   عن التعليم المستمر الذي يترك أثرا عميقا في النفس هو التعليم بالعمل والممارسة والذي يستطيع الشخص ان يرى نفسه في نتائج أعماله الملموسة ، وليس بمقدار ما تلقنه من معلومات نظرية معرضة للنسيان.
4-   الإيمان بأن الحياة في المدرسة الكبرى وان من الممكن أن يتعلم بما يكسبه  من المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه سواء من الأسرة أو المصنع أو النادي أو وسائل الإعلام المختلفة وكلها تتعاون مع المدرسة في تأدية الرسالة التربوية والتعليمية .
5-   التأكيد على تعود الفرد على الاضطلاع بما يعهد إليه من مسئوليات بحيث تتضمن الاعتماد عليه وان ينجز مايوكل إليه من أعمال بمهارة واتقان تمشيا مع الحديث الشريف القائل :"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه."

جماعات النشاط المدرسي

أ/توصيف جماعات النشاط المدرسي:
     الجماعات المدرسية تضم عددا من الطلاب لهم ميل مشترك وينفذون برنامجا محددا وفق خطة معينة، ويشرف على الجماعة المدرسية مدرس يتصف بالخبرة وسعة الصدر وأسلوب تربوي في التعامل بحيث يكون قادرا على توجيه نشاط الجماعة.
      وينبغي ان يكون لكل جماعة نظام يرتضيه الأعضاء ويحدد لكل عضو في الجماعة مسئولية معينة ولابد من توفر مقومات محددة لقيام جماعات النشاط المدرسي تتلخص فيما يلي:-
1-   تجانس الأعضاء بحيث يكون الميل هو أساسا هذا التجانس.
2-   برنامج موضوع يساعد على تحقيق أهداف الجماعة.
3-   نظام داخلي للجماعة يحدد فيه دور كل عضو ومسئوليته والعلاقة بينه وبين الأعضاء الآخرين.
4-   وجود مشرف للجماعة تؤهله صفاته الشخصية وخبراته لاكتساب ثقة الأعضاء.

ب/تشكيل جماعات النشاط المدرسي:
1-    دور الإدارة المدرسة:
·       اختيار أحد المدرسين من ذوي الخبرة والكفاءة في الإشراف العام على النشاط ويكون هو أيضا مشرف عام النشاط، ويحبذ من سبق له الالتحاق بإحدى دورات إعداد الكوادر الإشرافية الخاصة بالنشاط المدرسي.
·       الإعلان عن جماعات النشاط المدرسي وشرح أهداف كل منها بالوسائل الإعلامية المتاحة في المدرسة كالإذاعة المدرسية وصحف الحائط ولقاء الصباح والاتصالات المباشرة.
·       استمارة استبيان لجميع الطلاب لمعرفة الجماعة التي سينضم إليها كل منهم ، إذ ان شعور كل طالب يميل برغبة للانضمام إلى جماعة نشاط معينة أساس نجاح هذه الجماعة ، وعليه لايجوز فرض أي نشاط أو جماعة معينة على الطالب ، كذلك يمكن للطالب ان يلتحق بأكثر من نشاط بحيث يقضي في كل نشاط فترة زمنية معينة ينتقل بعدها إلى نشاط آخر (مثال : طالب انضم إلى نشاط التربية الفنية وله اهتمامات بنشاط الديكور والنجارة ، هنا تقسم فترات النشاط للعام الدراسي بين هذين النشاطين بحيث يحضر الفترة الأولى من العام الدراسي النشاط الأول ثم ينتقل في الفترة الثانية إلى النشاط الثاني.)
2- دور المشرف:
ويجدر أن تتوفر في مشرف الجماعة الأمور التالية:
·       رغبته وميوله واستعداده للعمل مع الجماعة في مجال معين.
·       مدى خبرته في النشاط الذي يمارسه أعضاء الجماعة .
·       سعة الصدر وحسن التعامل مع الأعضاء .
·       تعاونه مع أعضاء الجماعة من جهة ومع باقي مشرف النشاط من جهة أخرى .
·       استعداده لتحقيق رغبات وميول أعضاء الجماعة .
ويتمثل دور المشرف فيما يلي :
-       يقوم بالإعلان عن جماعات النشاط المدرسي المقترحة ويوضح للطلاب الأهداف وأساليب العمل وخطة العمل عن طريق الإذاعة المدرسية ولقاء الصباح والملصقات وغيرها من الوسائل المتاحة.
-       يشارك (بالتعاون مع مشرف عام النشاط وبقية مشرفي الأنشطة ) في توزيع استمارات الاستبيان على طلاب المدرسة التي تتضمن جميع برامج وجماعات النشاط المدرسي وطريقة اختيار المجال الذي يناسب كل طالب ومن ثم تحلل الاستمارات وتشكل الجماعات المدرسية ويبدأ بعد ذلك المشرف العمل مع جماعته باجتماع تمهيدي.
 
ج/ أسلوب عمل جماعة النشاط المدرسي:
تنظيم الجماعة أساسي في تحقيق أهدافها حيث يراعي تشكيل لجنة طلابية تضم رئيسا ونائبا للرئيس يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب بحيث يكونان من الطلبة الموهوبين المؤهلين للقيادة وتحمل المسئولية مع مراعاة جانب الحرية والشورى لتسود روح الجماعة التي تتيح الفرصة للطلاب للتعبير عن وجهات نظرهم وتبادل الرأي واقتراح المشروعات مع توفير الجو المناسب الذي يعطي فرص التنافس والابتكار.
ج1: تقوم هذه الجماعة بوضع خطة زمنية موضوعية عند بداية تشكيلها وفق البرنامج الزمني خلال العام الدراسي ، ومن خلال هذا التنظيم يتولى رئيس اللجنة الطلابية إدارة جلسات الاجتماعات وينوب عنه في حالة غيابه نائبه وتحدد له مسئوليات واضحة كما يقوم مشرف عام النشاط بتسجيل محاضر الجلسات في سجل خاص توضع فيه أسماء الحاضرين في كل اجتماع كما تسجل التوصيات بإشراف المدرس المشرف على الجماعة .
ج2:تشكل ضمن الجماعة فرق عمل من أعضائها للقيام بتنفيذ الخطة الموضوعية ويراعي عند تشكيل هذه الفرق أن تكون جهودها متكاملة لتحقيق أهداف الجماعة.
ج3:يعني المشرف عناية فردية بطلابه في أثناء ممارسة النشاط ويتمثل ذلك في التوجيه والتشجيع والمتابعة لتحقيق تفاعل الطلاب وإيجابياتهم.
د/ تقويما نشاط الجماعة:
ان أي خطة ترسم وتنفذ لابد من أن يصاحبها تقويم سليم لقياس مدى تحقيق أهدافها ، وذلك من خلال :
1-   الملاحظة المستمرة من قبل المشرف للتعديل في سلوك الطالب أثناء ممارستهم النشاط خلال العام الدراسي.
2-   مدى مشاركة النشاط في المسابقات التي تجرى على مستوى المنطقة التعليمية أو على مستوى الوزارة .
3-   النتائج التي حصل عليها النشاط في المسابقات.
4-   كتابة تقرير ختامي عن نشاط الجماعة يبين مدى تحقيق أهداف الجماعة بشكل عام ويتولى المشرف وأعضاء الجماعة كتابة التقرير .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.