أعلان الهيدر

الرئيسية مظاهر الأزمة في البلاد التّونسيّة في القرن التّاسع عشر

مظاهر الأزمة في البلاد التّونسيّة في القرن التّاسع عشر


مظاهر الأزمة في البلاد التّونسيّة في القرن التّاسع عشر
مظاهر الأزمة في البلاد التّونسيّة في القرن التّاسع عشر
                                      
1- مظاهر الأزمة السياسيّة:
لقد تميّز القرن التاسع عشر في البلاد التّونسيّة بالتكالب على الحكم وكثرة الانقلابات والاغتيالات، كـعثمان باي الذي اغتيل في 21 ديسمبر 1814م، ولهذا السبب توالى الحكّام الحسينيّون على البلاد ولم يعمّر أحد منهم طويلا، وقد كانوا يتمتّعون بسلطة مطلقة لا حدّ لها، ويمارسون الحكم طوع إرادتهم دون تقيّد بالقوانين. 
2- مظاهر الأزمة الماليّة:
لقد كانت ميزانيّة البلاد التّونسيّة في عجز تام حيث قدّرت قيمة العجز سنة 1860م بـ 1739125 ريالا، كما تميّزت هذه الفترة بكثرة الاختلاسات (السرقات) ومن أهمّها نذكر سرقة محمود بن عيّاد لـ 80 مليون ريال والهروب بها إلى فرنسا. كما عرفت سياسة مصطفى خزندار الّذي تولّى منصب وزير ماليّة ووزير أكبر بين 1837م و1873م بسوء التصرّف واختلاس الأموال ممّا ساهم في تفاقم الأزمة الماليّة للبلاد التّونسيّة.
وأمام هذا العجز المالي اتّبعت البلاد التّونسيّة سياسة الاقتراض من الدّول الأوروبيّة، فأصبحت تأخذ القرض لتسدّد به قرضا آخر إلى أن أصبحت عاجزة تماما على تسديد الدّيون، ممّا دفع بالدّول الأوروبيّة إلى تشكيل لجنة الكومسيون المالي للضغط على المصاريف وضمان استرداد أموالها، وهي لجنة دوليّة فرضت على محمد الصّادق باي سنة 1869م.
3- مظاهر الأزمة الاقتصادية:
من أهمّ مظاهر الأزمة الاقتصادية نذكر انخفاض الإنتاج الفلاحي حيث أهمل الفلّاحون الأراضي الزّراعيّة نظرا لكثرة الضرائب على إنتاج الحبوب والزيتون وقلّة الإنتاج.
أمّا على المستوى الصّناعي فقد تدهورت الصّناعة بالبلاد نظرا للمنافسة الأوروبيّة، فمثلا صناعة الشّاشيّة التّي كانت من أهمّ موارد الرّزق لسكّان المدن لقيت منافسة شرسة من المعامل الأوروبيّة فرخص المنتوج ممّ أضرّ بالحرفيين التّونسيين الّذين أصرّوا على اعتماد الآلات التقليديّة ذات التكلفة العالية.

4 - انتفاضة 1864م:
 تمّ فرض ضريبة شخصيّة في عهد محمّد باي بقيمة 63 ريال، وأمام الوضع المتردّي للبلاد لجأ الباي إلى مضاعفة الضّريبة دون مراعاة لحال الرعيّة وذلك في سائر أرجاء المملكة. وأمام هذا الوضع التعسّفي اندلعت انتفاضة من الشّمال الغربي بزعامة قبيلة ماجر الّتي يقودها عليّ بن غذاهم سنة 1864م ثمّ انتشرت الانتفاضة إلى كامل تراب البلاد وساهمت فيها عدّة قبائل مثل: الفراشيش، أولاد سعيد، الهمّامة، ورغمة.
وقد شملت هذه الانتفاضة جلّ تراب البلاد ما عدى أقصى الشّمال أين يسكن الباي وأتباعه، فقابل الباي هذه التحرّكات بالتّعسّف والقمع وقد قام بأسر زعماء هذه القبائل مثل علي بن غذاهم الّذي أسر سنة 1866م حيث مات بالسجن في أكتوبر سنة 1867م وقد قام بجلدهم وتعذيبهم لإخماد أصوات الثّائرين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.