أعلان الهيدر

معركة اليرموك


معركة اليرموك
معركة اليرموك
      التقديم المعنوي
     أهم الأحداث والشخصيات :
        أبطال المعركة :
كان الإعداد لمعركة اليرموك دقيقا، شارك فيه مع خالدِ بن الوليد قائدِ المعركة، كبارُ قادة الجيوش وفي مقدمتهم أبو عبيدة، وشُرَحْبيل بن حَسَنة، ويزيدُ بنُ أبي سفيان، وعَمرُو بنُ العاص، وضرارُ بن الأزور، وغيرهم كثيرون. وتم توزيع الجيش إلى كراديس وكتائب متدرجة في الحجم والمسؤولية.
نزلت قوات الروم على أطراف الجولان الجنوبية الشرقية، في مكان واسع صالح لحركة الخيل، ولكنه من الناحية التعبوية لا يساعدهم على حرية المناورة والانسحاب، بسبب الجروف والأودية السحيقة والموانع المائية والطبيعية المحيطة به.
قواتُ المسلمين تحشَّدت في السهلِ الواقع على الواقوصة، قريباً من نهر اليرموك، في منطقةٍ مفتوحةٍ من الشمال والشرق، تُسمَحُ لهم بحريةِ المناورة، وتضمنُ وصولَ إمداداتهم.
دامت المعركة ستةَ أيام، كان المسلمون فيها يَرُدَّون هجمات الروم، ويستخدم خالدُ بنُ الوليد الخيَّالةَ سريعي الحركة، الذين يقودهم بنفسه ليتحركَ بسرعة خاطفةٍ من مكان إلى آخر، عندما يتراجع جيشُ المسلمين تحت ضغط الروم. وفي الأيامِ الأربعةِ الأولى كانت خسائرُ الرومِ أكبرَ من خسائر المسلمين، وفي اليوم الخامس تباطأتْ المواجهاتُ بعد أن عَرَضَ الرومُ هدنةً لثلاثةِ أيامٍ رفضَها خالد.
في اليوم السادس من القتال شن خالدٌ هجوماً عنيفا وسريعا، استخدم فيه كل ما لديه من قوة الفُرسان، وقَتل من قواتِ الروم أعداداً هائلة، وهَرَبَ مَنْ بَقي منهم نحوَ الصحراء. وحقَّقَ المسلمون نصراً لا مثيلَ له في تاريخِ الحروب.
شهدت هذه المعركةُ بطولاتٍ كبرى سجَّلها رجالٌ ونساء، امتزجت دماؤهم بثرى هذه الأرض، فطهّرتها من الاحتلالِ الروماني.
        آل أبي سفيان
وفي حَلَقاتِ هذا البرنامج تحدثنا عن كثير من الصحابة الذين قادوا معركة اليرموك أو شاركوا فيها، ولكنَّ هناك أبطالاً كثيرين، لم ينالوا حظَّهم من الاهتمام، منهم المقدادُ بنُ الأَسْوَد، وعِكْرِمةُ بنُ أبي جهل، وأبو سفيانَ بنُ حرب، وولداه يزيدُ بنُ أبي سفيان ومعاوية، وأبو أمامةَ الباهلي، ووحشيُ بن حرب، وثوبانُ مولى رسولِ الله الذي كان يُلقَّب بسفينة، وغيرُهم.
آل أبي سفيان كُلُّهم خرجوا للمشاركة في اليرموك، بمن فيهم أبو سفيان نفسُه، وابنه يزيد، الذي كانَ من قادة المعركة، وشارَكَ فيها أيضا ابنُه الآخَر معاوية.
وقد أصيبتْ يومَ اليرموك عينُ أبي سفيان، بعدما فَقَد عينيه الأولى في حُنَيْن، وعاشَ ضريرا فيما بعد. وكانت معه زوجتُه هند بنت عتبة، التي كانت يومَ أُحدٍ من أشدِّ المحرِّضين على المسلمين.
وأبو سفيان أسلم عشيةَ فتحِ مكة، وكان الفضلُ في إسلامِه للعباسِ بنِ عبد المطل
ثم شارك أبو سفيان في غزوة الطائف. وكان في اليرموك من الخطباء الذين يحضون على القتال. وقد توفي في المدينةِ المنورة، سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، ودفن في البقيع.
ومن قادة معركة اليرموك البارزين يزيدُ بنُ أبي سفيان. وقد أسلم في فتحِ مكةَ في العامِ الثامنِ من الهجرة، ثم شَهِدَ مع الرسولِ صلى الله عليه وسلم غزوةَ حُنَيْن. وفي خلافة أبي بكر عُيِّن يزيدُ قائداً لواحدٍ من الجيوش الأربعة التي خرجتْ لمواجهةِ الرومِ في بلاد الشام. وكان معه سبعةُ آلاف مقاتل.
وفي اليرموك انضوى يزيدُ بنُ أبي سفيان بجيشِه تحت قيادةِ خالد بن الوليد. وبعدَ اليرموك شارك جيشُ يزيدَ في فتحِ دمشق، ثم اتجه غرباً إلى الساحل، ففتح صيدا وجْبِيل وبيروت، ثم ولاه عمرُ بنُ الخطاب على بلادِ الشام، إلى أن توفيَ في دمشق بطاعونِ عمواس الذي انتشر في السنة الثامنةَ عشرةَ للهجرة.
وبعد وفاة يزيدَ عَيَّن عُمرُ أخاه معاويةَ قائداً لجيش يزيد، ثم والياً على الشام.
وكان معاويةُ أَسْلَمَ في السنةِ الثامنةِ للهجرةِ، وشارك في الغزواتِ التي تَلَتْ فتحَ مكة. وبسبب درايتِه بالكتابة أصبحَ من كُتّابِ الوحي.
وبعدما آلت إليه ولايةُ الشامِ وقيادةُ جيشِها واصلَ معاويةُ الفتوحاتِ، فسيطر على طرابلس
الشامِ وبقيةِ مدن الساحل. وكان أولَ قائد مسلم يُؤسسُ قوةً بحرية، تَمَكَّن بها من السيطرةِ على جزيرة قبرص، التي كانت قاعدةَ إمدادٍ رئيسيةٍ لقواتِ الرومِ في بلادِ الشام ومصر. وبعد الخلافاتِ التي برزتْ بينَه وبين عليٍ رضي الله عنه وسيطرةِ معاوية على الحكم، في السنة الحاديةِ والأربعين للهجرة، تابَعَ الفتوحات، فاتسعت رقعةُ الدولةِ الإسلاميةِ في عصرِه، حتى شملت أواسطَ آسيا، وشمالَ إفريقيا.
وأرسل معاويةُ جيشاً إلى حدودِ القسطنطينية، شارك فيه عددٌ من كبارِ الصحابة، منهم أبو أيوبٍ الأنصاري، الذي توفي قُرْبَ أسوارِ المدينة، وُدفن هناك.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.