أعلان الهيدر

الرئيسية حرمة النفس البشرية في الاسلام

حرمة النفس البشرية في الاسلام


حرمة النفس  البشرية في الاسلام
حرمة النفس  البشرية في الاسلام
إن حرمة النفس في الاسلام عظيمة وقد حذر الشرع الحنيف من قتل النفس التي حرم الله بنصوص عديدة واساليب مختلفة نذكر منها: اولا: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر حرمة النفس في أعظم موقف في حجة الوداع حين أعلنها: (( ان دماءكم وأموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)). فحرمة النفس كحرمة يوم النحر وشهر الحج والبلد الحرام. ثانيا: أن من قتل نفسا فقد قتل كل الأنفس ولم يقتل نفسا واحدة فحسب، اذ أن ازهاق روح فرد هو كازهاق ارواح الجماعة والمجتمع باكمله. وعلى العكس من ذلك فان من يحيي النفس بالاطعام والعلاج او انقاذها مما يهدد حياتها من غرق او حريق وغير ذلك فكأنما أحيا كل الانفس، يقول سبحانه: (( من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس فقد قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا)). نعم ليست نفس أحد أولى بالحياة والحرمة من أحد آخر، مسلما كان أم غير مسلم، فالنفس معصومة الدم إلا لسبب يقتضي ذلك من قصاص وإقامة حد من حدود الله. ثالثا: إن الله تعالى توعد القاتل العمد بأربع عقوبات في قوله تعالى: ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما))، فذكر عقوبات اربع: العقوبة الاولى: الخلود في جهنم والعياذ بالله، فلم يتوعد بالدخول فقط وإنما بالخلود فيها. العقوبة الثانية: غضب الله تعالى عليه، وهذه وحدها تقصم الظهور. العقوبة الثالثة: أنه ملعون مطرود من رحمة الله تعالى. العقوبة الرابعة: أنه سبحانه اعد له عذابا عظيما فلم يتوعد بالعذاب فقط بل هو عذاب عظيم والعياذ بالله. ولو تدبرنا الآية أحبتي الكرام وتساءلنا لماذا يقول سبحانه: فجزاؤه جهنم خالدا فيها، ثم يقول: وأعد له عذابا عظيما اليس المعنى واحدا؟ يقول العلماء : إن الاولى في الآخرة والثاني في الدنيا، فجهنم عقوبة الآخرة والعذاب العظيم عقوبة الدنيا من قتل ومصائب ومرض وتشريد وفضيحة وعار وقصاص ومعيشة ضنكا، وقد رأينا ذلك والله في حياتنا فما من قاتل إلا وقضى حياته في شقاء وتعاسة وعذاب دائم وبلايا وأمراض ثم يسلط الله عليه من يقتله أو يموت شر ميتة.  رابعا: أن الخطأ مرفوع الاثم عن العبد في الشرع الحنيف، لكن في قتل الخطأ فرض الدية المسلمة إلى أهله وتحرير الرقبة المؤمنة وصيام شهرين متتابعين تكفيرا له عما جناه ولو بغير قصد وما ذلك إلا لحرمة النفس عند الله تعالى. خامسا: أن في ديننا فسحة وسماحة ومغفرة ورحمة ما اجتنب العبد كبيرة القتل واراقة الدماء، يقول النبي: ((ما يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)) وما ذلك إلا لحرمتها وعظيم قدرها وأنها الخط الاحمر بعد الشرك بالله. سادسا:أن حرمة النفس وتحريم القتل يشمل المسلم وغير المسلم كما قال سبحانه: (( من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس فقد قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا)). ولهذا لم يقل الله سبحانه في الآية: قتل المسلمين واحيا المسلمين، وإنما قال: قتل الناس وأحيا الناس ولفظ الناس في القرآن يشمل المسلم وغير المسلم. نعم هذا هو الاسلام يقدس النفس الانسانية مهما كانت إلا أن تعتدي وتتجاوز الحد. وقد بلغ في الاسلام ان العدو الكافر الحربي في المعركة اذا أسلم فقد حرم سفك دمه، ففي إحدى الغزوات قتل اسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ مشركا أسلم ونطق بالشهادة عندما عرف أن أسامة سيقتله فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بذلك سأل اسامة: ((أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله ؟ قال: يا رسول الله إنما قالها تعوذا!؟(أي خوفا من القتل) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: واين تذهب بلا إله إلا الله؟ يقول أسامة فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أسلمت قبل ذلك اليوم)). إن الشهادتين تعصم المسلم وإن الدماء لا تسفك بالشبهات ونحن علينا الاخذ بالظواهر والله يتولى السرائر. سابعا: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الدنيا بما فيها لا تعدل نفس المؤمن وحرمة دمه فقال: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم)). إن الدنيا بزينتها وعظمتها وعجائبها وما فيها من النعم الظاهرة والباطنة لا تعدل بل هي أهون من قطرة دم مسلم، ويفقه ذلك سيدنا عمر رضي الله عنه فيجعل حرمة دم المسلم اعظم من حرمة الكعبة المشرفة فيقول وهو ينظر إلى الكعبة: ((ما أعظمك وما أعظم حرمتك ولكن حرمة دم المسلم أعظم منك)). ثامنا: ويزداد الاثم والوعيد أكثر وأكبر حين يكون القتل للعلماء والدعاة والصالحين والمصلحين، وقد جعل الله تعالى اثم ذلك مثل اثم الكافرين بآيات الله، يقول سبحانه: ((إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يامرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم)). أحبتي الكرام هذا غيض من فيض وقليل من كثير في حرمة النفس الانسانية، وما احوجنا نحن أهل العراق إلى تذكر هذه الآيات والاحاديث بعد أن أصبح القتل في بلدنا حرفة ومهنة يتكسب منها الكثيرون، فيبيد في لحظات مئات بل آلافا من النفوس المعصومة فييتم الاولاد ويحيل الزوجات ارامل وثكالى، لا يردعهم عن القتل خلق ولا دين ولا شفقة ولا انسانية ولا رحمة. إن ما يجري في العراق من القتل والدمار وسفك الدماء ليعلمنا اننا بعيدون عن منهج الله وعلينا أن نرجع اليه سبحانه ونتوب اليه توبة نصوحا . نتوب اليه من الظلم والقهر والفساد والرشوة والامتهان لنفوس الناس، وغيرذلك مما يعج به مجتمعنا، ذلك ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. اللهم ضاق الحال وانت غني عن السؤال، اللهم ان في البلاد والعباد من  الحروب والكروب والشقاء والبلاء ما لا يكشقه أحد سواك ادعو الله وانتم موقنون بالاجابة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.