أعلان الهيدر

أهم الأساليب لصلاح الذرية


أهم الأساليب لصلاح الذرية
أهم الأساليب لصلاح الذرية
إن الحياة تحلو بالأهل والأبناء وقد ذكر الله لنا أنهم مما حبب لنا من الدنيا فقال تعالى ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين .....) إلى آخر الأية الكريم وقد دعاء أبراهيم ربه بقوله ( رب هب لي من الصالحين ) وقال عن عباد الرحمن ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين ) فلعظيم منزلتهم في النفس صاروا كقرة العين فلا يختلف عاقلان من أن الذرية حاجة فطرية وميول بشري ولذلك جعل الله الزواج بنية إنجاب الذرية الصالحة وتربيتهم على التقوى قربة من أعظم القرب بل وحث على لسان نبيه فقال صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الودود الولود فإني مفاخر بكم الأمم ) وقال صلى الله عليه وسلم ( من رزقه الله ثلاثا من البنات فأحسن تربيتهم كن حجابين له من النار ) وقال فيما يبقى له بعد الموت ( وولد صالح يدعوا له )
فبعدما بانت عندنا هذه الفكرة بقي علينا كيف تصير هذه الحاجة للذرية نعمة لا نقمة ؟
أهم الأساليب لصلاح الذرية :
1-    القدوة الصالحة :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدة للصحابة في قوله وعمله ففي الصحيحين من حديث عائشة و المغيرة بن شعبة رضي الله عنهما ( كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ) فقبل أن يأمر الناس فعل وطبق فصلاح الوالدين من أقوى سبل صلاح الأبناء ولا أقصد أن يكون الوالدان ملائكة لا يعصون الله ! لا بل أن يكونوا أخيارا بالجملة يحبون الخير ويعملونه ويكرهون الشر ويجتنبونه ويشهد لذلك من القرآن في قوله تعالى عن الكفار وتأثيرهم عن أبنائهم ( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )وقال عن بركة صلاح الأباء في قصة الجدار في قصة الحضر وموسى ( سورة الكهف ) : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ) فصلاح الأب وصل خيره إلى الأبناء حتى بعد وفاته وكون الأب أو الأم قدوة صالحة فإن الأبناء يتأثرون بذلك فهذا لقمان دله صلاحه لنصح أبنه فقال ( يابي أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) و دائما الأيمان إذا دخل القلب رققه فهذا نوح يشفق على أبنه الكافر فيقول ( يا بني أركب معنا ) فالقلب المشفق لا يظلم بل يحرص على ما ينفع أبنائه في الدنيا والآخرة ويقدم محاب الله على محاب النفس والشيطان
2-    الدعاء فهو سلاح المؤمن وأصل العبادة :
( وقال ربكم أعوني أستجب لكم ) وقال ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) وهو روح العبادات قال صلى اللهعليه وسلم  ( الدعاء هو العبادة ) رواه أبو داود من حديث النعمان فالمؤمن دائما يلح بالدعاء لنفسه ولمن يحب وخاصة الأبناء كما حكى الله ذلك عن أنبيائه والصالحين ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ) ( ربي هب لي من الصالحين ) والله لايخلف وعده ( وقال ربكم أعوني أستجب لكم ) فلا شك أن الله سوف يستجيب دعائه ويحقق مناه ويقر عينيه بصلاح أبائه .
3-    أمرهم بالمعروف ( دقق على كلمة بالمعروف ) ونهيهم عن المنكر :
ولشيخ الاسلام ابن تيمية كلام جميل عن ذلك قيقول رحمه الله : ليكن أمرك بالمعرون بالمعروف ونهيك عن المنكر بلا منكر . وقد حكى الله لنا صورا من ذلك فقال ( يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ) ولقمان يقول لأبنه ( يابي أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) وفي الصحيحين من حديث معقل بن يسار قال صلى الله عليه وسلم ( من استرعاه اله رعية ثم لم يحفظها بنصيحة لم يرح ريح الجنة ) وقال أيصا فيها ( كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) و في الصحيح عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال ( كنت غلاما في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في لصحفة فقال لي : يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) فأمر الأبناء بالمعروف سببا رئيسي لصلاحهم بعد توفيق الله وكذلك نهيهم عن المنكر فقال قال تعالى ( والذي قال لوالديه أف لكما أتعدنني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيان الله ويلك أمن إن وعد الله حق ) فأمر الأبناء مهم بل واجب شرعي ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ( أن الحسن وهو صغير أخذ تمرة من تمر الصدقة يريد أكلها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( كخ كخ ألا تدري أننا لا نأكلالصدقة ) فأنكر عليه حتى وهو طفل صغير و عند الترميذي من حديث أبن عباس ( كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم لي : يل غلام( وقد كان صغيرا وقتها ) أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله وإذا إستعنت فأستعن بالله .........إلى آخر الحديث المشهور ) فأنظر إلى حرصة صلى الله عليه وسلم على تربية الصغار وما ظهرت تلك الاخلاق والعادات السيئة في الأبناء إلا من تكاسل الأباء عن نصح أبنائهم ومتابعتهم من الصغر .
4-    مجالسة الأبناء :
نعم فكيف يصلح أبناءه من لا يجالسهم فبمجالسته لهم يرى الخطاء فيقومه و الصحيح فعززه فعندما يكون الأب و الأم بجانب أبنائهم دائما تجد أخطاء الأبناء قليلة بالمقارنة بغيرهم ممن لا يجالسهم والديهم وما ذاك إلا أن الأم والأب لن يرضوا لأبنائهم إلا الحسن من الأخلاق فلو رأوا ما لا يصلح من الأقوال والأفعال فجلوس النبي مع أبن عباس كما مر معنا في الحديث الماضي خرج منه بصيحة عظيمة وجلوس عمر بن أبن سلمة خرج منه بآداب الطعام وأبن لقمان بنصيحة عامة وهكذا كيف يستفيد الناس بالمجالسة .
5-    الصحبة الصالحة :
 فالصاحب ساحب ويقول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح ( المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل ) وقد إستفاد نبي الله موسى من صحبة الخضر ( قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) وقال عن نفع الصحبة الصالحة حتى بعد الممات ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين ) وقد قال تعالى ( مال الظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) ذكر بعض المفسرين أن الحميم ( الصديق الحبيب ) الصالح يشفع في حميمه المسلم العاصي يوم القيامة وصح عنه صلى الله عليه وسلم حديث ( مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ) فلا أظن احدا يشك في تأثير الجليس على جليسه ولو لم يشعر المتأثر بذلك لأن الأمر أحيانا يأتي بتدرج وبطئ .
وقبل أن أختم موضوعي أريد أن أرد على شبهة يرددها الكثير من الناس عندما ينصح بتربية أبناءه فقول ( الهادي هو الله ) وهذا القول ناقص و إعتقاده في كل الأحوال معتقد باطل ( معتقد الجبرية ) فالهداية جعلها الله نوعان :
الأولى : هداية توفيق وإلهام : فهي من الله وليس للناس سبب فيها وهي التي قال الله فيها ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) فهي من الله فقط لا يتدخل فيها بشر .
الثانية : هداية دلالة وإرشاد : وهذه يتسبب بها الناس ودليلها قوله تعالى ن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) وقوله تعالى عن نوح وكيف يؤثر الكفار على بعضهم وعلى أبنائهم بالكفر ( زوقال نوح ربي لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) فأنظر كيف شهد نوح بتأثير الكفار على بعضهم وعلى أبنائهم وفي البخاري ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) فالوالدين لهم تأثير جوهري بعد الله في تنشئة الأبناء والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمين .
ومن عنده زيادة أرجوا منه التكرم بالمشاركة فالموضوع قابل للزيادة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.