البعض يخون لكي ينسى …والبعض ينسى لكي يخون ..و عندما يخونون, نملك كل الحق في أن نجردهم من صفة الوفاء..لكننا لا نملك الحق في أن نجردهم من صفة الحب. فالبعض وبرغم الحب يخون …والبعض وبرغم الخيانة ..يحب….فما هو الحب ؟ ولماذا فقد الحب قدرته على التحكم والسيطرة؟؟, فلم يعد ذلك القوي الذي يردعهم عن التلوث, ولم يعد ذلك الإحساس الجميل ، الذي يحميهم من الوقوع في وحل الخيانة المظلم ؟ وما هي الخيانة ؟ هل هي تلك المحاولة الفاشلة لتجاهل جرح ما يئن في الأعماق؟؟, أو لنسيان صفعة عاطفية قاسية؟؟, أو أنها مرحلة مظلمة من مراحل التخبط يندفع إليها البعض بكل قواه العاطفية والعقلية فيضيع …ويضيع …ويضيع. ولا يستيقظ من ضياعه إلا بعد ضياع كل شيء, وأول الأشياء نفسه.
يارا امرأة تزوجت منذ 5 سنوات تقول لـ( عين نيوز) :” عشت قصة حب أعظم من قيس وليلى, لأننا توجنا حبنا بالزواج, وعشت مع زوجي أجمل أيام عمري, وبعد 4 سنوات بدأت تعابير الملل تظهر على ملامح زوجي حين بدأ يتهرب مني تدريجيا بتحججه بالعمل بأوقات متأخرة من اليوم.. الى أن فقدته كليا واستلمته فتاة أخرى غيري – زميلته بالعمل- وحينها أيقنت بأنه ما كان حب قيس وليلى عظيما الا لأنهم حرما من بعضهما ولم يعيشا تحت سقف الزوجية معا.. فبقيى لحبهم معنى الى يومنا هذا..” هذا ما شعرت به يارا, متضامنين معها العديد من النساء المتزوجات, في تعرضهم للخيانة الزوجية..
( عين نيوز) التقت مع اختصاصي علم النفس الدكتور حسن الخطيب, وعرّف الخيانة الزوجية, قائلاً: “الخيانة ظاهرة اجتماعية سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية، ولكنها تختلف من مجتمع لآخر، حسب النظم والسنن الأخلاقية المفروضة…تنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعية، التي تربط بين الأزواج، بسبب بعض السلبيات، او التأثير الخارجي، للثقافات والحضارات، فتؤدي الى زعزعة النظام الأسري، وتفككه نتيجة للصراع القائم بين أفراده.”
الخيانة
ويضيف الخطيب :” ان المفهوم الاجتماعي للخيانة الزوجية قد تبدل وتطور كثيراً عبر العصور، إلا انه بقي يترك الفارق شاسعاً، إن لم يكن متناقضاً، بين توجيه هذه الصفة إلى الزوجة أو إلى الزوج، فالمرأة، غالباً ما كانت توصف بالخائنة، ويتم تحميلها كامل المسئولية، حتى في حالة خيانة زوجها لها، فيما خيانة الزوج، توصف بأنها رجولة، في بعض المجتمعات الريفية… أو في أسوأ الاحتمالات، نزوة عابرة ومقبولة، والخيانة الزوجية في العصر الحديث، قد تكون وصفة الزواج الناجح والمتواصل في بعض المجتمعات… شرط أن تكون موسمية، وغير متكررة كثيرا.”
أحمد العلي (37 عاما) يعتبر بأن الخيانة ليست عيبا على الرجل, معتقدا بان ما يدفعه للخيانة الا تقصير الزوجة بأمور وقضايا لا يفهمها الجنس الأنثوي, ويقول:” أنا مع مبدأ وراء كل رجل عظيم امرأة.. ولكن إذا كانت تلك المرأة غير قادرة على مساندة زوجها عاطفيا ومعنويا, فمن دون شك سيبحث الرجل عن امرأة أخرى تعوض حاجة الرجل في دعم موقفه الرجولي.”
أخصائية العلاقات الزوجية, الدكتورة رندا الشاويش, توضح الأسباب الحقيقة التي تدفع الرجل للخيانة,وتقول:”قد تكون الإجابة صعبة أحيانا، خاصة عندما يكون الرجل متزوجا من سيدة جميلة تحبه، ولديه أطفال، ووظيفة مرموقة، فما السبب الذي قد يدفعه للبحث عن فتاة أخرى؟ هذه بعض الأسباب التي قالها رجال قاموا بعلاقات خارج إطار الزواج وارتكبوا أفظع فعل يمكن أن يقوم به الزوج.”
وتشير الشاويش إلى أسباب الخيانة:” قد يفسر بعض الرجال خيانتهم بأنهم مصابين بالاكتئاب, ولكن الشعور بالكآبة ليس عذرا كافيا لأخذ فتاة غير زوجته إلى السرير.. بدل من أن يحاول التحدث الى زوجته او أحد أصدقائه, والبعض الآخر من الرجال قادرون على إقناع أنفسهم بأن الخيانة ليست تصرفا سيئا بل على انها نزوة عابرة, في هذه الحال يكون قد صدق كذبته وتعايش معها لدرجة أنه لم يعد يشعر بالذنب، فقد برر لنفسه الخيانة على أنها غريزة جسدية لا يستطيع السيطرة عليها.”
مشاكل زوجية
وتوضح الدكتورة رندا بأنه من أحد أسباب الخيانة أيضا هو ما إذا كان الزوج يعتقد بأن كل الرجال في مرحلة ما من حياتهم يخونون زوجاتهم، لأسباب متعددة، فعلى الأرجح بأنه سيحاول أن يقوم بما قام به غيره من الرجال. مبينةً بأنه كلما شعر الرجل بالأمان وبأنه لن ينكشف كلما انخفض مستوى الحرص لديه، وعندها ستتسرب المعلومات وينكشف.
الملل والروتين يمكن أن يجعل الرجال يقومون بتصرفات خارجة عن المألوف، هذا ما أكدت عليه الشاويش, مضيفةً :” بعضهم قد يتبنى هوايات مكلفة أو يشتري سيارات جديدة لا يستطيعون تحمل تكلفتها، وبعضهم سيلاحق النساء. ومع أن أغلب النشاطات التي يكون دافعها السأم ليست سيئة، إلا أن التأثير السيئ يمكن أن يؤدي إلى قرارات أسوء أحيانا”.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire