لا شك في أن الاطفال
هبة من الله تعالى عز وجل و نعمة من نعمه التي يكرم بها خلقه ، و لذلك وجب العناية
بهم و العمل على تربيتهم كما يجب ، جسدياً و عقلياً و نفسياً و روحياً و أخلاقياً
. لا بد أنه و قد تبادر لذهنك السؤال الآتي و لو لمرة واحدة و هو : بماذا يفكر الطفل
الرضيع يا ترى ؟ ! ، في الحقيقة من الصعب جداً تخمين ماذا يجول في عقل ذلك الطفل الصغير
الرائع ، و خاصة أنَّه من الصعب أن يتذكر أيٌ منا نفسه و هو في هذه المرحلة العمرية
، و لكن بمكن لنا من خلال ما يقوم به الطفل من تصرفات و حركات و تعابير مختلفة معرفة
ماذا يريد في تلك اللحظة .
كون ان الطفل الرضيع
جديدٌ على عالمنا ، فهو في الواقع يجهل كيفية التعامل مع هذا العالم ، و يجهل أيضاً
كيفية التواصل مع الآخرين ، و أيضاً يجهل كيفية التعبير عن إحتياجاته . و من نعمة الله
على جميع مخلوقاته أنَّه أوجد فينا الفطرة ، فالطفل بفطرته يبدأ بالتعبير عن إحتياجاته
بالبكاء ، فهو لا يستطيع الكلام و لا يعرف كبف ينطق و بما ينطق ، و بالتالي فهو يجد
انَّه بستطيع التواصل معك بالبكاء ، فعندما يشعر الطفل الرضيع بالجوع يبدأ بالبكاء
و عندما يراك تستجيب لبكائه يكرر ذلك في كل مرة يشعر بها بالجوع ، و نفس الشيء ينطبق
على إحتياجاته الآخرى كالألم و الشعور بالإنتفاخ و وجود الغازات المؤلمة له ، و كذلك
الحال عندما يشعر بالبلل ، و نفس الشيء بالنسبة له عندما يستيقظ فزعاً أو من دون أن
يجد أحداً مالوفاُ له حوله ، و غيرها من الأمور .
من الأمور الأخرى
التي يتواصل بها الطفل الرضيع مع الأشخاص المحيطين به هو الضحك ، فعندما تقوم بعمل
وجهٍ مضحك يعجبه أو حركة معينة لفتت إنتباهه و وجدها مسلية ، فإن الطفل سيقوم بالضحك
لتعبير عن فرحه و شعوره بالتسلية لما يرى . و أيضاً قد تلاحظ بين الحين و الآخر أنَّ
الطفل يركز في أمرٍ معين أو شيءٍ معين ، فتجده يتابع هذا الشيء أينما تحرك و كيفما
تحرك ، و تظهر على وجهه علامات التركيز و الإنبهار ، ذلك أنَّه يشعر و كأنه يكتشف شيئاً
جديداً عليه و غريب . وهناك العديد من الأمثلة الآخرى لكيفية محاولة فهم الطفل ، و
لذلك إذا كان هناك طفلُ جديد في جوارك راقبه و تعرف على كيفية التعامل معه و على كيف
يحاول هو التواصل معك .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire