المدرسة فضاء للتّدرب على الحياة الجماعيّة وممارسة
الحقوق والواجبات
الحياة المدرسية فضاء للتدرّب على الحياة الجماعيّة:
* تمثل المدرسة مجالا للتدرب على الحياة الجماعيّة
والعيش معا.
* لتضطلع المدرسة بدورها على الوجه الأكمل
وجب احترام قواعد العيش الجماعي (التعاون والحوار والتشاور.
* وتكُون مختلف الأطراف بالمؤسسة التربويّة
مَدْعُوة إلى ممارسة حقوقها والالتزام بواجباتها وفق ما تضبطه القوانين الساري بها
العمل.
المدرسة مجال للتمتّع بالحقوق والقيام بالواجبات:
* في رحاب المدرسة يتمتّع التلاميذ بجملة
من الحقوق (الحقّ في التعليم، الحقّ في الإعلام...) ويتدرّبون على أداء واجباتهم (احترام
المربي وكافة أفراد الأسرة التربويّة والالتزام بقواعد العيش الجماعي والمواظبة والاجتهاد
في تحصيل العلم...).
* إنّ وعي مختلف مكوّنات الأسرة التربويّة
بأهميّة التلازم بين الحقّ والواجب يساهم في إرساء علاقات سليمة داخل الوسط المدرسي
ويساعد على تحقيق نتائج إيجابيّة داخلها.
أ- التفعيــــــل:
إن الهدف الذي تسعى إليه كل المجتمعات، وخاصة المجتمع المغربي، أن تكون
المدرسة فعالة وفاعلة. أي تكون إيجابية وذلك بتغيير الواقع والسير به نحو آفاق رحبة
مفعمة بالتنمية والتقدم والنهضة الحقيقية. ولن يتم هذا الهدف الإيجابي إلا إذا كان
هناك تفعيل حقيقي للحياة المدرسية. والتفعيل مصدر فعّل، ويدل التضعيف على الحركة والنشاط
والممارسة الميدانية والخلق والإبداع. ويعني هذا أن التفعيل هو جعل المدرسة مؤسسة فاعلة
ومبدعة وخلاقة ومبتكرة، وألا تكتفي بالتلقين والتعليم، بل لابد من الابتكار والإنتاج.
و هذا التفعيل قد يكون خارجيا أو داخليا ذاتيا، فيتم تفعيل المدرسة خارجيا من خلال
المشاركة والتعاون بين المؤسسة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين وكافة المجتمع المدني.
فالتفعيل هنا يكون بمعنى التغيير والتحريك الإيجابي عن طريق خلق شراكات ومشاريع مع
المؤسسة وتحفيز المبادرة الفردية أو الجماعية لتنشيط المدرسة وتفعيلها إيجابيا. وقد
يكون هذا التفعيل ذاتيا من قبل المتعلم في علاقته مع الإطار التربوي أو الإداري أو
زميله المتعلم داخل فضاء المدرسة.
وهكذا، يحيلنا التفعيل على التغيير والحركية والتفاعل الدينامي والبناء
والنماء والممارسة والخلق والإبداع والتنشيط والمساعدة والتعاون الجماعي. كما يحيلنا
التفعيل على إخراج الحياة المدرسية من السكونية والروتين ورتابة الحياة المغلقة إلى
الحركية ودينامكية الفعل التربوي وتنشيطه إيجابيا. هذا عن مفهوم التفعيل، فماذا عن
مفهومي التنشيط والحياة المدرسية؟ هذا ما سنعرفه في الأسطر الموالية.
ب- التـــنــشيـــــط:
يراد بالتنشيط ذلك الفعل الإيجابي الذي يساهم في تحريك المتعلم وتحرير
طاقته الذهنية والوجدانية والحركية، والمساهمة كذلك في تفتيق المواهب والقدرات المضمرة
أو الظاهرة الموجودة لدى المتعلم تعويضا وتحررا. أما النشاط فهو في معناه العام:"
مايصرف من طاقة عقلية أو بيولوجية. وفي علم النفس هو عملية عقلية أو حركة تصدر تلقائيا
عن الكائن الحي. وغالبا ما يكون فعل التنشيط موجها في مجالات عديدة، مثل المسؤولية
ذات الطابع التربوي التي تجري على هامش العمل المدرسي أو تأتي مكملة له بهدف الحرص
على أن يتمتع التلميذ في هذا العمل بحرية كبيرة في الاختيار والمبادرة. وقد تحيلنا
على المنشط ، فهو الذي يضفي الحيوية على كل تجمع نشاط تعاوني، يثير المبادرات ويكون
حاضرا لا مهيمنا."
إذاً، فالنشاط هو " كل عملية تلقائية سواء أكانت عقلية أم بيولوجية
متوقفة على استخدام طاقة الكائن الحي الانفعالية والعقلية والحركية. وهو كذلك مجموعة
من الأنماط السلوكية الحركية أو المعرفية. يتأسس ويتوقف على استعمال الطاقة الجسمية
أو الوجدانية أو العقلية كدوافع داخلية لخصوصية هذا النشاط في هذا الاتجاه أوذاك. كما
أن النشاط باعتباره أداء عمليا أو فكريا لايمكن اعتباره صادرا عن التلقائية بمفهوم
المصادفة العشوائية أو بمفهوم ميكانيكية وتراتبية الاستجابة والمثير لدى الاتجاه السلوكي". ]
ويقصد بالتنشيط عادة تلك" الأنشطة الثقافية والاجتماعية والثقافية
والرياضية المختلفة التي يمارسها الإنسان بكيفية حرة وتطوعية خارج أوقات العمل المعتادة
مع جماعة معينة من أمثاله، وبتوجيه من شخص يكون في الغالب متخصصا بالتنشيط، يشرف على
هذه الأنشطة ويسهر على تنفيذها قصد تحقيق أهداف تربوية واجتماعية وأخلاقية"-
[3].
ويتفرع عن التنشيط مكونات ضرورية كالمنشط- بالكسر- والمنشط – بالفتح-
(أي المتعلم)، وفعل التنشيط، والنشاط (نتيجة التنشيط).
ج- الحيـــــاة المدرسية:
من المعروف أن المدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية صغرى ضمن المجتمع الأكبر.
ويقوم بتربية النشء وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع لتكييفهم معه. أي إن المدرسة حسب إميل
دوركايم ذات وظيفة سوسيولوجية وتربوية هامة، أي إنها فضاء يقوم بالرعاية والتربية والتنشئة
الاجتماعية وتكوين المواطن الصالح. ومن ثم فالمدرسة "هي المكان أو المؤسسة المخصصة
للتعليم، تنهض بدور تربوي لايقل خطورة عن دورها التعليمي، إنها أداة تواصل نشيطة تصل
الماضي بالحاضر والمستقبل، فهي التي تنقل للأجيال الجديدة تجارب ومعارف الآخرين والمعايير
والقيم التي تبنوها، وكذا مختلف الاختيارات التي ركزوا وحافظوا عليها، بل وأقاموا عليها
مجتمعهم الحالي..." [4]. إذاً، فالمدرسة فضاء تربوي وتعليمي، وأداة للحفاظ على
الهوية والتراث ونقله من جيل إلى آخر، وأس من أسس التنمية والتطور وتقدم المجتمعات
الإنسانية. بيد أن المدرسة لها أدوار فنية وجمالية وتنشيطية أخرى إذ" تتحمل مسؤولية
إعطاء التلاميذ فرصة ممارسة خبراتهم التخييلية وألعابهم الابتكارية التي تعتبر الأساس
لحياة طبيعية يتمتعون فيها بالخبرة والحساسية الفنية".
2-
مقومات الحياة المدرسية:
ترتكز الحياة المدرسية على مجموعة من المقومات الأساسية تتمثل في مايلي:
الحياة المدرسية هي فضاء المواطنة والديمقراطية
وحقوق الإنسان؛
هي مدرسة السعادة والأمان والتحرر والإبداع وتأسيس
مجتمع إنساني حقيقي تفعل فيه جميع العلاقات والمهارات؛
تمثل بيداغوجيا الكفايات والمجزوءات؛
تحقيق الجودة من خلال إرساء الشراكة الحقيقية وإرساء
فلسفة المشاريع؛
التركيز على المتعلم باعتباره القطب الأساس في العملية
البيداغوجية عن طريق تحفيزه معرفيا ووجدانيا وحركيا وتنشيطيا؛
انفتاح المؤسسة على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي؛
المدرسة مجتمع مصغر من العلاقات الإنسانية والتفاعلات
الإيجابية؛
تنشيط المؤسسة ثقافيا وعلميا ورياضيا وفنيا وإعلامياتيا،
وتسخير فضاء المؤسسة لصالح التلميذ عن طريق تزيينها وتجميلها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire