أعلان الهيدر

الرئيسية أسباب المغفرة في رمضان

أسباب المغفرة في رمضان

أسباب المغفرة في رمضان:
أسباب المغفرة في رمضان
السبب الأول: صيام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ كما دلَّ عليه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه[1].
السبب الثاني: قيام رمضان؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه[2].
السبب الثالث: قيام ليلة القدر؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبِه))؛ متفق عليه[3].
السبب الرابع: اجتنابُ كبائر الذنوب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ((الصلوات الخَمس، والجُمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مُكفِّرات ما بينهنَّ إذا اجتنَب الكبائر))؛ رواه مسلم[4].
السبب الخامس: التوبة إلى الله - تعالى - من جميع الذنوب، وهي واجبة دائمًا، ووظيفة العمر كله في رمضان وغيره، فيَنبغي على المسلم الحِرص على التوبة وتجديدها دائمًا، فقد كان النبي يَتوب إلى الله دائمًا، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرةً))؛ رواه البخاري[5].
وعن الأغرِّ المُزني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال: ((يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرَّة))؛ رواه مسلم[6]، بل قال عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما -: ((إن كنا لنعدُّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المَجلس الواحد مائة مرة: ربِّ اغفر لي وتبْ عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم))؛ رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وصحَّحه الترمذي وابن حبان[7].
ورمضان كغيره من الأوقات، بل هو أولى بالتوبة وتجديدها؛ لأنه زمن فاضل، فالأعمال الصالِحة فيه أفضل من غيره، والتوبة من أفضل الأعمال الصالِحة.
وقد قسَّم الله - تعالى - الناس إلى قسمين لا ثالث لهما، فقال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]، قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: قسم العِباد إلى تائب وظالم، وما ثم قسم ثالث البتة، وأوقَع اسم الظالم على من لم يَتب، ولا أظلَم منه لجَهلِه بربه وبحقِّه وبعيب نفسه وآفات أعماله؛ اهـ([8]، وقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى -: واتَّفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة، وأنها واجبة على الفور، ولا يَجوز تأخيرها، سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة؛ اهـ[9
فالواجب علينا أن نُبادِر في أيام الإقبال على الله - تعالى - ونُقلع إقلاعًا عامًّا عن جميع الذنوب، فهذه فرصة العمر وما يدرينا لعلها لا تتكرَّر مرةً أخرى، فالتوبة التوبة يا عباد الله، والأوبة الأوبة إلى الله في هذا الشهر الكريم الذي تُقبِل فيه النفوس على الله - تعالى.
وفي اجتماع هذه الأسباب الكثيرة للتقوى في رمضان لا يكون للمسلم عذر في مُجانَبة التقوى وترك أسبابها، وهي لا تتهيَّأ له في غير هذا الشهر كما تهيأت فيه، فلا يَنبغي أن يكون المسلم عاجزًا عن تَحصيل التقوى بعد أن هيَّأ الله أسبابها الكونية والشرعية.
وفي إقبال أكثر الناس على الطاعة في هذا الشهر تحقيق لإعجاز تشريعي عظيم يَتجلَّى لنا بتحقُّق التقوى في هذا الشهر لكثير من الناس مما لم يكن مُتحقِّقًا في غيره من الشهور.
_____________________________________________________
 [1] رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتسابًا من الإيمان 1: 22 (38)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقَصرِها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح 1: 523 (760).
[2] رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان 1: 22 (37)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقَصرِها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح 1: 523 (759).
[3] رواه البخاري في كتاب صلاة التراويح، باب فضل ليلة القدر 2: 709 (1910)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقَصرِها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح 1: 523 (760).
[4] رواه مسلم في كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجُمعة إلى الجُمعة ورمضان إلى رمضان مُكفِّرات لما بينهنَّ ما اجتُنبت الكبائر 1: 209 (233).
[5] رواه البخاري في كتاب الدعوات، باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليوم والليلة، 5: 2324 (5948).
[6] رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، 4: 2075 (2702).
[7] رواه أحمد 2: 21، وأبو داود في أبواب قراءة القرآن وتحزيبه، باب في الاستغفار، 2: 85 (1516)، وهذا لفظه، والترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا قام من المجلس 5: 494 (3434)، وابن ماجه في كتاب الأدب، باب الاستغفار 2: 1253 (3814)، والبخاري في الأدب المفرد (ص:219) (627)، والنسائي في السنن الكبرى 6: 119 (10292)، قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وصحَّحه ابن حبان 3: 206 (927)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة 2: 89 (556): إسناد صحيح على شرط الشيخين.
[8] مدارج السالكين 1: 178.
[9] شرح صحيح مسلم 17: 59، أول كتاب التوبة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.