أعلان الهيدر

الرئيسية المد في القرآن الكريم ، تعريف المد لغةً و اصطلاحاً

المد في القرآن الكريم ، تعريف المد لغةً و اصطلاحاً

المد  في القرآن الكريم
تعريف المد لغةً و اصطلاحاً
و كيفية وصوله إلينا
المد  في القرآن الكريم

المدُّ في اللغة: الْمَطْلُ، وهو الإطالة والزيادة، تقول: مدَّ الحرف مدًّا، بمعنى طَوَّلَه ، ومنه قوله تعالى: ﴿ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ ﴾ [آل عمران الآية 124] أي يزدكم.
وفي الاصطلاح: هو عبارة عن إطالة الصوت بحرف من حروف المدِّ الثلاثة بزيادات مختلفة على المدِّ الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المدِّ إلاَّ به ، وحد المدِّ مطلقًا طول زمان صوت الحرف فليس بحرف ولا حركة ولا سكون بل هو شكل دال على صورة غيره كالغنة في الأغن فهو صفة للحرف ولا بد للمدِّ من شرط وسبب.
 فالشرط هو حرف المدِّ، والسبب موجبه من سكون أو همز، وحروف المدِّ ثلاثة هي:
1- الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، نحو: ﴿ البَاطل ﴾، ﴿ قَال ﴾، ﴿ الإنْسَان ﴾ وأمثالها.
2- الواو الساكنة المضموم ما قبلها، نحو: ﴿ قالُوْا ﴾، ﴿ يقُوْل ﴾، ﴿ تَكُونُ ﴾ لَه وأمثالها.
3- الياء الساكنة المكسور ما قبلها، نحو: ﴿الذِي﴾، ﴿قِيْل﴾، ﴿دِينَهُم﴾ وأمثالها.
ويُطال الصوت أيضًا بحرفي اللين وهما:
1- الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، نحو ﴿خَوْفٍ﴾، ﴿سَوْء﴾ وأمثالهما.
2- الياء الساكنة المفتوح ما قبلها، نحو ﴿وَالصَّيْف﴾، ﴿الْبَيْتِ﴾، ﴿قُرَيش﴾ وأمثالها.
قال الشيخ المرصفي: (ويتلخص مما ذكر أن الياء والواو تارة توصفان بحرفي المدِّ واللين وذلك إذا سكنتا وانكسر ما قبل الياء وانضم ما قبل الواو. وتارة توصفان بحرفي اللين فقط وذلك إذا سكنتا إثر فتح. وإذا خلتا من هذين الوصفين بأن كانتا متحركتين بأي حركة كانت كانتا حرفي علة فقط والأمثلة غير خفية. وأما الألف فلا توصف إلَّا بحرف المدِّ واللين وهذا الوصف لازم لها لأنها لا تتغير عن سكونها ولا عن فتح ما قبلها بخلاف الواو والياء في أحوالها الثلاثة المتقدمة. ومما تقدم يفهم أن اللين يصدق على الحرف المدِّ فيقال حرف مدٍّ ولين بخلاف العكس فلا يوصف اللين بالمدِّ لا إذا كان هناك يقتضي المدَّ)
دليل المدِّ:
وأصل المدِّ ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه كما في حديث موسى بن يزيد الكندي، أنه كان يُقرئ رجلًا فقرأ الرجل ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ﴾ [6]مرسلة - أي مقصورة - فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله سبحانه وتعالى فقال: وكيف أقرَأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال أقرأنيها: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ﴾ فمدَّها
وذكره الحافظ ابن الجزري في النشر بسنده إلى ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ مقارب وقال فيه: (هذا الحديث حجة ونص في هذا الباب رجال إسناده ثقات)
وقال الشريف ابن يالوشة بعد أن ساق هذا الحديث في شرح المقدمة الجزرية: (والخبر عام في المتصل والمنفصل وغيرهما من أنواع المدِّ)
وورد عن رسول الله سبحانه وتعالى أن قِراءَتَه كانت مدًّا، فعن قتادة رضي الله عنه قال: سألت أنسًا رضي الله عنه عن قراءة النبي سبحانه وتعالى، فقال: (كان يمدُّ مدًّا) [10]. وفي رواية النسائي (كان يمدُّ صوته مدًّا)
قال مكي بن أبي طالب: (فهذا عموم في كل ممدود وذكر الصوت يدل على نفس المدِّ وتأكيد بالمصدر يدل على إشباع المدِّ، وقد قيل: إن معناه: (يصل قراءته بعضها ببعض) من قولهم مددت السير في هذه الليلة، وذكر الحديث لـ (الصوت) يدل على خلاف هذا التأويل. وقوله تعالى ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل 4] يدل على التمهل، والتمهل يعطي المدَّ وهو الاختيار لإجماع أكثر القرَّاء على ذلك ولما فيه من البيان ولما ذكرنا الحديث)
ومعروف لدى الجميع أن القرآن الكريم بجميع أحرفه نُقل إلينا تلقيًا ومشافهةً حتى وصل إلينا بهذه الصورة التي نتلوها اليوم، فقد تلقاه أئمة القراءات من صحابة رسول الله سبحانه وتعالى، وتلقاه الصحابة رضوان الله عليهم من رسول الله سبحانه وتعالى مباشرة من غير واسطة كما مرَّت علينا أسانيدهم في باب التعريف بالقرَّاء العشرة. فالمدود كانت من ضمن ما تلقوه عن رسول الله سبحانه وتعالى بدليل حديث ابن مسعود رضي الله عنه المتقدم.
فلم تأت هذه المدود باجتهاد منهم رضي الله عنهم وأرضاهم إنما ورد الدليل والأثر عن النبي سبحانه وتعالى. لهذا نجد منها ما هو لازم، وما هو واجب، وما هو جائز. وإنما اختلافهم في مقدار الزيادة التي تطرأ على المدِّ الطبيعي.
قال أهل الحديث: (مقدار المدِّ المذكور لقراءة النبي سبحانه وتعالى هو ما ذكره أئمة القراءات وعلماء التجويد وضبطوه في كتبهم)

 ويستنبط من حديث ابن مسعود رضي الله عنه المتقدم أن العرب لا يمدُّون في كلامهم العادي بزيادة المدِّ لاعتراض ابن مسعود على الإعرابي، فجاء هذا الحديث كدليل على أن الزيادة على المدِّ الطبيعي بسبب الهمز والسكون خاص بالقرآن الكريم. أما كلام العرب المنثور فلا مدَّ فيه مطلقًا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.