كيف نحافظ على سلامة العين وحاسة البصر؟
يتمسك
كثير منا بعادات وموروثات خاطئة مثل ضرورة الابتعاد عن التلفاز كي لا يسبب ضررا للعين،
أو إبعاد الكتاب عن العين عند القراءة لأن قربه قد يسبب قصر النظر، في حين أن أشعة
التلفاز أو الكتاب لا يستطيعان تغيير بنية العين ليتسببا بعيوب فيها.
في الوقت
نفسه، يهمل الكثير ما هو أفضل وأهم لسلامة العين مثل الفحص الدوري للعين للتأكد من
ارتفاع ضغطها مثلا أو إصابتها بأي من الأمراض المعروفة مثل الكتاراكت والمياه الزرقاء
أو عيوب انحراف العين وأمراض أخرى قد تتسبب في أسوأ الأحوال بفقدان حاسة الإبصار.
ويهمل
آخرون الأبسط من ذلك مثل استخدام النظارات الشمسية الطبية أثناء التعرض لأشعة الشمس
أو ارتداء نظارات متخصصة عند الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الحاسوب أثناء العمل المكتبي
أو اتباع قواعد صحيحة لنظافة العين.
ما هي
الطرق التي تراها مناسبة للمحافظة على سلامة العين؟ وما هي التوعية اللازمة لذلك؟ وهل
ترى أن على الأسرة واجبات يجب أن تقدم عليها لتوعية الأبناء في سبيل الحفاظ على نعمة
الإبصار؟ أم أن سلامة العين تعتمد على مراجعة المتخصصين فقط؟
1. المراجعة الدورية لطبيب العيون :
تتفاوت
التوصيات بخصوص تكرار فحص العيون تبعاً للعمر وخطر مشاكل العينين والرؤية.
عموماً
يجب أن يفحص البالغون عيونهم كل سنتين حتى بلوغهم الـ60 من العمر، ثم فحصها سنوياً
بعد ذلك. كما يجب أن يكون تكرار الفحص أكثر من ذلك عند الأطفال والبالغين الذين لديهم
خطر الإصابة بمشاكل العيون.
2. إعطاء طبيب العيون التاريخ الطبي :
يجب التأكد
من إخبار طبيب العيون عن أي مشاكل صحيَّة متعلقة بالعين, فأهم ما يمنحه المريض لطبيب
العيون في فحصه هو التاريخ الطبي الدقيق.
لا يدرك
المرضى الصلة بين الأمراض الجسدية ومشاكل العيون غالباً؛ لكن في الحقيقة يمكن كشف الإصابة
بارتفاع ضغط الدم والسكري من خلال النظر إلى المنطقة الخلفية من العين، لذا يجب تنبيه
الطبيب لعوامل الخطورة الموجودة وبذلك يستطيع انتقاء الطريقة الصحيحة خلال الفحص.
كما يفضّل
إعلام الطبيب بالهوايات أو نشاطات الاسترخاء التي يحب المريض ممارستها في وقت فراغه
لمساعدته في إعطاء توصيات مناسبة تساهم في تصحيح مشاكل الرؤية والحفاظ على صحة العينين.
3. عدم التدخين :
أظهرت
الدراسات أنَّ التدخين مضرٌ بالأوعية الدموية بما فيها تلك المحيطة بالعين، وبالتالي
يزداد خطر فقدان الرؤية الناتج عن الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالشيخوخة (AMD) والإصابة بالساد (الماء البيضاء) والزرق (الماء السوداء) واعتلال
الشبكية السكري ومتلازمة العين الجافة بالإضافة لحالات أخرى. إن الإقلاع عن التدخين
شرط أساسي للمحافظة على صحة العيون وإلا فإن كل المحاولات الأخرى في ذلك عديمة النفع.
4. الرمش من وقت لآخر :
يرمش
الإنسان طبيعياً 15-20 مرة في الدقيقة تقريباً. لكن ينخفض هذا المعدل للنصف عند النظر
للشاشة. الرمش مهم لصحة العينان حيث يقوم الجفن العلوي بمد الدمع على مقدمة العين
(القرنية) كما تفعل ماسحات الزجاج الأمامي في السيارة، وإذا لم ترمش العين عدداً كافياً
من المرات تجف القرنية ويشعر عندها المرء بالتخريش.
ينصح
بإتباع قاعدة 20/20/20 عند النظر للشاشة، وهي: النظر لمسافة تبعد 20 قدماً (6 أمتار)
أو أكثر كل 20 دقيقة لمدة 20 ثانية على الأقل؛ وعندها ترمش العينين طبيعياً وتحصل على
بعض الوقت لأخذ قسط من الراحة.
يمكن
استخدام الحاسب النقال في حال المعاناة من مشكلة جفاف العيون بدلاً من الحاسب المكتبي:
فعند استخدام الحاسب النقال يكون نظر المرء متجهاً نحو الأسفل وبالتالي يقل تبخر الدمع
من العينين مما يبقيهما رطبتان.
أما عند
الاضطرار لاستخدام الحاسب المكتبي: فيجب رفع الكرسي أو إمالة الشاشة 4 إنشات تحت مستوى
العين (والتي تقاس من مركز الشاشة) وبذلك يبقى الرأس مستقيماً.
5. التحكم بجودة الهواء في المنزل أو المكتب :
تجعل
أنظمة التدفئة المستخدمة في الشتاء من الهواء الموجود في المنازل والمكاتب جافاً. لذلك
قد يكون من الجيد استخدام معدِّل للرطوبة نقال للمحافظة على رطوبة الجو مما يساعد في
وقاية العين من التخريش الناتج عن الجفاف.
ومن المهم
أيضاً في حال امتلاك حيوان أليف في المنزل عدم السماح بوصول وبره إلى مكان الجلوس أو
الاضطجاع، مثل الأريكة أو الكرسي. فقد تحمل الحيوانات الأليفة، بالإضافة إلى الوبغ
المتساقط، مهيجات أخرى من الجو تسبب التهاب العيون.
6. تناول الطعام السليم والمحافظة على
وزن صحيفقدان الوزن :
تحسن
الحمية الغذائية الغنية بالفواكه والخضار (خصوصاً الخضار الورقية القاتمة) ودهون أوميغا
3 (الموجودة في السلمون والتونا وبذور الكتان والجوز والفاصولياء وبعض المصادر الأخرى)
من صحة العينين وتساعد على حماية البصر.
ويزيد
الوزن المفرط والبدانة من خطر الإصابة ببعض الحالات مثل الزرق والسكري والتي قد تؤدي
لفقدان البصر.
7. تغيير العدسات اللاصقة كل 2-3 أشهر :
يعدُّ
عدم تنظيف العدسات العينية اللاصقة سبباً مهماً لمعاناة المرضى من المضاعفات المرتبطة
باستخدامها؛ حيث يرمي الناس العدسات في جيوبهم ومحافظهم أو يحفظونها في حمام رطب مما
يشكل وسطاً خصباً لنمو الجراثيم. لذلك يجب استبدال العدسات من وقت لآخر وإبقائها في
مكان نظيف وجاف.
يجب التأكد
عند وضع العدسات من عدم وجود أي محلات عليها، وإلا يجب التخلص من هذه المحلات أولاً،
ثم شطفها وتجفيفها قبل حفظها مجدداً.
8. شرب الكافيئين، لكن ليس بكميات كبيرة :
وهي أخبار
جيدة لمحبي القهوة والشاي؛ حيث أنَّ شرب كوبين من المشروبات الحاوية على الكافئيين
يومياً جيد لحماية العينين من الجفاف (يفيد ذلك في المحافظة على إنتاج الدمع والذي
يبقي العين رطبة).
لكن يجب
الانتباه إلى أنَّه قد يستنفد شرب أكثر من كوبين طبقة الدمع ويجفف العينين مما يساهم
في تخريشهما.
9. إراحة العين من شاشة الحاسب :
في حال
العمل أمام شاشة الحاسب طوال اليوم يمكن استخدام قاعدة 20/20/20 للسماح للعيون بأخذ
قسط من الراحة، وهي: النظر لمسافة تبعد 20 قدماً أو أكثر كل 20 دقيقة لمدة 20 ثانية
على الأقل. فيساعد ذلك على زوال تأثير الإجهاد المستمر الذي تتعرض له العينان نتيجة
التركيز بشيء قريب كالقراءة أو النظر إلى شاشة الحاسب.
يجب التأكد
دائماً من المحافظة على مسافة مريحة تساوي ذراعاً عند القراءة أو التمعن في شيء ما.
كما يوجد
سبب آخر لمنح العينين بعض الاستراحة، وهو: انخفاض معدل رمش العين عند التركيز -بغض
النظر فيما إذا كان ذلك أثناء القراءة أو النظر لشاشة الحاسب-بمقدار النصف مقارنة مع
المعدل المعتاد. حيث أنَّ الرَمش عادةً ينشر دموعاً جديدة على سطح القرنية مما يساعد
في المحافظة على رطوبة العيون ويمنع تهيجها. لذلك كلما زاد التركيز زادت إصابة العينين
بالجفاف.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire