السلامة
المرورية
انتشرت في الآونة
الأخيرة عادات وأنماط سلوك سلبية تتعلق بقيادة المركبات، والتعامل مع عناصر المرور
والطريق والمركبة، وأصبحت الحوادث المرورية تشكّل هاجساً مقلقاً لأفراد المجتمع و المسؤولين على حد سواء، فهي من المشكلات
التي تقوم على استنزاف الموارد البشرية والمادية من المجتمع، هذا بالإضافة إلى الانعكاسات
السلبية على صعيد النواحي النفسية التي تصيب الأفراد. لذلك فالحاجة ملحّة اليوم إلى
وجود منهاج تعليمي متكامل تحت عنوان «الثقافة المرورية»، حيث تعتبر الثقافة المرورية
من الأضلع المهمة في مبادئ السلامة المرورية التي تنتهجها أي دولة في العالم.
يمكن القول إنّ الثقافة
المرورية بمفهومها الواسع هي منظومة فكرية منظّمة تقوم على تعزيز الجوانب الحسّية والمعرفية
و المهارية والمعنوية لدى الفرد بهدف تحسين
قدرته على القيادة الإيجابية، وحسن التعامل مع عناصر المرور بشكل عام. وإن اندمجت تلك
الثقافة مع المنظومة الثقافية العامة داخل المجتمع، ودخلت نسيجه الاجتماعي بشكل فعّال،
تحولت إلى نمط سلوكي مستمر يقوم الفرد والجماعة والمجتمع بتطبيقه وحمايته.
إنّ الحادث المروري
ما هو إلا نقطة تجمّع لأحداث مكانية وزمانية تسبقه وتلحقه، لذلك فالدراسات المرورية
أو الدراسات العلمية حول موضوع السلامة المرورية أو الثقافة المرورية ترتبط بمجموعة
من الأحداث المكانية و الزمانية،
لذلك لا يمكن لجهة واحدة أن تتعامل مع مشكلة الحوادث المرورية ونشر الثقافة المرورية،
ولا يمكن لأي جهة علمية أو مؤسسية أو اجتماعية تطوير القطاع المروري وحدها من دون تعاون
الجميع. لذلك، فالخطة العملية لنشر الثقافة المرورية يجب أن تجتمع عليها مجموعة من
المؤسسات لمساعدتها على النجاح والفاعلية انطلاقاً من الأسرة الصغيرة إلى المجتمع الكبير.
إنّ الهدف من عمليات
التوعية ونشر الثقافة المرورية الوصول الى بيئة آمنة خالية من الحوادث المرورية، فهي
بالتالي مسؤولية عامة يجب على الجميع التكاتف معاً للوصول الى ذلك الهدف. وأخيراً لن
أكرر لغة الأرقام والإحصاءات في الحوادث المرورية فهي كفيلة أن تتكلم عن نفسها، ولن
أتكلم عن تغليظ العقوبات بحق المستهترين بقيادة مركباتهم، فالرقابة على النفس يجب أن
تبدأ من داخل الإنسان، والسؤال الآن، هل ستصبح الثقافة المرورية جزءا من ثقافتنا يوما
ما؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire