أعلان الهيدر

الرئيسية انتاج كتابي حول فصل الشتاء ، وصف فصل الشتاء 2

انتاج كتابي حول فصل الشتاء ، وصف فصل الشتاء 2


 وصف فصل الشتاء
انتاج كتابي حول فصل الشتاء
 وصف فصل الشتاء 
الأشجار تكاد جباهها تلامس الأرض كأنها تسجد لباريها تطلب منه العون وتستجديه الرحمة
شجرة تهوي جثة هامدة
حطمت الرياح جذعها
تسمرت عيناي عل جثة الشجرة الممتدة على مرمى بصري
السماء ملبدة بالسحب
برق يخطف الأبصار
تلبدت السماء بالغيوم ونزلت الأمطار كأفواه القرب ظنناها سحابة عابرة لكنها لم تنقشع ولم تزدد الأمطار إلا شدة ولم يزدد الرعد إلا قعقعة وقصفا حتى لكأن الدنيا مجنونة عاودتها نوبتها فهي تصرخ وتقفز وتمزق ثوبها بيدها وتشق حنجرتها بصراخها وازداد الرعد قرقعة وألهب البرق واستشرى وأغدقت السماء وجادت وعصفت الريح وثارت وتدفق السيل.
ألقيت نظرة على الحديقة من خلال النافذة فإذا الأشجار فإذا الأشجار تهتز اهتزازا عنيفا وإذا طبقة من الجليد الناصع تغطي الأعشاب فانقبضت نفسي وتراجعت إلى الوراء متسائلا في حيرة : أأغادر هذا البيت الدافئ لأواجه ذاك الزمهرير الهائج.
سرت في الشارع المقفر مواجها ريحا عاتية تصفع وجهي وتلسع ساقي وتتسرب تحت معطفي فيقشعر جلدي ويرتعش جسمي  وتصطك أسناني فأنطلق مهرولا حانيا ظهري دافنا رأسي بين كتفي ومن حين لآخر أخرج منديلا أمسح به أنفي وقد استحال نبعا لا ينضب ماؤه.
انعقدت في السماء ظلة سوداء فاحتجب قرص الشمس وتلفعت الجبال والهضاب والربي والآكام  بأردية بيضاء من الضباب فما تكاد تقع عين الناظر على منظر مستبين ثم ما لبث الرعد أن قصف قصفا شديدا دوت به أرجاء الجبال وأخذ البرق يرسل شرارته الحمراء من خلال السحب الكثيفة المتراكمة فأثار بعضا منها وعجز عن بعض ثم انفجرت السماء عن أمطار غزار سالت بها الأودية والقيعان وسبحت فيها الربي والهضاب.
انتابني الذعر لمنظر الأشجار الساقطة والجذوع المتهافتة والأغصان المتناثرة والأزهار المبعثرة كأنها تشهد أطلالا بالية قد عصفت بها وبساكنيها أيدي الحدثان وعوادي الزمان فحتى العصافير كانت تغرد تغريدا شجيا هو بالأنين والبكاء أشبه منه بالرجيع والغناء.
وصف فصل الشتاء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.