أعلان الهيدر

تاريخ السليمانيون


 
تاريخ السليمانيون

تاريخ السليمانيون
في عهد الفتوحات الإسلاميه كانت الجيوش تنتقل من الجزيرة والشام للبلاد البعيدة للفتوحات فكانت الجيوش تعود لثكناتها في الشتاء ثم تعاود العمل بعد ذلك ومع بعد الأصقاع التي فتحها المسلمين بدأ الأمويين في إنشاء ما يسمى بالدساكر وهي ثكنات عسكريه ينتقل لها العرب مع عوائلهم من الجزيرة والشام ووصل عدد المهجرين من بلاد العرب لخراسان وحدها في عام واحد مائه ألف شخص وقد أثر هؤلاء السكان العرب في ديموغرافيه البلاد وسيطروا عليها كما أنهم مونوا الجيوش التي أصبحت تنطلق من تلك الثكنات ولا تعود للجزيرة.
ومن تلك العشائر والقبائل التي إنتقلت, إنتقل قاده بني مخزوم كولاة مع عوائلهم، لأن سكان تلك المدن أكثروا القلاقل فأصبح الشائع توليه المدن برجال من قريش لعموم إحترامهم بين القبائل مثل قيس وربيعه ومضر والأزد وتميم وغيرها من القبائل التي إستوطنت مدن خراسان. وكان أول من ولي خراسان من المخزوميين هو جعده بن هبيره المخزومي في عهد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في العام 36هـ.
وفي عهد يزيد ثار أهل كابل على واليها وأسروه فافتداه طلحه بن عبد الله الخزاعي ب 500 ألف درهم وعين مكانه خالد بن عبد الله المخزومي وبعد مقتل والي خراسان عبد الله بن خازم عين أميه بن عبد الله المخزومي واليا لخراسان كلها وكان له ولدين وهما خالد وعبد الله والأخير ولي سجستان وخلال تلك الولاية تكاثر بني مخزوم وأنتقل الكثير مع عوائلهم لخراسان إلا أن توتر علاقة أبناء الوليد مع الأمويين خاصة بعد مقتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بتدبير من معاوية بن أبي سفيان وكون أبناء المهاجر بن خالد علويين الميول وعزل عبد الله بن خالد من قبل الوليد بن عبد الملك ومن ثم عزل أميه المخزومي في العام 78هـ جعلت المخزوميين يستقرون بخراسان ويؤثرونها على عودتهم للشام من جديد وقد عرف بني مخزوم المستقرين في سيستان ونواحي كابل ببني سليمان وقد عقدوا أحلافا مع قبائل البشتون وزوج أحدهم وإسمه عبدالله بن خالد من أبناء خالد بن الوليد إبنته (وقيل حفيدته) لشيخ بشتوني نسل من ذلك الزواج قبيلتين بشتونتين عظيمتين هما السوري واللودي وهي من أشرس القبائل في الحرب وتعرف بهذا الإسم حتى هذا اليوم.
ومع الوقت تكاثر العرب المتمدنين في المدن الخراسانيه الكبرى مثل مرو وهيرات ونيسابور وبلخ وترمذ وغيرها وأخرجت لتك المدن علماء حضاره الإسلام مثل الترمذي والنسائي والبخاري ومسلم وإبن سينا وإبن الهيثم وغيرهم ومن سكان تلك المدن كان فرع آخر من المخزوميين وهو فرع المنيعي بن خالد الذي إنتقل لمرو في عام 132هـ بعد ان خلع العباسيين الأمويين وطردوهم ومواليهم وقد أصبحت رئاسه مرو في ذريته من بعده حتى برزالرئيس أبوعلي حسان المنيعي الشهير باني مسجد نيسابور في عصر ألب إرسلان السلجوقي في القرن الخامس الهجري.
وفي القرن الرابع الهجري حصل حدث مفصلي في تاريخ السليمانيين أدى لسيطرهم فيما بعد على بوادي خراسان بالكامل فبعد أن سكنوا البوادي في سيستان نواحي كابل وتكاثروا حتى بلغ عددهم أربع عشر ألف رجل في عهد الغزنوي وإشتهروا بالمهاره في القتال وشده البأس --ولا غرو فهم من بني مخزوم أصحاب أعنه الخيل وبيت الحرب في قريش من قبل البعثه-- وصل خبر باسهم وشدتهم للغزنوي عبر التجار المتنقلين بين سيستان وغزنه فأرسل إليهم الغزنوي وطلب منهم مد جيشه مقابل إقطاعهم الأراضي وعلى مساحات شاسعة في سيستان وقرات (سوات) وغزنه وكابل لهم فسكنوها وإستفادوا من خير تلك المزارع وتكاثروا هم وذراريهم ، وكان الهدف من ذلك هو مشاركتهم في حروبه ضد الهنود حيث قام الغزنوي بأكثر من سبع عشر حمله لبلاد الهند ، كما إستعان الغزنوي بمنيعيي مرو المخزوميين إيضا تحت إمره أبالحسن المنيعي في جيشه المكون فيالق وسرايا كان في تلك الفيالق بشتون، وخلج وغور أمر السليمانيين عليها لصلتهم بأهل البلاد وإحترامهم لهم بالإضافه لياقي العرب تحت إمره أبو عبدالله الطائي.
ومع مرور الوقت أصبح عرب المدن يعرفون بالتازي (الغازي) وأخيرا بالتاجيك وأفغان الجبال بالبشتون في حين عرف أهل البوادي المخزوميين بالسليمانيين وقد سيطروا عليها سيطره تامه وطردوا جميع المناوئين لهم منها وبالرغم من بداوه السليمانيين إلا إنهم إحتفظوا بعلم واحد عبر السنين وهي مشجرات عوائلهم المرفوعة لجدهم خالد بن الوليد رضي الله عنه ، كما حافظوا على العادات والتقاليد العربية وحافظوا على نقاء عرقهم ولم يكن يجاورهم سوى العلويين وكانوا يستخدمونهم في نشر الدين في الحروب وقد كان في كل قرية سليمانية ولي علوي واحد على الأقل يستفتى ويؤم المصلين ويدعوا خلال الحروب للإسلام.
وفي القرن التاسع الهجري وبعد الغزو لمغولي الذي دمر كابل ونيسابور وسائر مدن خراسان هاجر جزء من العرب للشام في حين هاجر المخزوميين في خراسان نفسها فأنتقل فرع الأبدالي (عبدالعلي) لقندهار وأنفصل عن فرع التارين الذي بقي في كابل وشرقها وبيشاور، في حين إنتقل جزء من المنيعيين لجبال سليمان وعرفوا بالبنقش وأنضم جزء آخر لأبناء عمومتهم بقندهار وعند وصول السليمانيين لقندهار سيطروا على المدينه والبوادي حولها حتى هيرات وطردوا أهلها (الغندره) عن بكره أبيهم لجبال سليمان ومازالت تلك المناطق سليمانيه بالكامل حتى اليوم.
وفي القرن الحادي عشر الهجري قام شاه إيران عباس الأول بدك قندهار وتدميرها وتهجير أهلها موقدا شراره هجرتهم المكثفه للحجاز من جديد قبل أن يستردها فرع غلزاي السليماني الذي إستولى على إيران وخراسان في 1137هـ على يد الأمير أشرف خان ومن ثم عوده الحكم لأحمد شاه الأبدالي الدوراني الذي كون دوله أفغانستان الحديثه وغير أسم البلاد من خراسان وقد إستمر السليمانيين في توارث حكم أفغانستان عبر عده فروع حتى وصول الغزو السوفيتي لها في أواخر القرن الماضي.
وفي مكة المكرمة والطائف إستوطن السليمانيين محلتين سميت بأسمائهم وظهر منهم محدثين وأعلام وقد كان السليمانيين عناصر قويه في جيش الأشراف وكونوا سرايا لحماية قوافل الحجيج فهم قوم صنعتهم الحرب وكان الأشراف يحترمونهم بل أنه قد روي عن أحدهم (الشيخ عبدالكريم الدرويش)أن الشريف حاكم الحجاز كان يُجلسه على كرسي عن يمينه مباشرة، وما كان يجلس عليه إلا شريف، وكان يتشدد في ذلك وعرفوا في ذلك الزمان بالسليمانيين الخلّد كما أن بعض الملالي العلويين أتوا معهم لتلك الأحياء وهناك بعض العوائل السليمانية تنتمي للأشراف العلويين الخرسانيين.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.