أعلان الهيدر

الرئيسية أدلة الإيمان وبراهينه

أدلة الإيمان وبراهينه


أدلة الإيمان وبراهينه

أدلة الإيمان وبراهينه
1. آيات الله في الآفاق والأنفس:
إن آثار صفات الله ومعالم بديع صنعه مبثوثة في كل ناحية من نواحي هذا الكون، فكل ما في الكون من مخلوقات دليل مشاهد على الخالق -سبحانه- الذي خلقه وأحكمه وأبدعه.
وهذه الأدلة والبراهين واضحة الدلالة لأصحاب العقول والألباب التي تريد معرفة الحق، ولذلك خاطبها المولى سبحانه وتعالى، فقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾ [آل عمران:190]
وقال سبحانه وتعالى ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت:53. ]
2. النور الإلهـي:
إن الله العليم بعباده، يقذف نور الإيمان في قلب من يشاء من عباده، فبعلمه وحكمته تنور القلوب بعد أن كانت مظلمة، أو تزداد إيماناً بما جاءها من نور، قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:122]
وقال تعالى ﴿… يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاء ُ… ﴾. [النور:35]
حقيقة الإيمان بالله:
1. إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته. وغالب القرآن الكريم نزل في هذا الأصل العظيم.
قال تعالى: ﴿...فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ*أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ...﴾ [الزمر:2-3]
وقوله سبحانه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ...﴾ [الإسراء:23]
وقوله عز وجل: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر:14]
وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا(

2. الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده وفرضه عليهم من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر. وأهم هذه الأركان وأعظمها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي إخلاص العبادة لله وحده ونفيها عما سواه، وهذا هو معنى لا إله إلا الله؛ فإن معناها لا معبود بحق إلا الله فكل ما عبد من دون الله من بشر أو ملك أو جني أو غير ذلك فكله معبود بالباطل، والمعبود بالحق هو الله وحده كما قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ.
3. الإيمان بأنه خالق العالم ومدبر شئونهم والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته كما يشاء سبحانه وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين جميعا لا خالق غيره، ولا رب سواه، وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح العباد ودعوتهم إلى ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والأجل، وأنه سبحانه لا شريك له في جميع ذلك، كما قال تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
وقال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾. [الأعراف:54]
4. الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في كتابه العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بما تدل عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾. [الشورى:11] وقال عزّ وجل: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾. [النحل:74]
أهمية الإيمان لقبول العمل:
إن الذين لا يؤمنون بالله، ولا يرجون ثوابه، ولا يخافون عقابه يعملون أعمالهم وهم لا يريدون بها وجه الله، فهم بهذا لا يستحقون الثواب عليها؛ لأنهم لم يقصدوا بها وجه الله، بل الكافر معاقب على كفره وضلاله؛ لأنه أعرض عن الاستجابة لدين الله أو كذب به، فهو إذا سمع آيات الله تتلى عليه اتخذها هزواً؛ لذلك فهو معاقب على كفره، وعمله مردود، قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان:23] أي لا وزن له ولا قيمة.
وقال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ﴾ [إبراهيم:18]
فترى أعمال الخير كالصدقة والأعمال الإنسانية محسوبة في ميزان المؤمن يوم القيامة، لكنها عند الكافرين كلها ضائعة، لا تحسب لهم، ولا تكون في ميزانهم، فكل أعمالهم تذهب هباءً منثوراً؛ لأنها لم تبن على الإيمان، ولم يقصد بها وجه الله.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور:39].
ثمرات الإيمان بالله:
1- الحياة الطيبة في الدنيا. قوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [النحل 97].

2- الهداية. في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ [طه 124 - 125]
3- العزة والتمكين والنصر على الأعداء. وقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون 8]
4- الفوز برضوان الله والجنة في الآخرة. وقوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور 55]
5- الإيمان بالله مصدر كل قوة عند المؤمن، فهو يستمد قوته من الله العلي الكبير ويتوكل عليه ويؤمن أنه معه:
قال تعالى: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾. [التوبة 40].
وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ...﴾. [البقرة 256]
وقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. [الحج 38].
6- الإيمان بدار الخلود فهو يوقن أن هذه الحياة ليست مستقره ومنتهاه وما موته إلا رحلة انتقال من دار الفناء إلى دار الخلود وما الموت إلاّ رحلة غير أنّها من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي.

7- الإيمان بالقدر ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة 51] فما بالك بإنسان يعتقد بأن الأجل محدود والرزق مكفول والأشياء بيد الله تعالى.
8- الإيمان بالأخوّة في الله فالمؤمن قوي بإخوانه يشعر بأنه لهم وهم له، يسندونه ويواسونه ويؤنسونه إذا عمل شعر بمشاركتهم وإذا قاتل، قاتل بقوتهم وشعر أن هؤلاء المؤمنين يعيشون في نفسه كما يعيش هو في نفوسهم.
الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو الفطرة التي فطر الله عليها عباده، والإلحاد غاشية طارئة على الإنسان، خرج بها أصحابها عن أصل الخلقة ومقتضى الفطرة.
وإن علم الإيمان هو أشرف العلوم لتعلقه بمعرفة الله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة، وأيضا لما يترتب عليه من تحقق الحياة الطيبة في الحياة الدنيا والفوز بنعيم الخلد وجنة الأبد في الآخرة.
وأمّا الملاحدة واللادينيين الذين لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، ويبررون ذلك بأنه لا تدركه الحواس، فقد اتبعوا بهذه الأقوال سنن أعداء الإيمان الذين كانوا من قبلهم عندما جعلوا رؤية الله شرطا للإيمان. وهذه المكابرة هي منطق الكافرين قديما وحديثا، ولكنها في الحقيقة شبهة باطلة لأن هؤلاء يؤمنون بوجود العقول المفكرة ولم يروها، لذلك فإن الطريق إلى الإيمان بالله عز وجل هو التدبر في آياته، وهي تقود كل منصف إلى الإيمان بالله، وإلى الإيمان بربوبيته وألوهيته سبحانه وتعالى.
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.