أعلان الهيدر

الرئيسية بحث حول مفهوم التكرار

بحث حول مفهوم التكرار


مفهوم التكرار

مفهوم التكرار
        لقد عرف العالم العديد من الثورات الصناعية كونت مجتمعا صناعيا تحكمه " النفعية و المردودية " و التي تمثل جوهر الفكر الاقتصادي و الليبيرالي و من هذا المنطلق نستطيع القول بان نشاطات الانسان العملية التي يحكمها المنطق الصناعي قادرة على شل حركاته الابداعية و الفكرية و بالتالي فان الفن الذي يعتبر من اسمى التعابير الانسانية و ابلغها في الاخبار عن مواجس الانسان و ميولاته و افكاره قادر بدوره الى تحويلها الى اشكال فنية مرتبطة بالواقع المادي الملموس لذلك اتخذت من الموروث الخزفي منطلق ليتماشى في النهاية مع جملة هذه التطورات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية خاصة و ان الانسان العصري اليوم يبحث عن الجديد و عن المتغير يرضي فضوله و ميولاته الذاتية فكان المنتوج الخزفي " حاملة الشموع " اي الشمعدان محاولة للوصول الى ارضاء ذوق المستهلك فهو يتمثل في اشكال هندسية متكررة ( دوائر مختلفة الحجم ) و بتراكيب متنوعة و من هنا تنازلت المفهوم التشكيلي التكرار لانجاز هذا المنتوج الخزفي.
فكيف لمفهوم التكرار أن يساهم في انجاز منتوج خزفي يتماشى و متطلبات المستهلك؟
و إلى أي مدى سيتوافق هذا المفهوم مع حضور عنصر اللون ليحقق جمالية وظيفية؟
دواعي الاختيار:
و من هذا المنطلق كانت رغبتي في تناول مفهوم التكرار من كل جوانبه النظرية و عملية كموضوع للبحث التشكيلي الخزفي يكون منطلقه نموذج خزفي تقليدي إلا و هو" الشمعدان " الذي كان يلعب دور الإضاءة فكان حاملا للشمع و أن في بحثي من خلال هذا المنتوج شاسعة إلى انجاز خزفية بسيطة تقوم في اغلب الحالات على أشكال هندسية بسيطة تحمل الموروث القديم لكن برؤية عصرية جديدة أردت من خلالها إرضاء ذوق المستهلك و بالخصوص المراة فاخترت له شكل الدوائر تكون حاملة للشموع بصفة متكررة مولودة للاختلاف و ذلك من اجل الوصول الى تطبيق أعمق و أكثر خصوصية لمفهوم التكرار.
I.     المفهوم التشكيلي: " التكرار "
1-     تعريف مفهوم التكرار
يتصل مفهوم التكرار بجملة من المعاني المرتبطة بالحياة اليومية فهو يعني إعادة الفعل أو الحركة أو الشيء عدة مرات و ظاهرة أزلية تتجلى بتوالي الليل و النهار و تعاقب الشمس و القمر و الفصول الأربعة و الأيام السبعة فالتكرار معناه كرر الشيء اعاده مرة أخرى و الكره هي المرة و الجمع هي الكرات و الكل هو الرجوع على الشيء فهذا الفعل التشكيلي له جذوره الخزفية الخاصة به حيث يتعلق بإعادة نفس الشكل المكون من عدة وحدات متكررة و متشابهة من حيث التأليف و الخط و اللون و يمكن ان يكون التكرار منظما غير منتظم متغيرا و متتابع بصفة تواترية يضفي حركية إيقاعية و تتجلى عراقة مفهوم التكرار في الزخرفة العربية الإسلامية بتكرار مجموعة من الأشكال الموحدة بصفة منتظمة بالتناوب أو بالتضاء و باعتماد مبدأ التناظر في ترتيب الوحدات المتكونة من مربعات أو العينات و في هذا الخصوص نذكر زخرفة الفسيفساء ذات الزخرفة و التي تتكون من أشكال هندسية بسيطة تكرار حسب إيقاع معين و تظهر بينها إشكال تكميلية اخر ناتجة عن هذا التداخل و قد حاولت في المنتوج الخزفي الذي أنجزته تطبيق فعل التكرار بإعادة أشكال هندسية ( الطوائر ) لتكوين تركيبة الشمعدان و لذلك للوصول إلى البعد التشكيلي للتكرار فهناك بعض التجارب الفنية التشكيلية التي تناولته.
ففيما تتجلى مظاهر التكرار في بعض التجارب الفنية؟
2-     مظاهر التكرار في بعض التجارب الفنية:
يعتبر مفهوم التكرار جدير بالبحث و التفصيل من قبل الفنانين و ذلك في مستوى تجاربهم الفنية المتعددة نذكر منهم " اندري وارول " " Andy Warhol " ، " كلود فيالا" " Claud Villat " و في نفس السياق " فازاريلي " " Vasarely " اهتمامه على الحركة و الذبذبة البصرية من خلال التكرار المتعدد للمفردة باختلافات جزئية في نسبها تحدث لدى المشاهد ايقاعا معينا و متنوعا و ذلك عن طريق إضفاء تدرجات لونية توحي بالايهام البصري في إطار تناسق الألوان و توزيعها وفق ايقاعات بصرية ذات نظم حركية تضفي حيوية و ديناميكية في العمل الفني و في هذا الشأن يقول فازاريلي " إن فكرة الحركة قد امتلكني منذ ان كنت صغيرا ان اللوحة لا تكتمل إلا إذا نظرنا إليها و بالتالي تعيش اللوحة من العلاقة بين العمل و النظر و لا تعيش على الجدار".
و قد انجزني هذا الخصوص العديد من الأعمال الفنية.
و من ناحية أخرى " وارول Warhol "  فقد اعتمد التصوير الفوتوغرافي في إنتاج صور متكررة في مجموعة من أعماله الفنية ( جاكلين كنيدي الموناليزا مارلين مونرت ...) بتكراره صور بعض الشخصيات البارزة في المجتمع كما اتخذ فيالا Villat من شكل قد يوحي بــ "حبة الفاصوليا" مفردة تشكيلية وظفها في أعماله الفنية بطريقة تواترية متكررة على محامل مختلفة بشكل ثابت و لون متغير يخضع العمل لمبدأ التعدد في الوحدة هكذا تساهم المفردة كوحدة متحولة و قابلة للتعدد في تشكيل الفضاء و تجج فاعلية مفهوم التكرار في أعمال بيران Buren الذي أضفاه في أعماله نذكر من بينها " ارفعو التحزيز " Hysez les rayures اقا "البار" " Albert" فقد اعتمد كليا على التكرار مربعات ملونة لخلق خداع بصري و تبسيط لأشكال ليوحي بالحركة في إطار جملة من العلاقات المتباينة بين الألوان الحائزة و الألوان الباردة كذلك يمكن التذكير بأعمال فان ديز بورغ Van Des berg و التي تعتبر عن رغبة في استعمال منظومات الية بواسطة عناصر موحدة للشكل  فانطلاقا من هذه التجارب يجد فعل التكرار معناه العميق فعملية التكرار على حد تعبير نور الدين الهاني " إعادة دون ضجر و بحث في الإعادة لا ينضب " من هنا تتجلى أهمية هذا المفهوم بتقديم افتراضات لا متناهية خاضعة للعبة التركيبة و التحرر من قيود التكرار الآلي.    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.