البوابة الالكترونية: مفاهيم عامة
يرجع
السبب الرئيسي لاستخدام وانتشار مصطلح بوابة إلي مصممي صفحات الويب بالاشتراك مع موردي
الدخول على شبكة الإنترنت قد بحثوا عن نمط جديد يمكنهم من تحويل الصفحة الرئيسية
لموقع الويب من مجرد صفحة ثابتة تقليدية إلي قطاع ديناميكي تفاعلي ينطوي على
مجموعة من المهام والخصائص الرئيسية والتي من أهمها : الاستقبال ، التوجيه
والإرشاد ، معلومات خاصة بالمستفيدين مُعدة وفقا للسمات الشخصية إلي غير ذلك.
وقد أصبح
من الضروري أن تكون بوابة الإنترنت أداة ووسيلة فعالة تهدف إلي ربط
المجتمعات البحثية، وتسهل سُبل التغلب على التحديات التي تواجه الخدمات الخاصة
بتسويق المعلومات، وضمان اتصال مستخدمي الإنترنت المستمر للبوابة، إلي جانب تقديم
المساعدة الفنية والتقنية للمستفيدين بشكل مستمر دون انقطاع وتأمين الصفقات التي
تُعقد عن طريق البوابة وخاصة فيما يتعلق بالاشتراك في الخدمات المتنوعـة على الخط
المباشر من خلال شبكة الإنترنت.
وجديراً
بالذكر أن يـاهو Yahoo يمكن اعتباره أول نموذج مبدئي -من حيث التصميم-
يمكن أن يُطلق عليه لقب بوابة، وكانت بداية نشأته على يد دافيد فليو David Filo وجيرى
يانج Jerry Yang الباحثان
فى جامعة ستانفورد عام 1994، ومنذ ذلك الوقت يتم إثراء يـاهو بصفة مستمرة حتى إنه
يعد الآن من أهم البوابات المتاحة على الشبكة العنكبوتيـة.
وابتداء
من عام 1995 شُهد بدايات بوابات الويب العامة
إضافة إلي يـاهو في الولايات المتحدة الأمريكية نجد كذلك AOL America OnLine الذي
يجذب مئات الآلاف من مستخدمي الشبكة العنكبوتية فى العالم، أما فى فرنسا فقد شهدنا
مولد بوابة ونادو Wanadoo التابعـة للشركة الفرنسية للاتصالات France Télécom التي
ظهرت إلي حيز الوجود فى عام 1996. بعد ذلك ظهرت البوابات الموضوعية ثم توإلي فى الظهور نوع آخر من البوابات هي
بوابات المؤسسات والشركات ابتداء من عام
1988.
ننوه في
هذا الصدد إلي أن إشكالية "بوابات الإنترنت" قد ظهرت بشكل واضح إلي حيز
الوجود منذ سبتمبر 1988 وذلك بهدف التعريف والإحاطة بالأهمية الاستيراتيجية
المتعلقة بهم. حيث إن مصطلح "بوابات" يغطى – في الوقت الراهن- كافة
المجالات والمهن والمجتمعات البحثية بالإضافة إلى العديد من الخدمات المستحدثة.
تطور
ونمو البوابات تتابع باستمرار وبشكل مضطرد حيث إننا وصلنا منذ حوالي خمس سنوات إلي
عدة آلاف من بوابات الإنترنت التي تتضمن بدورها ملايين المواقع. وقد لاقى تصميم
البوابات على الشبكة العنكبوتيـة اهتماماً كبيراً من جانب مجتمع الناشرين
والمحرريين وبصفة أوسع وأعم جميع المؤسسات –وخاصة المكتبات ومراكز المعلومات-
اللاتي يرغبن في تطوير وتنمية أنشطتهم على شبكة الإنترنت.
وبكل تأكيد
نحن لم نصل بعد إلي نهاية التطور فى بوابات الإنترنت وذلك بسبب أن تطور الاحتياجات
وتعقدها يستمر ويتتابع باضطراد.
بالنسبة
لتخصص المكتبات والمعلومات نجد أن التعايش بين البيانات الوثائقية المُهيكلة مثل
قواعد البيانات الببليوجرافية وتلك غير المُهيكلة مثل النصوص والملخصات والرسائل
البريدية ، قد قاد بشكل تدريجى مصممي الخدمات على شبكة الويب إلي اقتراح مفهوم
"البوابات" كنمط جديد للوصول وإتاحة المعلومات.
وعلى ذلك
فأن بوابات المكتبات على شبكة الإنترنت تكمن فى كونها نتيجة لإدارة متميزة لكل
أشكال وأنواع البيانات وتعد إلى جانب ذلك وسيلة جيدة لإتاحة تلك البيانات سواء
داخل نطاق المكتبة عبر منظومة الـIntranet أو على نطاق أوسع عبر الشبكة العنكبوتيـة. فمفهوم
بوابات المكتبات يسمح باجتياز جميع الخدمات المقدمة خلال مواقع الويب التقليدية
بشكل واضح.
وقبل أن
نتناول ذلك الجانب الهام والاستيراتيجى نقوم باستعراض المفاهيم والتعريفات
المتنوعة التي تكشف عن مصطلح "بوابة" .
مفاهيم عامة :
مصطلح
"بوابة" ظهر في البداية ليشير إلي الصفحة الرئيسية لموقع على الشبكة العنكبوتية يدخل إليها
مستخدمو الإنترنت وذلك فى حال اتصاله بشبكة الإنترنت. أما بالنسبة لما يتعلق
بالمكتبات فمصطلح "بوابة" يرتبط كذلك بالصفحة الرئيسية التي تُحيل إلي
كافة الخدمات التي تتيحها المكتبة على الخط المباشر ؛ تطور بعد ذلك مفهوم البوابة لكي
يصبح بمثابة موقع مرجعي يمكن من خلاله إتاحة الوصول إلي كافة المصادر التي تتيحها
المكتبة على الموقع الخاص بها.
من أهم
المفاهيم المتعلقـة بمصطلح البوابة مـا يلي :
1. البوابة من منظور الشبكـة العنكبوتيـة :
من أهم
التعريفات التي نبرزها للبوابات من وجهة نظر الويب ذلك الذي يعتبر البوابة على
أنها منفذ لإتاحة مصادر معلومات متنوعـة (مواقع ويب على شبكة الإنترنت ، قواعد
بيانات ، ملفات متنوعة...) قادرة على تطبيق تقنيات العمل التعاوني الذي يمكن
إجراءه على مصادر المعلومات بهدف خدمة المستفيدين.
حيث إن
مستخدمي البوابة أصبح فى إمكانهم استعراض مجموعات متنوعة من المعلومات نظراً لأن
البوابة تسمح بتجميع ونشر معلومات متعلقة (بالأحداث الجارية ، طلبات ، عروض...)
إلي جانب مجموعة متكاملة من الخدمات التي ترتبط بأي مجال من مجالات المعرفة
البشرية وعلى ذلك فالبوابة يمكن اعتبارها واجهة وظيفتها الرئيسية تَكمن في تبادل
المحتوى الفكري الخاص بها مع بوابات أخرى مما يتيح إمكانية الربط بين العديد من
المكتبات والهيئات والمؤسسات ، إلي جانب المحاكاة التي تكون بين المستفيدين من
ناحية والنظام من ناحية أخرى.
نشير إلي
مفهوم آخر يبرز لنا تنظيم وإتاحة مصادر المعلومات؛ فالبوابة في هذا الصدد تعتبر
أداة أساسية لتجميع ونشر المعلومات ، تلك الأداة تكون قادرة على تنظيم مجلدات
وأعداد ضخمة من المعلومات بحيث يسهل الوصول إليها عبر شبكة الإنترنت. وشيئا فشيئا
ومع التطور التقني المستمر ظهرت قدرات أخرى أساسية وجوهرية للبوابة إلي حيز الوجود
منها على سبيل المثال القدرة على المعالجة والتحليل المنطقي لمصادر المعلومات (التصنيف
والتكشيف والاستخلاص)، وتوليف المعلومات إلي جانب الترجمة الآلية.
يمكن
تعريف بوابة الويب كذلك على أنها معبر تتضمن صفحته الرئيسية بالإضافة إلي محرك بحث
فعال مجموعة من الروابط هدفها الرئيسي ربط العديد من المعلومات والخدمات التي تم
تصميمها خصيصاً من أجل إرشاد وتوجيه مستخدمي شبكة الإنترنت بهدف تسهيل الوصول إلي
المعلومات الرقمية إلي جانب جذب أكبر عدد ممكن من مستخدمي الشبكة إلي درجة أن تصبح
البوابة ضمن مفضلاتهم ومدخلهم الرئيسي للمعلومات الرقمية المتاحة على الإنترنت.
وتجدر
الإشارة إلي أن ذلك التعريف يبرز لنا مجموعة من الخدمات الوظيفية التي يجب أن
تتضمنها بوابات الإنترنت والتي منها :
• خدمات
متنوعة للمعلومات ذات طابع عام من أحداث جارية ، مال وأعمال ، الطقس ....
• إمكانية
الولوج الموضوعي للمعلومات طبقا لمجالات المعرفة البشرية
• أدوات
البحث المختلفة من محركات البحث ، محركات المحركات ، الأدلة، أنظمة البحث الذكية .....
• أدوات
للاتصال من خلال البريد الإلكتروني ، جماعات النقاش والقوائم البريدية والمؤتمرات
الإلكترونية...
• إلي غير
ذلك
ومن خلال
المفاهيم السابقة نستطيع أن نحدد أن البوابة من منظور الويب تمثل نموذجاً معيارياً
متضمناً العديد من الخدمات الموجهة في الأساس إلي المستفيدين. بحيث تكون –
البوابة- نقطة الانطلاق والعودة من جانب مستخدمي الإنترنت للاطلاع على الأنشطة
والخدمات المتاحة عبر البوابة.
2. من وجهة نظر مصممي ومطوري البوابات :
يُعرف
مصممو البوابات مصطلح "البوابة" من خلال التقنيات المستخدمة على أنها
مجموعـة من البرامج والتطبيقات التى تُمكن من استخدام فئات متنوعة من الخدمات
والوظائف ذات محتوى متباين إلي جانب وسائل الاتصال بالبوابة وتقديم المساعدة
الفنية للمستفيدين إذا لزم الأمر.
وجديراً
بالذكر أن الغالبية العظمى من مصممى بوابات الإنترنت يرون أن تصميم وإنشاء
البوابات يدور حول ستة عناصر أساسية هى :
• إتاحة
المعلومات وفقا للسمات الشخصية
• الأدوات
البحثية مثل محركات البحث والأدلة
• الأحداث
الجارية
• قطاع خاص
بالمعلومات
• قطاع خاص
بالاتصال وتبادل الخبرات
• قطاع خاص
بالصفقات والمعاملات التجارية
وجديراً
بالذكر أن تلك العناصر ترتبط وتتكامل مع بعضها البعض وتتشارك فى محيط بيئة واحدة
تكون موجهة فى الأساس إلي جمهور معين ومحدد من المستفيدين.
3. بوابات المكتبات :
يُمكن
اعتبار بوابات المكتبات على أنها قطاع دوره الرئيسى يشتمل على إتاحة - بشكل
مُهيكل- الوصول إلي مصادر المعلومات الوثائقية وذلك من خلال واجهة مرتبطة بتطبيقات
تعمل على ربط المستفيدين بأنظمة متنوعة تتضمن تلك الأخيرة مصادر وموارد معلومات
متباينة.
وجدير
بالذكر إلي أن بوابات المكتبات المتاحة على شبكة الإنترنت تسمح بـ:
•إعادة نشر كل ما هو مطبوع فى الوقت الحالي على
وسائط رقمية إلكترونية.
•ضمان إمكانية الولوج إلي مصادر المعلومات سواء
داخل الشبكة الداخلية للمكتبة Intranet أو تلك المتاحة على شبكة الإنترنت وذلك باستخدام
تقنية النص الفائق والمعتمدة أساساً على روابط بين النصوص بكافة أشكالهـا.
•تصميم وإعداد خدمات إرشادية وتوجيهية لمساعدة
المستفيدين فى التعرف على بوابة المكتبة وذلك عن طريق : إعداد خرائط تُسهل الوصول
إلي صالات الاطلاع والقراءة داخل المكتبة ، وصف التنظيم العام للمكتبة ، تحديد
أماكن الأقسام المتنوعة بالمكتبة إلي جانب التعرف على الأنشطة المختلفة التى تقوم
بها المكتبة.
•من خلال واجهة واحدة فقط عبر بوابة المكتبة يمكن
إتاحة الفرصة إلي إمكانية إستخدام أدوات وخدمات أخرى على شبكة الإنترنت مثل خدمات
تلنت Telnet ، جوفر Gopher ، أف تى بى FTP ، وايس Wais.
•إنشاء واجهات تمكن الإتصال المباشر مع العديد من
قواعد البيانات إلي جانب الفهارس الببليوجرافية الداخلية الخاصة بالمكتبة.
•التعرف على السمات الشخصية للمستفيدين المترددين
على بوابة المكتبة من خلال الحصول على عناصر المعلومات المتعلقة باتجاهاتهم وميولهم
الشخصية والفكرية بالإضافة إلي تخصصاتهم وذلك عبر عدة وسائل لعل من أبرزها ملئ
المستفيد لنماذج على الخط المباشر والتقنيات الخاصة باقتفاء أثر المتصفحين لشبكة
الويب.
وبفضل
التطور الهائل الذي شهدته الشبكة العنكبوتية تجدر الإشارة إلي أن ذلك يمثل إمكانية
فتح نمط جديد للولوج إلي مصادر المعلومات المتاحة ، حيث إن الويب يعتبر أداة لنشر
تلك المصادر ، ويضع في متناول مستخدمي المكتبة نموذجاً بسيطاً وذا كفاءة يهدف إلي
التعلم وتوثيق البحوث ، والوصول إلي التراث الثقافي. يعتبر الويب على الأخص بيئـة
تقنية لا غنى عنها في تصميم وإنشاء بوابات المكتبات وخاصة المكتبات الرقمية.
إتاحة
المكتبات على شبكة الإنترنت عبر إنشاء بوابات لها ، يجب أن يسمح بإعادة تحديث
الوظائف الأساسية التقليدية المنوط بالمكتبات القيام بها خاصة فيما يتعلق بتأهيل
وتدريب الهيئة العاملة إلي جانب المستفيدين على استراتجيات البحث المتقدمة على
المعلومات ومصادرهـا، هذا إلي جانب خلق مهام جديدة.
فيما
يتعلق بعدد لا بأس به من المكتبات التي شرعت بتصميم بوابات على شبكة الويب نجد
أنها تضع العديد من الخدمات لروادها فلا تكتفي –على سبيل المثال- بمجرد الاطلاع
على فهارسها على الخط المباشر بل تعرض
أدلة إرشادية موضوعية مفهرسة ومصنفة والتي تتضمن العديد من قواعد البيانات ومواقع
الويب المنتقاة وفق معايير محددة سلفاً أعدها المتخصيين بالمكتبة. هذه الوظيفة
المرجعية تتشابه إلي حد كبير مع الأنشطة التقليدية المتعلقة بالتحليل الوثائقي الذي
يستخدم مع الفهرسة والتكشيف.
وفى هذا
الإطار نقدم التعريف الخاص بالمكتبة الوطنية الأسترالية لبوابات المكتبات حيث إن
تلك المكتبة ترى أن بوابات الويب يمكن تعريفها على أنها خليط متنوع من الخدمات
المتاحة بالفعل إلي جانب خدمات أخرى مستحدثة مثل إتاحة المعلومات طبقا للسمات
الشخصية للمستفيدين، وخدمات خاصة بالتعرف على المستفيدين المترددين على بوابة
المكتبة إلي جانب خدمات متعلقة بالبحث الآلي للمعلومات مثل بروتوكول Z39.50 ومعيارSGML و XML. ونتيجة
هذا الخلط والاندماج يتجلى في إمكانية الوصول واستعراض محتوى رقمي إلكتروني.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire