الآيات التي تؤكد حقائق الإيمان بالله بالفطرة
سورة
ابراهيم :
هو
الذي فطر السماوات و الأرض فطرها على أن تؤمن به .
سورة
الإسراء :
ولذلك
فالذي فطر السماوات و الأرض فطرها على أنها تؤمن به بدافعٍ من بنيتها و خلقها ،
وقال تعالى في آية أخرى :
سورة
الروم :
نقطة
دقيقة جداً أتمنى عليكم أن تكونوا في مستواها ، النبات أوضح شيء ، ترى نبتةً يقال
لك إن هذه النبتة تحتاج سقيا في الأسبوع مرة فلو أكثرت عليها الماء تموت ، وهذه
النبتة تحتاج ثلاث مراتٍ سقيا أسبوعياً و هذه النبتة بالشهر مرة ، وهذه النبتة
نبات الصالون ، تزدهر في الغرف ،و هذه النبتة لا تزدهر إلا في أشعة الشمس ، فلو
جلست مع صاحب حدائق لديه خبرات عالمية لوجدت أنه يعلم طباع كل نبتة ، فهذه النبتة
تحتاج إلى ظل ، وإلى شمس مبرقعة " بوضع أقمشة خفيفة في بعض البيوت
البلاستيكية " وهذه تحتاج إلى ضوء ، وهذه تنمو في البيوت في الغرف ، وهذه
تحتاج إلى سقيا كثيرة ، وهذا النبات لا ينمو إلا في الماء كالزنبق الذي يجب أن
يغمر في الماء . إذاً ربنا عزّ وجل خلق في النباتات شيئين : شيئاً ظاهراً لعينك
مثل طولها ، وشكلها ، وأوراقها ، وألوانها ، وأزهارها ، وأشياء تكتشفها مع الأيام
وهي طباعها ، وطباعها هي الفطرة التي فطرها الله عليها ، أي حاجاتها وطباعها ،
وأنواعها ، ومواسمها ، وأوقات ازدهارها أي أشياء دقيقة جداً ، فمثلاً بعض النباتات
يزهر مرتين في السنة ، وآخر خلال شهر ، وهذا النبات تسقط أوراقه ، وهذا أزهاره
فواحة ، وهذا أزهاره ليست لها رائحة ، وهذا أوراقه كثيفة ، وذاك أوراقه مبعثرة ،
فطرة الله التي فطرَ النبات عليها ، كما أن النبات له طِباع ، مثلاً النباتات إن
لم تسقِها لاتنمو ، الباذنجان يحتاج إلى تعطيش إلى أن يذبل وبعد أن يذبل تعطيه
الماء فينمو ، والرز يحتاج إلى غمرٍ في الماء " وهذه خبرة الفلاح وكل نبات
يعرف طباعه " فالتفاح ينمو في المرتفعات ، والحمضيات في السواحل ، والحمضيات
لا تنمو بالرياح إذاً فهي تحتاج إلى مصدات رياح ، وطباع هذا النبات هكذا ، فهذا
ينمو في أفريقيا ويحتاج إلى رطوبة عالية ، وهذا النبات ينمو في الصحراء فالشوكيات
كلها صحراوية ، و هذا النبات قطبي ، وهذا نبات ينمو في قاع البحر ، وفي الأنهار ،
وهذه هي الفطرة لكل مخلوقٍ ، غير النواحي المادية طباعُهُ ، حاجاته ، أطواره ،
تطوراته هي الفطرة ، فالإنسان مفطور على حب الكمال وهكذا فُطِر ، ومفطور على حب
الإحسان ، وقد خلق ضعيفاً ، وعجولاً ، وهلوعاً هذه هي فطرته . فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا
تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " .
أما
هذه الفطرة فقد تنطمس بفعل انغماس الإنسان في الشهوات فيتحول هذا الإنسان إلى وحشٍ
بشري .
وهناك
امرأة في فرنسا لها ولد ، أغلقت عليه البيت و سافرت إلى عند صديقتها فمات بعد
أسبوعين ، جوعاً و عطشاً ، ويوجد حالات نادرة فهذه الأم تشوهت فطرتها
.
وإنسان
آخر دخل في بعض القرى و ذبح امرأته و أولاده الخمسة ، وهذا فطرته مشوهة
.
ويوجد
حالات نادرة جداً الفطرة التي فطر الله الناس عليها تتشوه . فهذا موضوع الفطرة و
هو موضوع طويل ، لكن الإنسان من دون تعقيدات في بنيته النفسية ، وبطبيعته وطريقة
خلقه ، وبفطرته التي فطره الله عليها مؤمن بالله ، وهذا هو الأصل فإذا كفر أو إذا
أنكر أو إذا ألحد اضطربت نفسه واختل توازنه وقست ردوده وأصبح مريضاً
.
وهناك
أشخاص ليسوا في مشفى المجانين لكنهم قريبون جداً من الجنون ، ترى أحدهم عنيداً
لدرجة أنه يطلّق امرأته لسببٍ تافه ، ويفصل الشركة مع شريكه لأتفه سبب ،و يقتل
إنساناً لأن بقرته دخلت إلى أرضه و أكلت بعض الحشائش ، هذه واقعة وهذه حالات نادرة
.. الآن القسم الثاني من الدرس :
إذا
تركنا الفطرة جانباً كان البحث العلمي بما فيه من استدلالٍ نظري واختبارٍ وتجربة
سبيلاً إلى التعرف على حقيقة وجود الخالق جل وعلا .
الآن
دعونا من الفطرة ، دعونا من الإحساس الفطري بوجود الله ، وأوضح مثلٍ له إذا ركب
الإنسان الملحد في باخرة أو طائرة وشعر أن هذه الطائرة أو أن الباخرة في خطرٍ محقق
عندئذٍ انظر له ماذا يقول ، كل واحدٍ يدعو الله بلغته و يرجوه و يتوسل إليه لأنه
استيقظت فطرته .
أو
شيء يوجد نقطة مهمة جداً في هذا الموضوع ، هذا الدين من عند الله ، الله سبحانه
وتعالى عليم بكل شيء ، وهذه المجرات والشمس والقمر والبحار والسماوات والأسماك
والأطيار والنباتات والحيوانات وأي شيء مبني على علم بالغ ، مثلاً الناموسة إذا
وقعت على يديه لا يشعر بشيءٍ إطلاقاً ، لا بتأنيب الضمير ولا بوخز الضمير ، ولا
بشعور أنه قتل قتيلاً ولا بأنه ارتكب إثماً ، ولا ارتكب معصيةً ، ولا أنه أزهق
نفساً من غير سبب لتفاهتها عن الخلق ، ومع ذلك هذه الناموسة فيها رادار ، وفيها
جهاز تحليل دم ، و جهاز تمييع دم ، و جهاز تخدير ، و جناح يرف أربعة آلاف رفة في
الثانية ، وفيها ثلاثة قلوب ، و محاجم ، و مخالب ، و ذكاء ، فالناموسة تختبئ وراء
الستار أو وراء السرير ، إذا استيقظت وأشعلت المصباح فأين هي ؟ إنها تختبئ لأنها
تعرف أنك غضبت منها وأنك تهم بقتلها ، تختبئ في مكانٍ لا تراها فيه ، هذه الناموسة
عندها علم .
الحوت
كم فيه من علم ؟ وزنه تقريباً مائة وثلاثون طناً وطوله ثلاثون إلى أربعين متراً ،
وفيه خمسون طناً دهناً ، وخمسون طناً لحماً ، وثلاثون طناً عظماً تقريباً ، ويخرج
منه تسعون برميلاً زيتاً ، إذا أراد أن يتناول وجبة خفيفة فإنه يأكل 4 طن و يرضع
صغيره 300 كغ حليب بالوجبة " ببرونة " ، 3 وجبات طناً حليباً ، باليوم
الواحد يرضع صغيره طن حليب ، فهل الحوت مبني بلا علم .
وإذا
قلت لأحدٍ في أوروبا إن هناك عالماً في البلاد الإسلامية ينكر أن تكون الأرض كروية
فهل يشك بعلمه أم يشك بالدين ؟ يشك بالدين طبعاً ، إذا قلت له إن العالم الإسلامي
الكبير ينكر أن تكون الأرض كروية ، جاء بمجلةٍ في بعض الدول الأجنبية ، كتبوا فيها
فلان العالم الفلاني يقول الأرض مسطحة في عام 1975 ، إذا قرأ الناس هذا الخبر بخطٍ
عريض و قد ذهبوا إلى القمر و رأوا الأرض بأم أعينهم كرةً وصوروها و المجلات
العلمية طافحة بصور الأرض وهي كرة ، والأقمار الصناعية تصور كل دقيقةٍ ، الأرض كرة
وهناك من رآها كرة، فإذا قرأت في مجلةٍ أن العالم الفلاني يقول إن الأرض مسطحة فهل
تشك بالدين أم بالعلم ؟ ساعتها أشك بالدين فالإمام الغزالي يقول " إن هذا
الذي يطلّع على هذه الحقائق إن قيل له جهلاً إنها خِلاف الشرع إنما يرتاب في الدين
ولا يرتاب من هذه الحقائق و عندئذٍ يكون كمن طعن في الدين " ، فلا تتسرع لأن
العلم لا يناقض الدين أبداً ، ولا تنف شيئاً ثابتاً علمياً دفاعاً عن الدين فإن
الدين لا ينقضه .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire