أعلان الهيدر

الرئيسية الواجبات المفروضة على الأبناء داخل الأسرة

الواجبات المفروضة على الأبناء داخل الأسرة


الواجبات المفروضة على الأبناء داخل الأسرة

الواجبات المفروضة على الأبناء داخل الأسرة
كما أن للأبناء حقوقًا فإن عليهم واجبات حيث إن الواجبات المفروضة على الأبناء تتمثَّل أو تسير في اتجاهين، هما:
أ- واجبات نحو الآباء.
ب- واجبات نحو الإخوة والأخوات.
أولاً: واجبات الأبناء نحو الآباء:  
وهي تدور بين البر والطاعة لأن ذلك ثمرةُ تقديرِ الجميل والجهد والرعاية الطويلة التي حصل عليها الابن من أبويه، وخاصة أمه؛ حيث قال -تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، فلم يَقْرِن الله - سبحانه وتعالى - أحدًا بالشكر معه - وهو الخالق البارئ - غيرَ الأبوين؛ تقديرًا لجهدهما وجهادهما.
والبر له صور مادية وأخرى معنوية:
فمن الصور المادية: تعهدُهما بالنفقة والرعاية إذا كانا في حاجة، وبالهدايا وتلبية المطالب المحبَّبة إلى نفوسهما إذا لم يكونا في حاجة.
ومن الصور المعنوية للبرِّ: تعليمُهما وإرشادهما إذا كانتْ فرصة التعليم قد فاتتْهما، ثم إعانتهما على أداء الحقوقِ الواجبة عليهما من أداء الفرائض، وسداد الديون، وصلة أرحامهما.
ومن البر المعنوي أيضًا أن يكونَ الابن صورةً كريمة للأخلاق الفاضلة، فيقر عين والديه، ويجلب لهما الدعوة الصالحة ممَّن يشاهدون أفعاله وأعماله، ويتأكَّد البر ويلزم عند بلوغ الأبوين سن الشيخوخة والكبر، ويقول الله -تعالى- في هذا الشأن: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23- 24].
أما الطاعة، فهي تختلفُ حسبَ السنِّ؛ حيث ينبغي طاعتُهما في الصغرلأنهما أعرفُ الناس بحاجته وأقدر على وزن الأمور منه وعند الكِبَر يَجِبُ تقدير رأيِهما واستشارتهما وطاعتهما في المعروف، وقد قرَّر القرآن الكريم ذلك حين أمر فقط بمخالفتهما في الشرك بالله وما فيه معصية،قال -تعالى-: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]
ثانيًا: واجبات نحو الإخوة والأخوات:
وتتمثل في المحبة، والصداقة الأخوية - وهي الصداقة الطبيعية - وفي الوفاق وتقدير كلِّ أخ لباقي الإخوة، وفي التضامن الذي يقوم على محاربة الأنانية، وغرس حب الغير والمشاركة الوجدانية بين عناصر الأسرة.
و قد أوجب الإسلام على الأبناء للآباء والأمهات حقوقاً كثيرة منها :
1-     احترامهما فلا يتفوه نحوهما بكلمة تغضبهما أو تسيء إليهما أو تعكر مزاجهما {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ} الإسراء 23 
2-     نهى الإسلام عن رفع الصوت بسب أو شتم أو نهر أو زجر أو لوم أو عتاب بحضرتهما {وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} الإسراء 23
3-     جعل الإسلام أساس التعامل معهما بالكلمة الطيبة والألفاظ الحسنة والعبارات الكريمة {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} الإسراء 23
4-     حض الإسلام الأولاد على الإنفاق على الوالدين وتحقيق رغبتهما وتلبية طلباتهما بدون تأفف أو ضجر حتى قال صلى الله عليه وسلم في ذلك {أَنْتَ وَمَالُكَ لأبِيكَ}
5-     أوصى الإسلام باستشارة الوالدين في أموره المهمة في حياته كزواج أو سفر أو عمل
عنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال: "رضا الرَّبِّ في رضا الوالد, وسخَط الرَّبِّ في سخَط الوالد"رواه التِّرمذي
6-     جعل الإسلام بر الوالدين وهو الإحسان إليهما والقيام بأمورهما والسعي لقضاء مصالحهما أول شيء يجب أن يهتم المسلم به في حياته بعد القيام بحقوق الله {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} الإسراء23
7-     حذر الإسلام من عقوق الوالدين {أي عدم طاعتهم} وجعله موجباً لسوء الخاتمة وتوعد العاق بأن هذا الذنب وحده وهو العقوق لا بد أن يعاقب به فاعله في حياته قبل موته قال صلى الله عليه وسلم {كُلُّ الذُّنوب يُؤَخِّرُ الله ما شاءَ مِنْها إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِلّا عُقوقَ الْوالِدَيْنِ ، فَإِنَّ الله تَعالى يُعَجِّلُهُ لِصاحِبِهِ في الْحياةِ قَبْلَ الْمَماتِ}
لا يتوقف بر الإنسان لوالديه في الإسلام على حياتهما بل جعل الإسلام حقاً للوالدين في البر بهما بعد موتهما قال رجل {هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ وَالِدِيَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ؟ قَالَ : نَعَمْ ، الصَّلاةُ عَلَيْهِمَا ، وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا ، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا بَعْدَهُمَا ، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لا رَحِمَ لَك إلا مِنْ قِبَلِهِمَا}

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.