الإيمان بالمصير
المصير و معنى الحياة :
الإيمان
بالآخرة فريضة فلا يصح إيمان المسلم إلا بالإيمان بهذا الركن من أركان العقيدة
الإسلامية فالإيمان باليوم الآخر لا ينفك عن الإيمان بالله تعالى ومنكره كافر، و
هذا ما يجعل المؤمن يتعقل أحواله
المستقبلية من خلال التفكير في مصيره
فالحياة الدنيا للمؤمن هي طريق للآخرة.
العلامات الصغرى ليوم القيامة :
روي
عن أنس بن مالك في صحيح البخاري : لا تقوم الساعة - وإما قال : من أشراط الساعة -
أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا ، ويقل الرجال، ويكثر النساء حتى يكون للخمسين
امرأة القيم الواحد. روي
عن أبو هريرة في صحيح البخاري: لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، فيكون بينهما
مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة. ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون، قريبا من
ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله.
العلامات الكبرى ليوم القيامة :
روي
عن حذيفة بن أسيد الغفاري في صحيح مسلم:اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن
نتذاكر. فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعة. قال " إنها لن
تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ". فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس
من مغربها، ونزول عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج. وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق،
وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى
محشرهم ".
من معاني البعث في القرآن الكريم :
البعث
في القرآن له ثلاثة معاني : البعث بمعنى الإرسال والبعث بمعنى الإحياء بعد
الموت والبعث بمعنى القيام والعرض أمام الله عز وجل للحساب والجزاء عن أعمال
الدنيا
1- البعث بمعنى إرسال الرسل إلى الناس :
"قال
تعالى ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى
فرعون وملئه... الأعراف 103- و قال
سبحانه و تعالى أيضا " ثم بعثنا من
بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات " يونس 74
2-البعث بمعنى الإحياء بعد الموت : "
ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ": البقرة 56 ويتعلق الأمر ببني
إسرائيل الذين قالوا لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام لن نؤمن بالتوراة حتى
نرى الله جهرة فأماتهم الله ثم أحياهم بعد أن تاب عليهم . وجاء في سورة الكهف 19
" وكذلك بعثناهم " ويتعلق الأمر بأهل الكهف الذين أماتهم الله عز وجل
ثلاث مئة سنة ثم بعثهم أي أحياهم بعد الموت. وهناك دليل آخر في سورة مريم 15
" وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" وهدا قول الله تعالى عن
نبيه يحي بن زكريا عليهما السلام.
3-البعث بمعنى الحشر والعرض أو القيام أمام الله تعالى : الأموات الذين أحياهم الله تعالى يصعد بهم الملائكة من أرض الدنيا إلى
أرض الجنة وجهنم بالسماوات على شكل أفواج متتابعة. و يجتمعون في حياة البرزخ
بالسماوات في أرض الجنة وجهنم في انتظار البعث أي العرض والقيامة أمام الله تعالى
للحساب والجزاء عن أعمال الدنيا المسجلة في كتبهم. والدليل نجده في سورة المؤمنون15-16
" ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون"أي تقومون
وتعرضون من حياة البرزخ إلى الوقوف أمام الله تعالى والملائكة للحساب.
قال
تعالى ( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) 36
البقرة - لقد خلق الله الإنسان لأداء وظيفة الاستخلاف في الأرض و أرسل تعالى الرسل
ليبينوا للإنسان الطريقة المثلى لأداء أمانة الاستخلاف فمن أحسن العمل فيجازى
بالنعيم المقيم و أما من عصى فجهنم و بئس المصير قال تعالى : " قلنا اهبطوا
منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين
كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " البقرة 38-39 وقال تعالى " يا بني آدم إما يأتينكم رسل
منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا
بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" الأعراف 35-36 -
قال تعالى : "ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون"
يونس 14 قال تعالى "قوله تعالى في " وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون" الذاريات 56
الحياة
الدنيا مؤقتة لأنها تنتهي بالنسبة للإنسان بموته العادي وبالنسبة لكافة الناس
بزلزلة الأرض وفناء كل من عليها بأمر من الله تعالى عندما تقوم الساعة الكبرى .
والحياة الدنيا فترة ابتلاء و امتحان و اختبار من الله للناس " فأما من طغى
وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن
الهوى فإن الجنة هي المأوى" النازعات
37-41. فالحياة الدنيا مؤقتة وامتحان وابتلاء لكل إنسان قبل موته قال تعالى في
سورة الملك 1-2 " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت
والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور" فالموت حقيقة وخاتمة حتمية لكل إنسان بالدنيا
لقوله تعالى في سورة الرحمان 26-27 " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو
الجلال والإكرام " وفي سورة مريم 40 " إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون " وفي سورة العنكبوت 57
" كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون" وفي سورة آل عمران 185 " كل
نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة
فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ". وفي سورة القصص 88 " كل
شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون
". لا يستثنى أي إنسان من الموت في
الدنيا والبعث للحساب عن أعماله أبدا. ولا يستطيع أحد حماية نفسه من الموت
المحتوم. لقوله تعالى في سورة الجمعة 8 " قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم
ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "
عندما
يحيي الله الميت ويبعثه للحساب والجزاء عن أعماله التي عملها في الدنيا يكون مصيره
جهنم أو الجنة. فلا يموت المبعوث مرة أخرى في الآخرة أبدا. لكن حياة أهل الجنة
أبدية وخالدة في السعادة والرحمة والدليل على ذلك ورد في سورة الصافات 58-60 " أفما نحن بميتين إلا
موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم ". وهذا قول الله
تعالى على لسان أهل الجنة. وجاء في سورة الدخان 56-57 " لا يذوقون فيها الموت
إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذالك هو الفوز العظيم".و
قال سبحانه و تعالى في سورة الغاشية 8-16
" وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية فيها عين
جارية فيها سرر مرفوعة و أكواب موضوعة و نمارق مصفوفة و زرابي مبثوثة ". و
أما أصحاب جهنم الذين أدخلوا إليها جزاء عن أعمالهم السيئة التي عملوها في الحياة
الدنيا قبل الموت فإنهم خالدون في العذاب ما هم بميتين ولا بأحياء. بل يكونون
مقيدين في السلاسل والأغلال يعذبهم الملائكة بأمر من الله عز وجل وباستمرار.
والدليل نجده في سورة الرعد 5 "
وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " وجاء في سورة
الغاشية 2-7 " وجوه يومئذ خاشعة
عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن
ولا يغني من جوع ". فأصحاب جهنم في العذاب الدائم ما هم بأموات ولا أحياء
لقوله تعالى في سورة طه 74 " إنه من
يأتي ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي " وقال جل جلاله في سورة
الأعلى 12-13 " الذي يصلى النار الكبرى
ثم لا يموت فيها ولا يحي " وإبراهيم 15-17 "
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire