الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالكتب من أركان العقيدة الإسلامية:
الإيمان
بالكتب السماوية المنزلة من عند الله عز وجل إلى أنبيائه ورسله ثابت بالقرآن
الكريم والسنة النبوية والإجماع، يقول تعالى: ﴿ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ
وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285]، ويقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله...» فجعل الإيمان بالكتب
بعد الإيمان بالملائكة وقبل الإيمان بالرسل.
الإيمان بالكتب إجمالاً:
يجب
الإيمان إجمالاً بكل الكتب السماوية التي أنزلها الله على الأنبياء والرسل سواء
سماها الله وذكرها في القرآن، أو لم يذكرها، حيث يقول تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ
أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا
اخْتَلَفُوا فِيه... ﴾ [البقرة: 213]، ويقول سبحانه: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ
كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ
الْمُنِيرِ ﴾ [آل عمران: 184]، ومعنى ذلك أن الأنبياء والرسل السابقين أنزل الله
عليهم الكتب مبشرين بها ومنذرين للناس.
الإيمان بالكتب تفصيلاً:
وأما
الكتب والصحف التي وردت أسماؤها في القرآن الكريم والسنة النبوية، فيجب الإيمان
بها تفصيلاً وهي كما يلي:
1- صحف إبراهيم وموسى:
يقول تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى *صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ
وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 18-19]، ويقول سبحانه: ﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي
صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم: 36-37]
2- التوراة: وهي
الكتاب السماوي المنزل على نبي الله موسى عليه السلام حيث تلقاها من الله عز وجل
بعد أن كتبها له بيده، يقول تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 145]، ويقول سبحانه ﴿
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ ﴾ [المائدة: 44]، وهي تختلف
عما يسمى بالأسفار الخمسة: [سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاوين، سفر التثنية،
سفر العدد]، والتي يزعم اليهود أنها أسفار موسى الخمسة، رغم أن أحبارهم هم الذين
كتبوها بأيديهم، وحرفوا التوراة الأصلية، وأخفوا كثيراً منها، فخلطوا الحق بالباطل.
3- الزبور: وهو
ما أنزل على النبي داود عليه السلام يقول تعالى ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً ﴾
[الإسراء: 55]، ويختلف عما يعرف في أسفار اليهود بـ(المزامير).
4- الإنجيل: وهو
الكتاب الذي أنزله الله عز وجل على عيسى بن مريم عليهما السلام يقول تعالى: ﴿
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ
وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً
لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 46]
الإيمان بالكتب السماوية
وهو
يختلف تماماً عما يعرف عند النصارى في العهد الجديد بالأناجيل الأربعة: [إنجيل متى
- إنجيل لوقا - إنجيل مرقس - إنجيل يوحنا].
5- القرآن الكريم: وهو
آخر الكتب السماوية، أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم وتعهد سبحانه وتعالى بحفظه فقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]
لذلك
فقد جعله متضمناً لخلاصة التعاليم الإلهية التي تضمنتها الكتب السابقة، ومؤيداً
ومصدقاً لما جاء فيها من توحيد الله وعبادته، وجامعاً لما تفرق فيها من مكارم
الأخلاق والفضائل يقول تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا
جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 48]، ومعنى أنه مهيمن على ما سبقه من الكتب:
رقيب عليها وحافظ، فهو يحكم عليها ويقر ما فيها من حق، ويبين ما طرأ عليها من
تحريف وتصحيف وتغيير، وما وافقه منها فهو الحق، وما خالفه منها فهو الباطل.
معنى الإيمان بالكتب السماوية :
معنى
الإيمان بالكتب السماوية، وحكم الاطلاع عليها هل يجوز وأني مسلم أن أطلع على
الإنجيل وأقرأ ما فيه من باب الإطلاع فقط ، ولا لأي غرض آخر ، وهل الإيمان بالكتب
السماوية يعني الإيمان بأنها من عند الله ، أم نؤمن بما جاء فيها .
معنى الإيمان بالكتب السماوية، وحكم الاطلاع عليها :
على
كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله: التوراة والإنجيل والزبور، يؤمن أن الله
أنزل الكتب على الأنبياء، وأنزل عليهم صحفاً فيها الأمر والنهي والوعظ والتنفير
والإخبار عن بعض الأمور الماضية، وعن أمرور الجنة والنار، ونحو ذلك، لكن ليس له أن
يستعملها؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير، فليس له أن يقتني التوراة أو
الإنجيل أو الزبور أو يقرأ فيهما أو يقرأ فيها؛ لأن هذا خطر، وربما كذب بحق، أو
صدق بباطل، فإن هذه الكتب قد حرفت وغيرت ودخلها من أولئك اليهود والنصارى وغيرهم
التبديل والتحريف والتقديم والتأخير، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم القرآن
الكريم، وقد روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى في يد عمر شيئاً من
التوراة فغضب وقال: أفي شك يا ابن الخطاب، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لو كان موسى
حياً ما وسعه إلا اتباعي. عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أننا ننصحك وننصح غيرك أن
لا تأخذوا منها شيئاً، لا من التوراة ولا من الإنجيل ولا من الزبور ولا تقتنوا
شيئاً، ولا تقرؤوا منها شيئاً بل إذا وجدك عندكم شيء فادفنوه أو حرقوه لأن الحق الذي
فيها قد جاء ما يغني عنه في كتاب الله القرآن، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو
منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك وأن يحذر من أن يطلع عليها فربما
صدق بباطل وربما كذب الحق، فطريق السلامة السلمة منها إما بدفنها وإما بحرقها، قد
يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما
دعى النبي التوراة لمن أنكر الرجل اليهود حتى اطلع عليها عليه الصلاة والسلام
واعترفوا بعد ذلك، فالمقصود أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى
اطلاع التوراة أو الإنجيل أو الزبور للقصد الإسلامي للرد على أعداء الله، ولبيان
فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من
هذا، بل متى وجد عندهم شيء من التوراة أو الإنجيل أو الزبور فالجواب دفنها
وإحراقها حتى لا يظل بها أحد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire