أعلان الهيدر

آفات البخل


آفات البخل
آفات البخل
1 (إن البخل: مضر للبخيل في دينه، فهو يمنعه من أداء الزكاة والصدقة وإكرام الضيف والجار، وصلة الأرحام، قال تعالى: { ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير } [ آل عمران: 180 ] ، أي لا يحسبن البخيل أن جمعه المال ينفعه، بل مضرة عليه في دينه وربما كان في دنياه، ثم أخبر بمآل أمر ماله يوم القيامة فقال تعالى: { سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة } [ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (1/442) ] .
ومانع الزكاة يعذب بأبشع العذاب، قال صلى الله عليه وسلم: ( من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه – يعني بشدقيه – ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك ) [ الزبيبة: نكتة سوداء فوق عين الحية، وقيل هما نقطتان تكتنفان فاها، وقيل هما زبدتان في شدقيها، النهاية (2/292) ] [ البخاري (1/433) برقم (1403) واللفظ له، ومسلم (2/685) ]  
(2 إن الشح: مهلكة ومدعاة إلى القتل والنهب والسلب: فبسبب منع الزكاة والعطف على المحتاجين ربما زجت بهم الفاقة إذا لم يكن يردعهم الوازع الديني إلى السلب والنهب والقتل، وبغض ذوي الأموال، وقد حذرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم منه، وبين لنا مضاره على المجتمع، فقال عيله الصلاة والسلام: ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) [ مسلم (4/1996) برقم (56-2578 ) ] .
3 (إن البخل باب للتلف، والعطاء باب للنماء والزيادة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ) [ مسلم (2/700) برقم (57-1010) ] .
(4 ومن آفاته أن يظهر البخيل بمظهر الفقر والهيئة الرثة من جراء بخله على نفسه. فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحوص أن يري أثر ماله، فعن أبي الأحوص عن أبيه قال: ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني سيئ الهيئة، فقال صلى الله عليه وسلم: هل لك من شيء ؟ قال: نعم، من كل المال قد آتاني الله. فقال: إذا كان لك مال فليرَ عليك )[ النسائي (8/196) برقم (5294) وقال الألباني صحيح، صحيح سنن النسائي برقم (4888) ] .
5 (إن البخل من خصال أهل الكتاب كما قال تعالى: { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } [ النساء: 37 ] . قال ابن كثير رحمه الله: وقد حمل بعض السلف هذه الآية على بخل اليهود بإظهار العلم الذي عندهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وكتمانهم ذلك، ولهذا قال تعالى: { وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } [ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (1/508 ) ] .
فوصفهم ببخل العلم، وبخل المال، وإن كان السياق يدل على أن البخل بالعلم هو المقصود، وقد ابتلي به طوائف المنتسبين إلى العلم، فإنهم تارة يكتمونه بخلاً به، وكراهة أن ينال غيرهم من الفضل ما نالوه، وتارة اعتياضاً عنه برئاسة، أو مال ويخافون من إظهاره انتقاص رياستهم أو مالهم [ ابن تيمية، اقتضاء الصراط المستقيم]

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.