أعلان الهيدر

الرئيسية الشاعر احمد محمد الخليفة

الشاعر احمد محمد الخليفة


الشاعر احمد محمد الخليفة

تاريخ حياته ونشأته
لا غرو أن تنجب البحرين شاعراً فذاً رقيق الحس والمشاعر كالشاعر أحمد محمد الخليفة  وهي التي عودتنا دائماً وأبدا بأن تثمر حدائقها الأدبية شاعراً مجيداً أو أديباً عتيداً بين الفينة والفينة  ففي تاريخ البحرين وحاضرها أشرا قات رائعة من المجد الأدبي والثقافي  تألقت خلال فترات من العهود الماضية والحاضرة  تحدث عنها الأدباء وامتلأت صحائفها بالأشعار  فهي لا تستقر إلا على عز ومجد ولا تعيش إلا لبناء وعمل جادين .
نشأ أحمد محمد الخليفة في كنف بيئة رائعة الجمال يعانق مياه الخليج سواحلها وأسرة عريقة لها باع طويل في ميدان الشعر والعز والجاه  وتأثر بشاعرين عظيمين ألا وهما: الشاعر السوري عمر أبو ريشه والمصري علي محمود طه .
وفي مضمار الحديث عن الشاعر أحمد محمد الخليفة تطوف أمامنا مواكب كثيرة من ذكريات حياته وإشعاعات من مفاخر علمه ونشأته  نظراً للعلاقة الكبرى والمميزة بين مجد الشاعر من جهة ومجد موطنه من جهة أخرى  ومن هنا فإنه يعنينا كثيراً أن نعرف عن حياته وأعماله الأدبية والشعرية بشيء من التفصيل .
أحمد محمد الخليفة واحد من كبار الشعراء المعاصرين الذين جمع الشعر من طرفيه فصيحه ونبطه  وهو شاعر مبدع يعيش في مجتمعه بمشاعره فتتفاعل أحاسيسه مع ما يعيشه من أحوال ومناسبات  وما يتعاقب عليه من أحداث ترحة أو مرحة . فيصبح أكثر تأثراً من أي فرد آخر من هذا المجتمع بالظاهرة الماثلة التي أثرت في المحيط حوله سلباً أو إيجاباً  فكان أجدر بالتعمق في نتائجها لتعبّر قريحته بالمفيد .
وأبياته الشعرية تقف اليوم وغداً كالنجوم الساطعة في الشعر العربي لسهولة لفظها  وطريقة موضعها  وواقية آرائها .
ولد أحمد محمد الخليفة في قرية الجسرة عام 1929 ميلادية وانتقل إلى قرية الزلاق وعمره لم يتجاوز السنوات الثلاث لينشأ فيها ويترعرع ويهنأ بطفولته وصباه بين بساتينها الوارفة الظلال  ورياضها الغناء  وجمع في حياته تلك  الحياة في بيئة صحراوية  مارس نشاطه البدني والفكري بين رمالها وكثبانها  وشمسها المشرقة .
سار أحمد محمد الخليفة صعداً في مدارج الشعر برقة وعذوبة وكون ثقافته الأدبية من اطلاعه الخاص  له شعره المتبحر في الأدب الشعبي  وقصائد ذاتية في التعبير عن معاناة الإنسان الخليجي إزاء حياته ومجتمعه  فلم تخل بعض من قصائده من معاناة وإحساس ذاتي  وتغلب على شعره أحياناً كثيرة النزعة الرومانسية ولا عجب في ذلك فقد تأثر بشكل مباشر بالشعراء الرومانسيين العرب .
فحين بلغ شاعرنا الثالثة والعشرين من العمر غادر الزلاق إلى القضيبية من ضواحي مدينة المنامة ليستقر ويبدأ من هناك أولى مراحل عمره الأدبية  وتلقى تعليمه في مدرسة المنامة الثانوية للبنين على حين تلقى دروسه في مادة اللغة العربية بالذات على يد الشيخ يوسف الصديقي وغيره من علماء اللغة والدين في تلك الحقبة من الزمان .
اتجهت أنظار الشعراء والأدباء في أواسط الأربعينيات من هذا القرن إلى البحرين وإلى اسم جديد مبدع ونجم ساطع يلمع في سماء هذا الوطن المعطاء  وذلك حينما نشرت إحدى الصحف الإذاعية أبياتاً رقيقة وقع عليها أحمد محمد الخليفة – البحرين – على حد تعبير عبد الله محمد الطائي في كتابه الأدب المعاصر في الخليج العربي .
وفي الخمسينيات بدأ أحمد محمد الخليفة ينشر قصائده تباعاً في غزل رقيق يجمع فيها عواطفه الغرامية بمظاهر بيئة البحرين الخلابة في معان فريدة  فتألق بسرعة البرق  وأخذ بألباب الأدباء والشعراء وراسله أو كتب إليه الكثيرون منهم مكبرين فيه رقة شاعريته وعذوبة ألحانه الحانية والمتكاملة  وبذلك برز بشعره مطمحاً للأمل ودليلاً قاطعاً يخلده لنا بأن من سار على الدرب وصل .
وبرقته وعذوبته وألفته تعد واسطة العقد التي تشد بخيوط المودة والتآلف النفسي والعقلي والفكري والوجداني لدى كوكبة من فرسان الخمسينيات والستينيات جمعتهم بعضهم به مقاعد الدراسة أو مهنة الأدب والشعر  فلم يكن من الصعب اكتشاف أن الدكتور غازي القصيبي والأستاذ ناصر بوحميد والشاعر عبد الرحمن رفيع هم أقربنا إلى قلب الشاعر أحمد محمد الخليفة وعقله  وأن محمود طه وعمر أبو ريشه – كما سبق وأشرت – هما مصدر الكثير من وحي شعره الوجداني والقومي والوصفي  وأن المرحوم الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة والمغفور له الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة هما حسه ومشاعره وعنوان دربه  وهما من أفراد أسرته وأهل بيته  كما أنه يحمل للشاعر إبراهيم العريِّض من المحبة والتقدير ما يفوق بعض معايشاته المعلنة في مجالس الشيوخ تحت عنوان منطلق هموم الشعر والكتابة والإبداع عند معلمه .
صدرت له في عام 1955 أول مجموعة شعرية أسماها ( أغاني البحرين) ( والأغاني كما تعلمون ) كما يقول عبد الله الطائي ( أنغام تتصاعد إلى الأفق إلى النجوم  ولكنها قد تلتقي بحواجز تمنعها من التحليق فتية في هذا الكون كما يتبعه المخدوع بالسراب) .
 وتلت هذا الديوان مجموعاته الأخرى الثلاث والتي جمعها مؤخراً مع ديوانه الأول في ديوان واحد تحت عنوان ( العناقيد الأربعة ) يضم بين أبياته من الشعر الوصفي والوجداني والقومي أبدع الشعر وأجمله وأرقه .
ولنأت إلى قول منصور محمد سرحان عنه في كتابه ( واقع الحركة الفكرية في البحرين ) الذي صدر له حديثاً  جاء فيه ( أثرت الطبيعة بشكل مباشر على عناوين دواوينه ومن بينها ( القمر والنخيل ) و ( غيوم في الصيف ) و ( ديوان العناقيد الأربعة ) و ( بقايا الغدران ) وقد صدر للشاعر عام 1992 ستة دواوين التزم فيها بالقصيدة العمودية  وكان تأثره البالغ في العديد من دواوين الشعراء الذين ينظمون القصيدة العمودية مما أدى إلى إثراء هذا النهج الكلاسيكي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.