أعلان الهيدر

الرئيسية تلخيص معمق لقصة الكرنك – نجيب محفوظ

تلخيص معمق لقصة الكرنك – نجيب محفوظ


تلخيص معمق لقصة الكرنك – نجيب محفوظ
تلخيص معمق لقصة الكرنك – نجيب محفوظ
العنوان وغيبياته :
كعادته يخرج علينا نجيب محفوظ بعمل يحمل اسما من شأنه أن يولد الحيرة في نفوس المتلقين ؛ ولكن ثمة أمرًا آخراً : إن المتلقي الذكي الذي تلقى من قبل القاهرة الجديدة ، وخان الخليلي – وخاصة – زقاق المدق ( طبعت 1947 م ) يستطيع أن يستوعب الكرنك إثر الانتهاء الفوري من قراءتها .
هناك تشابه كبير بين الكرنك وزقاق المدق – وبالطبع الكرنك هي من شابهت زقاق المدق لأسبقية الزقاق على الكرنك – وهذا التشابه يكمن في عنوان كلتا الروايتين ؛ حيث إن زقاق المدق هذا كان اسم المكان الذي دارت فيه أحداث الرواية التي حملت اسمه ، ووقت ظهور الرواية خرجت أقلام النقاد لتتناول هذا العمل الجديد من نوعه في الرواية العربية بأسرها ، وهو ان يخرج كاتبٌ نصاً روائيًا يكون المكان فيه هو البطل الأول للعمل ، وهذا بالفعل ما قاله بعض النقاد ، حيث أكدوا على أن الزقاق كان هو البطل في الرواية بلا منازع .
الفقرة الأولى في العمل و أثرها في تكوين الانطباع الأول عن العمل و كاتبه
نص الفقرة :
" اهتديت إلى مقهى الكرنك مصادفة ، ذهبت يومًا إلى شارع المهدي لإصلاح ساعتي ... قررت مهادنة الوقت في مشاهدة الساعات والحلي والتحف التي تعرضها الدكاكين على الصفين ؛ عثرت على المقهى في تنقلي فقصدته ؛ ومنذ تلك الساعة صار مجلسي المفضل . رغم صغره وانزوائه في شارع جانبي ...."
أوصاف المكان ، والزمان ، والشخصيات ؛ ومدلولاتها :
- الكرنك هو المقهى الذي حوى شريحة تمثل الطبقة المتوسطة في مصر .
فهو مقهى يوجد في شارع المهدي في شارع جانبي متفرع منه ، وطالما إنه يوجد في هذا الحي و هذا الشارع من القاهرة فإنه للوهلة الأولى يدل على أن مرتاديه من أبناء الطبقة المتوسطة التي أنتجتها الثورة ( ثورة 1952 م ) من خلال مجانية التعليم وقانون الإصلاح الزراعي والإقطاع ، والتي تمثل غالبية الشعب المصري .
- وبالنسبة لانتقاء نجيب محفوظ لهذا الاسم للمقهى " الكرنك " فقد سبق الحديث عنه في عنصر العنوان وغيبياته، و قد أشرت فيه أن نجيب تعمد هذا الانتقاء لكي يحدد للعمل هويته المكانية و ذلك لجميع المتلقين حول العالم ممن قد يكونوا يجهلون مصرية نجيب محفوظ ، غير أن أمرًا آخر يضاف و هو أن الكرنك هذا دلالة على أصالة هذه البلاد ومن سكنها .
- فمسمى الكرنك هذا يعد رمزًا قصد من ورائه نجيب محفوظ " مصر " هذا عن المكان.
- أما الزمان فهو مصر قبيل النكسة وبعدها ، وقد ظهر الزمان جليًا في السرد و على ألسنة شخصيات العمل ، وهذا عندما بدأ نجيب في تطعيم العمل ببعض الأحداث و الحقائق التاريخية التي دلت على الزمان ، ففترة الاعتقالات التي أصابت مثقفي البلاد من قبل حكومة الثورة ما كانت إلا قبيل النكسة ، ثم حشد الجيش بكامل قواته أيضًا ما كان إلا قبيل النكسة ، ثم إفصاح الشخصيات ( إسماعيل الشيخ ، وزينب دياب ) عن السر في الإفراج عنهم و ذلك في الاعتقال الثالث و الذي كان هو يوم 5 يونيو 1967 م ، فهذا اليوم كان هو السر في الإفراج عنهم صحيح أنهم اعتقلوهم قبله و تم الإفراج عنهم بعده بأسابيع ، ولكنه هو العامل الرئيسي في الإفراج عنهم .
الخاتمة ومغزى النص :
بعد أن انتهيت من عرض العناصر التي قمت من خلالها بمحاولة وضع دراسة لرواية نجيب محفوظ الكرنك يجدر بي أن أشير إلى أن نجيب محفوظ ذاته كان منتميًا لثورة يوليو والإصلاح و هذا كما قال هو في حوار أجراه معه الكاتب عبد العال الحمامصي وضمه في كتاب :" هكذا تكلم نجيب محفوظ " يقول نجيب محفوظ :
ثورة يوليو البناءة قريبة إلى وجداني ، ولكن في نفس الوقت بجانب انتمائي لها تناقص استكمالها بالديمقراطية ، لذلك أفسدوها عند التطبيق و هكذا أنتقد الثورة من موضع الانتماء لا من موضع الرفض .
-        إن نجيب محفوظ عندما يضع وصفًا للقهوة في النص صـ4 و يقول : " القهوة فاخرة و الماء نقي عذب و الفنجان و الكوب آيتان في النظافة عذوبة قرنفلة ، وقار الشيوخ ، حيوية الشباب ، جمال الفتاة ، وموقع المقهى في وسط المدينة الكبيرة يصلح استراحة لجوال مثلي وثمة عناق حار بين الماضي و الحاضر ، الماضي العزب ، والحاضر المجيد .... "

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.