مفهوم الحرب
هي
نزاع مسلح تبادلي بين دولتين أو أكثر من الكيانات غير المنسجمة، حيث الهدف منها هو
إعادة تنظيم الجغرافية السياسية للحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكل ذاتي. قال
المنظر العسكري البروسي كارل فون كلاوزفيتز في كتابه عن الحرب أنها "عمليات
مستمرة من العلاقات السياسية، ولكنها تقوم على وسائل مختلفة." وتعد الحرب هي
عبارة عن تفاعل بين اثنين أو أكثر من القوى المتعارضة والتي لديها "صراع في
الرغبات" ويستخدم هذا المصطلح أيضا
كرمز للصراع غير العسكري، مثل الحرب الطبقية.
لا
تعد الحرب بالضرورة أن تكون احتلالا أو قتلا أو إبادة جماعية بسبب طبيعة المعاملة
بالمثل كنتيجة للعنف، أو الطبيعة المنظمة للوحدات المتورطة.
الحرب
الأهلية هي حرب بين الفصائل لمواطني بلد واحد (كما هو الحال في الحرب الأهلية
الأمريكية)، أو بشكل آخر هي نزاع بين دولتين تم إنشاؤهما من أصل واحد ومتحد سابقا.
الحرب بالوكالة هي حرب تنتج عندما تستعين قوتين بأطراف ثالثة كبدائل لقتال بعضهم
البعض بشكل مباشر.
وللحرب
كيانها الثقافي وممارستها ليست مرتبطة بنوع وحيد من التنظيم السياسي أو المجتمعي.
بدلا من ذلك، كما تمت مناقشته من قبل جون كيغان في تأريخه للحرب، فإن الحرب هي
ظاهرة عالمية، وشكلها ونطاقها يحددها المجتمع الذي يقوم بها. تمتد سير الحرب على
طول سلسلة متصلة من الحروب القبلية شبه العالمية والتي بدأت قبل التاريخ المسجل
للإنسان، ثم إلى حروب بين المدن أو الأمم أو الإمبراطوريات.
بالمعنى
العسكري المنظم، فإن المجموعة من المقاتلين ودعمهم يسمى الجيش على الأرض، ويسمى
القوات البحرية في البحر، والقوات الجوية في الهواء. قد تجرى الحروب في وقت واحد
على واحد أو أكثر من المسارح المختلفة. داخل كل مسرح، قد يكون هناك واحد أو أكثر
من الحملات العسكرية المتوالية. وتشمل الحملة العسكرية ليس فقط القتال، بل أيضا
الاستخبارات، وتحركات القوات والإمدادات والدعاية، وغيرها من العناصر. وهناك فترة
من الصراع الضاري المستمر تسمى تقليديا المعركة، مع أن هذه المصطلحات لا تطبق على
النزاعات التي تشمل الطائرات والصواريخ والقنابل وحدها، في ظل غياب القوات البرية
أو البحرية. أيضا يوجد هناك العديد من الأفعال الأخرى التي يمكن اتخاذها بواسطة
القوات العسكرية أثناء الحرب، ويمكن أن تشمل هذه الأفعال بحوث الأسلحة،
والاعتقالات و الاغتيالات والاحتلال، وقد تحدث الإبادة الجماعية في بعض الحالات.
وبما
أن الجوانب الإستراتيجية والتكتيكية للحرب تتبدل دائما، فإن النظريات والمذاهب
المتعلقة بالحرب غالبا ما تصاغ قبل، أثناء، وبعد كل حرب كبرى. قال كارل فون
كلاوزفيتس : "إن لكل عصر نوعه الخاص من الحروب، والظروف الخاصة، والتحيزات
المميزة."
لا
تقتصر الحرب على الجنس البشري ؛ حيث ينخرط النمل في صراعات هائلة داخلية من الممكن
أن توصف بأنها حرب، وقطيع الشمبانزي تتشارك وكأنها مجموعة حربية. ونظريا فإن
الأنواع الأخرى أيضا تنخرط في سلوك مماثل، مع أن هذا لم يتم توثيقه بشكل جيد تعتبر
الحرب واحدة من الظواهر الحتمية في حياة الإنسان، واكبت مسيرته على هذه الأرض
وكانت معلماً بارزاً في تاريخه الطويل. و لأن الحرب كذلك فقد استحوذت -كسواها من
فروع المعرفة الإنسانية- على اهتمام كثير من المفكرين والدارسين الذين حاولوا
الوصول إلى استنتاجات ومبادئ وقوانين عامة لهذه الظاهرة المعقدة من خلال الدراسة
المقارنة لتجارب الحروب الإنسانية على مختلف أنماطها.
وظهرت
بواكير المؤلفات في هذا المجال قبل أكثر من ست وعشرين قرنا على يد بعض العسكريين
الصينيين تلتها مؤلفات أخرى لعسكريين ومفكرين اغريق ورومان وعرب وأوروبيين تناولت
جميعها بعض المفاهيم والمبادئ الأساسية والتفصيلية للحرب. مما نتج عنه نشوء فرع
جديد من فروع المعرفة الإنسانية اصطلح على تسميته (الفن العسكري) أو (الفن الحربي).
وكنتيجة
حتمية للتطور والتوسع الهائل في مجال المعرفة العسكرية قسم الفن العسكري إلى
مستويات ثلاثة رئيسيه هي :
1-الإستراتيجية
العليا أو الشاملة.
2-الإستراتيجية
العسكرية.
3-التخطيط
(التعبية).
غير أن هذا التقسيم الذي اعتمدته
المدرسة العسكرية الغربية تقريبا لما يطابق تماما ما اعتمدته المدرسة العسكرية
الشرقية وبعض مفكري المدرسة الأولى الذين اعتمدا تقسيمات أخرى لا تختلف عن التقسيم
آنف الذكر في المضمون وان اختلفت في الشكل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire