الجنوب التونسي : السياحة في الجنوب
التونسي
الجنوب
التونسي الجنوب التونسي ليس الصحراء فقط، إنه مناظر طبيعية متماوجة، حيث
يبدو كلّ شيء متلاشيا أمام الضوء الذي يغشى العيون ،إنّه ذلك المشهد الشبيه بسطح
القمر حيث الوهاد والمسارب التي توصل المرء إلى رحلة خيالية مليئة بالمغامرات.
و في
هذه الربوع الجميلة يمكننا تخيل كثبان الرمل الضخمة لنشعر ببعض من روح الصحراء
التونسية! المتنوعة التضاريس و المعالم! فهناك القرى البربرية المشيدة على قمم
الجبال و القصور الصحراوية ذات الطابع الفريد والمنازل المنحوتة في الصخر تحت
الأرض.
السياحة
الصحراوية في تونس
ليست
كل المسافات الشاسعة والخالية من النبات تسمى صحراء الصحراء عالم خاص.الصحراء عالم
متناسق بفضائها وحيواناتها ونباتها الفضاء الشاسع يستولي على الألباب لأنه ينبئ
بأن في نهاية المطاف توجد الواحة.
السير
في الصحراء حلو لأنه يقربنا من أنفسنا في عزلة محمودة...ولأننا نعلم أنه أيضا في
نهاية الطريق توجد حرارة اللقاء مع البشر.ولأن اللقاء في الصحراء .نادر فإننا نتوق
اليه كثيرا.
إن
السير في الرمال الكثيفة على وتيرة خطى القافلة يغمر الإنسان حتما بنوع من حب
الحياة والسعادة وبشعور من الطهارة العميقة وباللقاء عندما تفضي الصحراء على القرى
البربرية الشامخة على قمم الجبال أو الرابضة في السهول أو المختفية تحت أنفاق
الأرض.فالصحراء مرصعة بالقرى البربرية والقصور التاريخية الخالدة.
القصور
و السياحة الصحراوية في تونس
القصور
ظاهرة معمارية يتميز بها أقصى الجنوب التونسي,وهي رمز ومعلم حضاري هام يدل على عمق
تاريخ المنطقة,دلت عبر القرون على مدى قدرة الإنسان على التأقلم , وقد عرفت هذه
المعالم تطورات عديدة منذ العصر القديم إلى الآن. لكن هذه المعالم ليست معزولة عن
تقاليد معمارية انتشرت في منطقة المغرب العربي من الأراضي الليبية المتاخمة عبر
مسالك جبال نفوسة وصولا إلى المنطقة الجنوبية من سلسلة الأطلس المغربية مرورا
بجبال مطماطة التونسية ومنطقة المراب الجزائرية، وترتكز القصور في الشرق التونسي
بولايتي مدنين وتطاوين اذ تجاوز عددها150 قصرا,ويحتوي الواحد منها أكثر من 300
غرفة وتشتمل على عدة طوابق تصل إلى الخمسة.
لقد لعبت القصور عبر التاريخ دورا مركزيا في
حياة سكان المنطقة كمظهرا من مظاهر الإستقرار ,مثلما مثلت الخيمة مظهرا من مظاهر
الترحال والإنتجاع .
إن
التعمق في وظائف القصر المتعددة كفيل بإبراز هذا التداخل الذي كان قائما بين أصناف
المعيشة والقدرة على التأقلم مع مناخ شبه صحراوي. ولعل هذا التكامل بين الخيمة
والقصر مثل خصوصية الحياة البدوية في المنطقة الجنوبية بما يجعلها تتميز في بعض
خصائصها عن أنماط البداوة في مجتمعات أخرى. فالقصر يقوم بوظيفة تخزين المنتوجات
الفلاحية المحلية (شعير,قمح,زيت,تين مجفف,تمر,صوف,علف...)وهذا يدل على الماضي
الفلاحي التقليدي ومعاصر الزيت وبقايا مطامير الحبوب وروايات الشيوخ عنها تدل على
ذلك.فالوظيفة الأساسية ليست السكنى كما يتبادر الى الذهن بل إن القصر يمثل مخزنا
جماعيا تملكه القبيلة والعشيرة,أما الغرفة فتملكها العائلات والأفراد بينما يتم
السكن زمن الإستقرار حول القصر.
وللقصر
وظائف أخرى ثانوية تقوى وتضعف بحسب المواسم والظروف الأمنية مثل تأمين النشاطات
التربوية والدينية والتجارية.الإقامة حول القصر والتواجد به مؤقتا يبرزان وقت
التهديدات الأمنية وأثناء الجفاف,أما في فترات الرخاء فتتميز حياة المجتمعات
بالتنقل و الإنتشار في الأراضي السهلة حيث الأرض المشتركة و أراضي الملك.
يتألف
القصر من :
السقيفة
: وهي عبارة عن مدخل القصر,تخصص لتجمع الميعاد,أي المجلس القبلي
الصحن
: الساحة الداخلية للقصر ويستخدم لحماية الحيوانات في عض حالات الإغارة
الغرف
: تمثل الغرفة الوحدة الأساسية للقصر,تستعمل للخزن ولها هندسة خاصة تراعي شروط حفظ
المحاصيل الزراعية والحيوانية لمدة طويلة.
تفضي الغرف إلى بعضها بواسطة مدارج،أو بواسطة
سلسلة من الأعمدة الخشبية المغروسة في الحائط الذي يمثل الجبس المحلي أحد أهم
موارده المسجد : ويقوم بوظيفتي التعبد والتعليم ومن الأجزاء المتممة بشكل يتفاوت
بين قصر وآخر حسب الموقع وتاريخ القصر وحسب قوة وتعدد أفراد القبيلة،منها : معصرة
الزيتون وبرج المراقبة والآبار والمواجل.
Matmata-Tunis |
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire