أعلان الهيدر

الرئيسية مظاهر التقدم العلمي والتقني

مظاهر التقدم العلمي والتقني

مظاهر التقدم العلمي والتقني
مظاهر التقدم العلمي والتقني
إن التطور العلمي نفسه ليس دائماً كامل الاستقلال لقد استطاعت التقنيات ان تساعد بطرحها مسائل محددة في إحداث تطورات علمية معينة، وقد لا يكون من المستحيل الاعتقاد بأن بعض أشكال الرياضيات أو الفيزياء الحديثة كانت نتيجة اهتمامات تقنية، والهندسة نفسها كانت تقنية مسّاح الأراضي قبل أن تصبح (علماً بحتاً)، كذلك الأمر بالنسبة لكل الجهاز العلمي الذي يتعلق هو نفسه وبدرجة كبيرة بالتطور التقني.
وهذا يقودنا الى استنتاج مهم لطالما قدم مخترعو الزمن الماضي كأشخاص دون معلومات علمية واسعة موهوبين فقط بعبقرية خاصة. والعكس وارد في أن يصل التطور العلمي الى نقطة تجعل اختراعاً معيناً ممكن التحقيق ولكنه مع ذلك لا يصل إلا متأخراً مثالاً على ذلك عدم قدرة الاغريق على تطوير تكنولوجيتهم رغم حصولهم على عناصر علمية كافية. ألم يقال عنهم أنهم مرّوا بجانب ماكنة البخار ولكنهم لم يصنعوها. لقد مر مائة عام وعامين بين اكتشاف الظاهرة الفيزيائية المطبقة في التصوير الفوتوغرافي وبين التصوير الفوتوغرافي نفسه (1727 – 1829) ولكن ألم يكن الى جانب الاكتشاف العلمي مسألة الركيزة والمستحضرات. 
إن الرابطة بين العلم والتقنية تتوطد عندما يسمح العلم بحل المسائل التي تطرحها التقنية ومن جهة أخرى عندما يكون بمقدور التقنية أن تلبي متطلبات العلم، وهكذا نشأت فكرة تمييز البحوث التطبيقية. بافتراض ان الحالة المثلى للتطور التكنولوجي هي عندما يكون التطور في معرفة العلّة بمقاييسه ومدلولاته (نظريات، مفاهيم، معارف، معلومات) مصحوباً بتطور في معرفة الأداء وأيضاً بمقاييسه ومدلولاته (سلعة جديدة، تحديث طريق ووسيلة انتاج، تقليل تكاليف، استخدام مدخلات، ... الخ) .

التكنولوجيا والصنعة
انطلقت دعوة الى تصحيح تاريخ التعدين في العالم اثارتها نتائج سلسلة من الاكتشافات الاثرية التي استمرت في العراق منذ نهاية السبعينيات. فما توصلت اليه البعثة السوفيتية في تل المغزلية قرب تلعفر من كشف نماذج من النحاس المطروق تعود الى الألف السادسة قبل الميلاد ومن حضارة حسونة، انما يأتي تأكيداً لاكتشافات سابقة بهذا المعنى (تمت في موقع الأربجية قرب الموصل، وتل الصوان قرب سامراء)، والتي تؤكد أن استخدام المعادن قد جرى في بلاد ما بين النهرين وانتشر في انحاء منها خلال الألفية السادسة قبل الميلاد وحتى قبل ذلك التاريخ. هذه المعرفة التي سبقت الآخرين من سكان العالم.
إن نتائج الاستكشافات في المناطق المشار اليها اعلاه وما تبعها من فحوصات على القطع الاثرية وتحليل منطقي وتاريخي لهذه النتائج انما تؤكد أن الصنعة في العصر القديم تمثل تقنية معقدة مدعمة بمعرفة السبب (العلم) لاتختلف كثيراً عما يمارس اليوم في صناعة البرونز.
وهنا سنستعرض أوجه الشبه والاختلاف بين تكنولوجيا السباكة في عصرنا هذا وتكنولوجيا الصنعة عند العراقيين القدماء.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.