أعلان الهيدر

الإسلام والشعر


 
الإسلام والشعر  
الإسلام والشعر

الاسلام دين ودولة، وهو دين الفطرة السليمة السوية، يقوم على أسس ومبادىء هدفها خير الانسان وهو بمبادئه القويمة الهادية وفضائله يساعد الانسان على أن يعيش في مجتمع فاضل متكافل حر كريم، تسوده العزة والرفاهية والكرامة والحب والخير، وهو يحبذ كل ما يساعد على تحقيق هذا الهدف، ويحارب كل ما يهدد هذا البناء الاجتماعي الانساني الفاضل، ولا يمكن أن يقف الاسلام _وهو دين الفطرة _ في وجه الشعر، ومقدرة التعبير الجميل لدى الانسان، اذ الشعر لون من التعبير الفني الذي لازم الانسان في مراحل تطوره، فهو نشاط انساني، لا يوأد ويقتل أو يجهض أو يكبت ولكن يقوم ويسدد ويوجه، ولما كان الانسان مزودا بمجموعة من الغرائز والدوافع التي تساعد على حفظ النوع الانساني، ولما كانت هذه الغرائز وتلك الدوافع معرضة للانحراف، وبالتالي انحراف الانسان عن طبعه السوي، وانحراف ما يصدر عنه من سلوك أو تعبير، لا يقف أثره عنده، بل يتعداه الى غيره _كان لابد للاسلام من أن يوجه ويهدي ويسدد الخطأ.
ولما كان الشعر فنا تعبيرياً جميلا مؤثراً، له دوره في الاقناع وفي الاقبال على الشيء عن طريق التصوير المؤثر، ولما كان له دوره الذي لا ينكر في تعبئة المشاعر وتحميس النفوس، واثارة العواطف وبالتالي تحريك الافراد والمجتمعات، ما كان للاسلام أن يتجاهله أو أن يغفل دوره، بل يوجهه ويرسم له الطريق السليم، القويم الواضح، مع التسليم بحاجة الانسان الى التعبير عما في نفسه والتسليم بطبيعة الانسان الذي حاول أن يوازن بين حقه، باعتباره فردا حراً، وبين واجبه، باعتباره جزءاً من جماعة لها أعباؤها ومسؤولياتها.
ومن هنا وجدنا الاسلام يحارب الشعر المنحرف، والذي يساعد على الانحراف ويشيع الفساد، ويعبر عن الطبائع غير السوية، ويدغدغ الشهوات، والشعر الذي يصد عن الحق والخير والشرف، وكذلك الذي يقطع الاوصال والارحام، ويفتت المجتمع المتماسك المؤمن ويريد للشعر بجانب ذلك أو قبل ذلك، أن يكون فنا كريما ملتزما بقضايا الانسان النبيل، فنا بناء في خدمة الحق والخير والعدل والمبادىء السامية، الشريفة والصادقة، لا ممتهنا ولا وسيلة كسب أو متاجرة، ويريد له أيضا أن يكون سلاحا في يد المؤمنين وأصحاب العقائد السامية، ويدافعون به، ويتقون كيد ألسنة الاعداء وطعان فصاحتهم، ويريد للشاعر أن يكون حرا مسؤولا، شريفا ومناضلا، عضوا في مجتمع الفضلاء والكرماء، ويريد له كذلك أن يكون مؤمنا صادقا يعيش ويفعل ما يقول، بحيث تكون مسؤوليته نابعة من قلبه ومن ضميره، وليست محض مجاراة باللسان والقلم، والاسلام بجانب هذا الذي أراده للشعر وللشاعر، من الالتزام بقضايا الحق والعدل والخير، لم ينس العواطف الذاتية الخالصة، والمشاعر الفردية الخاصة، وضرورة التعبير عنها، فالانسان كما هو ابن الجماعة يعبر عن مشاعرها، ويدافع عن كيانها وعقائدها هو _أيضاً _ ابن ذاته يعبر عن عواطفه، ويتغنى بمشاعره، بأفراحه وأحزانه بشرط ألا تكون تلك العواطف منحرفة تشيع الفساد والانحراف في المجتمع، بل لابد من أن تكون تعبيراً عن عواطف نبيلة، في صورة جميلة في غير خروج أو اسفاف.
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.