أعلان الهيدر

حجج لكليلة ودمنة


حجج لكليلة ودمنة
حجج لكليلة ودمنة
، يقول الفيلسوف دبشليم "اضرب لي مثل .." فيجيب الفيلسوف بيدبا "زعموا أن .."وبدلك تتولد الأحداث ويتطور الحديث.
ومتى ولجنا عالم كليلة ودمنة ألفيناه يفتتح بعبارة سردية ذات محمول حكائي بها ينفتح القص وهي "زعموا أن ..." فهي سنة سردية راسخة تحقق وظيفة تواصلية تفتح الخطاب على جو عجائبي غرائبي
من إنتاج الفيلسوف "إنما ضربت لك هذا المثل لتعلم"،
والقصص ههنا مستقلة الأبواب يحكمها مبدأ التناظر حينا (باب الأسد والثور - الحمامة المطوقة ) أو مبدأ التقابل أحيانا ( باب الأسد والثور - الأسد وابن آوى الناسك)
أما الوصف فقد استبطن مشاعر الشخصيات وكينونتها المتقلبة "فدخل على شتربة كالكئيب الحزين" فهو تأطير للأحداث ولفضاء القص زمانا ومكانا وللشخصيات "صورة الصياد في باب الحمامة المطوقة".
ولو نظرنا في أركان القص فإنها تدور على فضاء موهوم زمانا ومكانا فالمكان مطلق والزمان كذلك، وفي ذلك تجريد للحكاية وحماية لها من أعدائها،
أما الشخصيات فهي من عالم الحيوان (الأسد- ابن آوى -كليلة -دمنة- الحمامة-الغراب..) أو عالم الإنسان (الملك -الفيلسوف - الصياد..) وبين هؤلاء وأولئك علاقة الرمز بمرموزه، فكل حيوان له ما يطبقه في عالم الإنسان.
الوظيفة التعليمية
"وإنما ضربت لك هذا المثل لتعلم أن صاحب الشر لايسلم من شره أحد".
الوظيفة النقدية، نقد لمظاهر انحراف الواقع السياسي والقضائي والاجتماعي بغاية التوجيه والإصلاح
شأن دمنة في باب الأسد والثور
الوظيفة العقلية    
"إن العاقل لا يعدل عن الإخوان شيئا ",
الموضوع3: لقد جعل ابن المقفع من الحيوان بديلا من الإنسان ودليلا عليه مستهدفا الإمتاع والإبداع.
توسع في تحليل هذا القول معتمدا شواهد دقيقة من كليلة ودمنة.
تفطن بعض الأدباء إلى الأوضاع المتردية التي كان يعيشها مجتمعه، فنقدوها بإستعمال الحكاية المثلية ، و نجد من بينهم عبد الله إبن المقفع في كتابه كليلة و دمنة. فكيف إستخدم هذا الكاتب الحكاية المثلية للإشارة إلى مواطن الخلل؟
كم نستمتع عندما نقرأ كتاب كليلة و دمنة خصوصا أن أحداثها دارت على ألسنة الحيوانات فنعجب بحديثها وننبهربجدالها و نتسلى بالمواقف الطريفة التي تحدث بينها. هذا هو الإمتاع الذي سعى إليه إبن المقفع من خلال هذا الكتاب و هو عبارة عن ظاهر الحكاية الذي توجه به إلى صغار السن لتعليمهم بعض المبادئ التي تفيدهم و هم يتسلون لتسهيل تقديم المعلومة لهم ، كما وجه قوله بهذه الطريقة للمتعمقين في معاني هذا الكتاب ، ناقدا في الواقع الوضع الإجتماعي و السياسي المتردي الذي كان يعيشه مجتمعه و ذلك عبر شخصيات حيوانية تحمل في باطنها شخصيات إنسانية نجدها في كل زمان ومكان ،و ذلك لأسباب أمنية ،فرمزت هذه الشخصيات إلى عدة قضايا إجتماعية أهمها الصداقة في أقصوصة الحمامة المطوقة التي أبرزت أهمية هذه القيمة بما أنها هي الرابط المتين بين الحمامة و الجرذ الذي جعله يساعدها عند وقوعها في شرك الصياد و هي كذلك الرابط الذي خلق مبدأ التعاون و التآزربين الحمامة و صديقاتها مما كان سببا في خلاصهن "في الإتحاد قوة" ، و من ثم يعود الكاتب فيبرز مساوئ الصداقة الغير متكافئة و التي تنقصها الثقة المتبادلة كصداقة الثور و الأسد ، الثور حيوان أليف و ساذج و الأسد حيوان مفترس و متهوّر ، لذا لم يفكر كلاهما بالعواقب خاصة ما قد يتسبب فيه النممامون و الحساد من مشاكل بينهما و هذا ما حصل فعلا ، إذ أن دمنة حرش كلاهما على الآخر فأنهى هذه الصداقة بمأساة متمثلة في موت الثور على يدي الأسد ، و لا ينقد إبن المقفع هنا فقط هذا النوع من الصداقات بل ينقد كذلك مشكلا سياسيا يتمثل في تنفيذ حكم من السلطة التنفيذية على المتهم دون عرضه على المحكمة "المجرم بريء حتى تثبت إدانته" بالإضافة إلى ضرورة عدم خضوع السلطة القضائية إلا للقانون و هذا يعني ضرورة الفصل بين السلط كما على من يتولى السلطة التنفيذية أن يكون في غاية الوعي و النضج و الحكمة للعدل بين الناس و ليس غير ناضج ، متسرع و متهور كالأسد ، يجب كذلك عليه سماع رأي غيره و أن لا ينفرد برأيه و هذا ما عبر عنه الكاتب عبر الحوارات الدائرة بين الملك دبشليم و بيدبا الفيلسوف المعتمدة على حجج و حكايات مضمنة مليئة بالعبر ،لأنها هذه هي الصورة التي تمنى الكاتب أن يرى عليها مجتمعه
أبدع إبن المقفع في كتابة حكاية كليلة و دمنة لما إحتوته من دروس تعليمية تربوية مستعملا الحيوان كوسيلة لإبلاغ رسالته ؛ و هذا ما فعله غيره من الأدباء ، ناسجين على منواله ، فمن هم هؤلاء الأدباء؟ و كيف إستعملوا الحكاية المثلية للنقد ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.