أعلان الهيدر

الرئيسية الآثار السلبية للأمطار الحمضية في البيئة و علاج المشكلة

الآثار السلبية للأمطار الحمضية في البيئة و علاج المشكلة


الآثار السلبية للأمطار الحمضية في البيئة و علاج المشكلة
الآثار السلبية للأمطار الحمضية في البيئة و علاج المشكلة
الأمطار الحمضية عبارة عن قطرات المطر التي تلوثت من الهواء الجوي نتيجة إطلاق أكاسيد الكبريت و النيتروجين عن طريق احتراق النفط و الفحم و الغاز الطبيعي ومداخن المصانع و محطات توليد الطاقة الكهربائية ، وهي ظاهرة حديثة لفتت الأنظار هذه الأيام بعد أن سببت كثيراً من الأضرار لمختلف عناصر البيئة المحيطة بنا.
 لم ينتبه المجتمع الغربي الي خطورة هذه الأمطار إلا عندما لاحظ عالم سويدي عام 1967 يدعى "سفانت اودين" وهو من علماء التربة أن الأمطار التي تتساقط فوق بعض مناطق السويد تزيد نسبه حموضتها مع الزمن ،و قد أكتشف هذا العالم أن هذه الأمطار تنتج من ذوبان الغازات الحمضية التي تتصاعد من مداخن المصانع و نبه هذا العالم الي خطورة هذه الأمطار و الي أثارها المدمرة في مختلف عناصر البيئة الطبيعية المتوازنة.
 وتتشكل الأمطار الحمضية عندما تتصاعد الغازات الناتجة عن الاحتراق فإن " غازات أكاسيد الكبريت و أكاسيد النيتروجين " تتحد فوراً مع الأكسجين  وذرات الماء و الغبار ، فيتكون حامض الكبرتيك ، ويبقى هذا الحامض معلقاً في الهواء على هيئة رذاذ رقيق ، تتكاثف حولها قطرات مياه المطر ، و تتحول الي أمطار حمضية.
 أما الجزيئات الحمضية الجافة ، فهي ذرات غبار حمضية في طبيعتها تسقط على الأرض و تغطي السطح بطبقة رقيقة من الغبار ، وعندما يسقط عليها الماء بفعل المطر ، فإنها تؤدي الي زيادة حموضة المياه والتربة . وفي الشتاء يختلط الغبار الحمضي مع ركام الجليد ، و عندما يأتي الربيع و يذوب الجليد ، تحمل المياه هذه المواد الحمضية الي الأنهار و البحيرات و التربة.
 الآثار السلبية للأمطار الحمضية في البيئة :
1.         أثر المطر الحمضي في البحيرات والمحيطات :
أثرت الأمطار الحمضية في بيئة البحيرات، فبينت الدراسات أن 15 الف بحيرة من أصل 18 تأثرت بالأمطار الحمضية، فماتت وتناقصت أعداد كثيرة من الكائنات الحية التي تعيش في هذه البحيرات وخاصة الأسماك والضفادع.
وثمة سؤال هنا: من أين تأتي خطورة الأمطار الحمضية على البحيرات؟
تبين أن زيادة حموضة الماء تعود الي انتقال حمض الكبريت وحمض الأزوت اليها مع مياه السيول والأنهار بعد هطول الأمطار الحمضية. إضافة الي ذلك فإن الأمطار الحمضية تجرف معها عناصر معدنية  مختلفة بعضها في شكل مركبات من الزئبق والرصاص والنحاس والألمنيوم، فتقتل الأحياء في البحيرات.
2.      أثر المطر الحمضي في الغابات والنباتات :
إن تدمير الغابات له تأثير في النظام البيئي، فمن الملاحظ أن انتاج الغابات يشكل نحو 15% في الإنتاج الكلي للمادة العضوية على سطح الأرض، ويكفي ان نتذكر أن كمية الأخشاب التي يستعملها الإنسان في العالم تزيد عن 2.4 مليار طن في السنة، كما أن الغابات المزروعة في واحد كم2  تطلق 1300 طن من الأكسجين، وتمتص نحو 1640 طناًً من ثاني أكسيد الكربون خلال فصل النمو الواحد، كذلك تؤثر الأمطار الحمضية في النباتات الاقتصادية ذات المحاصيل الموسمية وفي الغابات الصنوبرية، فهي تجرد الأشجار من أوراقها، وتحدث خللا في التوازن الشاردي في التربة، وبالتالي تجعل الامتصاص يضطرب في الجذور، والنتيجة تؤدي لحدوث خسارة كبيرة في المحاصيل .
3.         أثر المطر الحمضي في التربة :
 تبين التقارير أن التربة في مناطق اوروبا، اخذت تتأثر بالحموضة، مما يؤدي الي أضرار بالغة من انخفاض نشاط البكتيريا المثبتة للنيتروجين ، وانخفاض معدل تفكك الأداة العضوية، مما أدى الي سماكة طبقة البقايا النباتية الي الحد الذي اصبحت فيه تعوق نفاذ الماء الي داخل التربة والي عدم تمكن البذور من الإنبات، وقد ادت هذه التأثيرات الي انخفاض إنتاجية الغابات.
4.      أثر المطر الحمضي في الحيوانات:
 تتوقف سلامة كل مكون من مكونات النظام البيئي على سلامة المكونات الأخرى،  فمثلا تأثر النباتات بالأمطار الحمضية يحرم القوارض من المادة الغذائية والمأوى، ويؤدي الي موتها أو هجرتها، وقد يلاحظ التأثير المباشر للأمطار الحمضية في الحيوانات.
كما لوحظ موت القشريات والأسماك الصغيرة في البحيرات المتحمضة، نظراًً لتشكل مركبات سامة التي تدخل في نسيج النباتات والبلانكتون- العوالق النباتية- نباتات وحيدة الخلية عائمة ، وعندما تتناولها القشريات والأسماك الصغيرة تتركز المركبات السامة في أنسجتها بنسبة أكبر.  ولابد من الإشارة الي أن النظام البيئي لا يستقيم إذا حدث خلل في عناصره المنتجة او المستهلكة او المفككة وبالنتيجة يؤدي موت الغابات الي موت الكثير من الحيوانات الصغيرة، وهجرة أعداد كبيرة منها.
5.          أثر المطر الحمضي في الإنسان :
 يتشكل الضباب الدخاني في المدن الكبيرة، وهو يحتوي على الأحماض، حيث يبقى معلقاًً في الجو عدة أيام، وذلك عندما تتعرض الملوثات الناتجة عن وسائل النقل بصورة فادحة إلي الأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس، فيحدث بين مكوناتها تفاعلات كيميائية، تؤدي الي تكوين الضباب الدخاني الذي يخيم على المدن وخاصة في ساعات الصباح الأولى، والأخطر في ذلك هو غازي ثاني اكسيد النيتروجين لأنه يشكل المفتاح الذي يدخل في سلسلة التفاعلات الكيميائية الضوئية التي ينتج عنها الضباب الدخاني وبالتالي نكون أمام مركبات عديدة لها تأثيرات ضارة على الأنسان، إذ تسبب احتقان الأغشية المخاطية وتهيجها والسعال والاختناق وتلف الأنسجة وانخفاض معدل التمثيل الضوئي في النبات الأخضر. وكل هذا ينتج عن حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، كما حدث في مدينة لندن عام 1952 عندما خيم الضباب الدخاني لمدة ثلاثة أيام، مات بسببه 4000 شخص. بالإضافة الي أثر المطر الحمضي على المنشآت الصناعية والأبنية ذات القيمة التاريخية والتماثيل، اذ يكلف ترميمها مبالغ كبيرة من دخل الفرد او الدخل القومي وأبسط مثال على ذلك "تفتت بعض الأحجار في برج لندن الشهير وكنيسة وست مينستر ابي".
 علاج المشكلة :
1- معادلة الأنهار والبحيرات الحمضية والأراضي الزراعية بمواد قلوية.
2- تنقية الملوثات قبل أن تنتشر في الغلاف الهوائي.
3- العمل على ايجاد نظام متطور للرقابة البيئية و فسح المجال للتكنولوجيا المتطورة التي تتوافق مع البيئة .
4- ضرورة إدراج الجدوى الاقتصادية للعمليات الأيكولوجية .
5- توعية الإنسان بالبيئة ووضع أسس لعملية استغلال الموارد النباتية و الحيوانية .
6- وضع خطط دقيقة لحماية كوكب الأرض من كافة مصادر التلوث ( الكيميائية - الحرارية - النووية ).
7- تخفيض استهلاك الوقود في وسائل المواصلات ، وايجاد وسائل بديلة لا تترك اثار سلبية في البيئة .
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.