أعلان الهيدر

الرئيسية الهجرة الأندلسية إلى البلاد التّونسيّة ونتائجها

الهجرة الأندلسية إلى البلاد التّونسيّة ونتائجها


الهجرة الأندلسية إلى البلاد التّونسيّة ونتائجها
الهجرة الأندلسية إلى البلاد التّونسيّة ونتائجها
1-    ظروف الهجرة الأندلسيّة إلى البلاد التّونسيّة:
لقد بدأ التواجد الإسلامي في الأندلس منذ أن فتحها طارق بن زياد سنة 92هـ/711م، حيث استقر أغلب جيشه - الذي كان معظمه من شمال إفريقيا - فيها، وبإسلام الكثيرين من الأندلسيين أنفسهم امتد هذا التواجد لنحو 800 عام تقريبًا، قضاها المسلمون في صراع مع الإمارات والممالك المسيحية التي تكونت في الشمال، إلى أن سقطت مملكة غرناطة عام 897 هـ/1492م، فسقطت بذلك كل الأندلس، وعادت من جديد تحت الحكم المسيحيّ. ومنذ ذلك الوقت بدأت معاناة المسلمين في الأندلس، من تعذيب وقتل ونفي وأجبر المسلمون على التنصر (التحول إلى الديانة النصرانية) أو الموت، ولكن تمسك أغلب أهل الأندلس بالإسلام ورفضهم الاندماج مع المجتمع النصراني، دفع الكثيرين منهم إلى الهجرة، وظل الباقي تحت الحكم المسيحي وعرفوا باسم المورسكيين.
وفي سنة 1609م قام الحاكم الإسباني فيليب الثّالث بتخيّبر هؤلاء المورسكيين بين أمرين، إمّا التنصّر أو التهجير من البلاد مع ترك المال والعقارات، فرفض أغلبهم الارتداد عن الإسلام وأجبروا على التهجير، وقامت السّفن الإسبانيّة بترحيلهم إلى بلاد المغرب وبلغ عدد المهاجرين في القرن 17 أكثر من 80 ألف مهاجر وصلوا على دفعات متتالية، فأوّل من وصل من هذه الدّفعات العلماء، يليهم التجّار ويليهم الفلاّحون والصّناعيّون. وقد استقرّ المورسكيّون في البلاد التّونسيّة في عدّة مناطق وأسّسوا عدّة مدن مثل: رفراف، بنزرت، تونس، طبربة، السلوقيّة، تستور، سليمان، قرمبالية، نيانو، زغوان. وخاصة بعد تشجيع عثمان داي لهم إثر القرار الذي أصدره والّذي يأذن لهم بموجبه بأن يعمّروا حيث شاؤوا، فاشتروا المناشير وبنوا فيها واستوطنوا عدّة أماكن
  -2   نتائج الهجرة الأندلسيّة بالبلاد التّونسيّة:
أ - على المستوى الفلاحيّ:
طوّر الأندلسيّون وسائل الريّ بإقامة السّدود والقنوات وحفروا الآبار خاصّة في الوطن القبلي واستعملوا النّواعير الّتي تدار بالرّياح كما انتشرت البساتين الّتي تغصّ بالأشجار المثمرة وبالبقول متقنة الحفظ والصّيانة.
ب - على المستوى الصّناعي:
ساعد عثمان داي الأندلس على صناعة الشّاشيّة الّتي حقّقت أرباحا هامّة للصّناعة نظرا لأنّها تدير عدّة صناعات أخرى بالإضافة إلى ظهور صناعات جديدة جلبوها معهم مثل صناعة الخزف والجليز والقرمود.
ج - على المستوى المعماري:
سرعان ما تأقلم الأندلسيّون مع المجتمع التّونسي فتصاهروا مع العائلات التّونسيّة وكوّنوا المدن والقرى مثل قلعة الأندلس وقرمبالية ورأس الجبل وسليمان ورفراف والعالية ونيانو وخاصّة تستور الّتي تعدّ أكبرهم وأكثرهم محافظة على الموروث الإسباني الأوروبي حتّى صارت بمثابة قطعة من إسبانيا كما قاموا بإنشاء المدارس الأندلسيّة مثل المدرسة القريبة من سيدي يونس الّتي أنشأت سنة 1624م وكان الشّيخ شعبان الأندلسيّ أوّل مدرّس بها الّذي يعتبر من أعيان علماء الأندلسيّين كما بنوا الجامع الكبير بتستور.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.