أعلان الهيدر

الرئيسية قصة رحلة إلى الغد لتوفيق الحكيم

قصة رحلة إلى الغد لتوفيق الحكيم


قصة رحلة إلى الغد لتوفيق الحكيم

قصة رحلة إلى الغد لتوفيق الحكيم


تقدم المسرحية قصة شخصين- طبيب ومهندس- حكم عليهما بالإعدام وتقرر الدولة ارسالهما فى صاروخ إلى الفضاء الخارجى للاستفادة من علمهما وقدراتهما فى المساعدة على تحقيق بعضر الفرضيات العلمية، وبعد تدريبهما يصل الصاروخ إلى كوكب مجهول وبعد فترة من الوقت لا يعلمان مداها يعودان إلى الأرض، فيكتشفا أن الرحلة قد استغرقت ثلاثة قرون، واذا الحياة قد تغيرت تغيراً تاماً وغلب عليها التقدم العلمى مما جعلها شبه مستحيلة لأن يعيشا فيها فى ظل هذا التقدم العلمى المذهب.
هنا يقوم الحكيم من خلال هذه الفرضية العلمية بدراسة امكانية التعايش بين بنى البشر خاصة أمثال هذان الاثنان اللذان سيصابا بالملل والشقاء بعد أن خاضا هذه الرحلة العلمية. وهنا نكتشف أن الحكيم يلمح بمخاوفه من الغد المقبل ومن سلبيات التطور العلمى وليس من العلم ذاته.
ذلك أن عوده الطبيب والمهندس جعلتهما يكتشفا ما سببه العلم للإنسانية من ركود فلا عمل للناس لأن الآلات التى اخترعها العلم قامت بدور البشر فى العمل. ويترتب على ذلك أن تتحول الحياة إلى ازرار وينقسم الناس إلى حزبين حزب يؤيد التطور وآخر يؤيد الرجعية والتقليدية وينضم كل منهما إلى حزب – الطبيب حزب الرجعية- المهندس حزب التقدم- ويكون مصير حزب الرجعية السجن ويكون نصيب حزب العلم التقدم والسيطرة على مقاليد الأمور.
إن توفيق الحكيم فى هذه المسرحية "يعارض بين حياة الحاضر وحياة المستقبل ويفضل كعادته الحاضر على المستقبل لأنه كما قلنا محافظ يخشى المجهول ولا يستطيع أن يتصور المستقبل فى صورة أزهى وأجمل من الحاضر. وعنده- كما قلنا غير مرة- أنه ليس فى الإمكان ابداع مما كان وما هو كائن فعلاً، كما يعارض بين حياة العقل الخالص التى يظنها حياة المستقبل وحياة القلب التى يظنها حياة الحاضر" .
لهذا نجد توفيق الحكيم من خلال هذه المسرحية المكونة من أربعة فصول يعرض قضية حيرة الإنسان أو لنقل الحكيم نفسه بين العلم والأدب أو قل العقل والقلب، ذلك أنه وبإستخدامه لهذا التكتيك الجديد فى الكتابة فإن القارئ يشعر "أن الفصول الثلاثة الأولى مجرد استخدام للخيال العلمى فى مسرح هو أقرب إلى أدب التسلية أما الفصل الأخير الذى أفضت إليه الفصول الثلاثة الأولى يقدم توفيق الحكيم فى جزئه الأول رؤيته التنبؤية التفاؤلية بحيث يجعل بيوت البشر بعد مائة سنة تغذيها أنابيب ذات ألوان مختلفة إلى جانب أنابيت المياه الباردة والساخنة مثل أنابيب القهوة والشاى واللبن والحساء وهكذا" .

وهكذا ندرك حيرة الحكيم فى هذه المسرحية من تقدم العلم، ذلك أنه وإن كان يقدم رؤيته التفاؤلية من تطور العلم فإنه من ناحية أخرى يحذرنا منه وقد تمثل لنا ذلك- كما سبق القول- من الخلاف الذى نشب بين الطائفتين وأدى فى النهاية إلى هلاك حزب الرجعية حزب الطبيب المرهف الحس. كل هذا لا يقلل من قيمة هذه المسرحية التى نستطيع أن ننسبها إلى مسرح الخيال العلمى ذلك أن الحكيم استطاع أن يوظف مسرحيته "لما يوظف له الفن القائم على الخيال العلمى إذ جمعت مسرحيته بين التسلية والتنبؤ بما يمكن أن ينجح فيه العلم والوجس مما يمكن أن يفشل فيه" .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.