أعلان الهيدر

الرئيسية رواية تفاحة المجانين

رواية تفاحة المجانين


رواية تفاحة المجانين
رواية تفاحة المجانين
صياغات جوهرية
في تعقب القارئ ورحيله في مضمار القراءة الأدبية للنص لا بدَّ من أن تحدوه قرارات واستنتاجات للنص . يخرج بها ليعطي تقييماً هو ذاته الذي يستحيل اندفاعاً لإنجاز نص متخيل وضرورات تتطلبها الحاجة لبناء نص جديد .. فالقراءة تقود إلى تأويل يجمله بآراء ذاتية تخصه وقد لا تخص غيره ؛ أو قد تثير لديه نزوع التشبث بها في وقت لا تثير غيره . من هنا تعددت التأويلات وصارت لا حدود لها .. وقراءتي لتفاح المجانين جعلتني أخرج بما يوفر لدي جملة آراء :
* وزع الروائي على كل فرد من أفراد اشتغاله لقباً يقرب من لفت الانتباه وإحداث صدمة في لحظة مواجهة كل فرد . وقد واجهنا أول ما قرأنا بـ" بدر العنكبوت " وهي ألقاب تقطر ايحاءات وتعطي تأويل لما وراء المفردة . والعنكبوت مخلوق له قدرة الانكماش وهلامية الأرجل وجاء التوصيف على بدر مطابقاً عندما رأيناه ينكمش ويتقلص ويجمع أعضاءه ليدخل من فوّهة زير زوجة الفورمن ؛ وأداء الحركة التي عجز جميع أقرانه من الصبية على أدائها ... وثمة " المشط " لقب بائع السمك . وللمشط أسنان عديدة تسمح له قرض الأشياء وقطعها ، وهذا ما شاهدناه عن بائع السمك كثير الكلام المضمخ بالبجاحة والعظمة لكن الفعل قليل ، وعاجز، وضعيف .. كذلك رأينا إلى " طريف " لقباً لجحش بدر العنكبوت الذي أخذه من بين مطاردة الصبيان ليصبح ملكاً له .. وهكذا من الألقاب والنعوت الملتصقة بالشخوص .
* استخدم الروائي سياق السخرية المصاحبة للقص . سخرية تتغلغل إلى دواخل النفس لتعيث بها حزناً وألماً من جهة ؛؛ ومن جهة أخرى إكباراً لعظم مقدرة أولئك الناس الذين يخطون على أديم واقع مر وتعيس ، معقد وصعب ، مؤلم ومثير للأسى .وباستطاعة القارىء اقتطاع أية فقرة من أية صفحة من الرواية ليجعلها شاهداً على عظم المأساة . ولي أن أختار هذا الوصف القصير :" وأخذت الرقع فوق سراويلنا ، وفي ذلك الشتاء تسلّم بدر العنكبوت بطانية من إحدى الجمعيات الخيرية ففصّلها له العم تحصيل دار ( أبوه ) معطفاً ، وقد أصبح موضع تندر أولاد الحارات المجاورة ؛ كما أنَّ منظر بدر العنكبوت صار محزناً وهو ينوء تحت ثقل ذلك المعطف المصنوع من الخيش أو اللباد والذي يشبه البردعة . هكذا إذن بلغنا من الفقر أرذله .". ص19
* يقدم الروائي سرداً لحكايات مترابطة ؛ تبدأ وتنتهي بحيث لا نجد أسلوبا لعمل روائي يبني كيانه على تنامي الأحداث وتراكمها وذروتها . بل نشاهد صوراً حياتية تترابط كحبات المسبحة .
* جعل الروائي لكل شخصية دور محدد يُسلّط عليها الضوء المحدود فلا نرى تفاصيل كثيرة تغور في حياة الشخصية وجذورها ؛ إنّما جعلها تؤدي دوراً . ووجد إن لا حاجة لإطلاعنا نحن المتلقين على تاريخٍ يمكن أن يمنحنا شعوراً بفهم الشخصية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.